مع احتدام المعركة ، ومبارزة أهل الحق من أحفاد محمد بن عبدالله صلوات الله عليه وعلى آله ، أهل الباطل سلالة يزيد الظالم ومن على شاكلتهِ . ظَهر فارس شُجاع لايخاف في الله لومة لائم ، رجل وقور غلبت الحكمة عليه واتَسم برجاحة العقل ، وسرعة الحفظ ، وقوة الفهم ، كيف لا وهو أشبه خلق لجدهِ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . فإن تحدثنا عن الشجاعة فهو سيدها ، فقد كان محارباً للظلم ، والفساد . فمن مواقفه الشجاعه التي لاتخفى أنهُ وقف في مجلس طاغية بني أُمية هشام بن عبدالملك ، وتهديدهُ لليهودي الذي كان يسب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم” وماكان من كلامه لهشام ، حتى خرج من مجلسهِ وهو يردد في شجاعة وإباء : (( والله لاتراني إلا حيث تكره )) وفي حفظه وتدبره وقوة فهمه ، حينما كان يقول والمصحف منشور بين يدية (سلوني ، فوالله ماتسألوني عن حلال وحرام ، ومحكم ومتشابه ، وناسخ ومنسوخ ، وأمثال وقصص ، إلا أنبأتكم به ، والله ماوقفت هذا الموقف ، إلا وأنا أعلم أهل بيتي بما تحتاج إليه هذه الأمة . …. فالكلام كثير عن الإمام ، والمواقف البطولية لاتُعد ، ولن نختصره بمجرد سطور ، فقد جاهد حتى كان خير من استشهد ، ظل يجاهد ويدافع عن المظلومين ويردع الظلم حتى أذن الله له بالشهادة. كان مقاوم لإهل الضلال ، وظل يدافع عن دين الله حتى لقيه. سيظل الإمام زيد” عليه السلام إلى يومنا هذا رمزاً للأحرار ، ومصدر إلهام لكل الثوار ومنه نستمد الشجاعة ، والبسالة للوقوف في وجه طغاة هذا العصر ومحاربتهم ، علّمنا الإمام زيد” عليه السلام أن حب الحياة مقرونٌ بالذل فكان شعارهِ المعروف “من أحب الحياة عاش ذليلاً ” نستلهم منه كل ماهو شجاع ، وإغاثة للمظلوم واستراد حقوقه من الظالمين ، والنيل منهم حتى لو كان الثمن الروح ، إقامة الحق وأتباعه ، وإِبطال الباطل ومن كان في فلكه ، فخروج الإمام زيد بن علي ، لايختلف عن خروج الإمام الحسين بن علي عليهم السلام ” وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ” وحتى إن كانت الشهادة هي الخاتمة . فقد رفعوا كلمة الله هي العليا وجسّدوا أقوى الملاحم البطولية ، والدروس العظيمة ، التي نستلهم منها جميع الدروس والعبر ،فسلامٌ عليك ياخير الأتقياء مابقي الزمان . سلام سلام . #اتحاد_كاتبات_اليمن