في ذاك اليوم سألت معلمي وقلت: معلمي مامعنى كلمة شاعر؟فقال: لي بنيتي الشاعرفي اللغة”هولسان حال أُمته”، فأدهشتني!عبارته وظليت في صمت وسكون ودخلت في بحور من الأفكار التي تجوب في أغوارها الحنين، إلى أن حالتني فكرة فلم أتمالك نفسي حيال ذلك فناديت معلمي! إنتظر أنت قلت: لي أن “الشاعر هو لسان حال أمته”صحيح فقال: بالطبع بنيتي فقلت :له وأنا أقول يامعلمي أن المتعلم “هو لسان حال وأقعه ” فقال :أحسنتِ بنيتي. رحل معلمي وأنا لم ترحل مني الأفكار مطلقاً فهي تفرض نفسها كلما تناسيت وتجعلني دائماً أدخل إلى الواقع وأنظر من زواياه الظاهرة والخفية لتقول لي اجعلي من حروفك رسالة تصف حال الواقع بجماله وبُئسه بسلبيته، وإيجابيته، لأن هذا أقل واجب تعمليه كإنسانة منحتها الحياة إحدى أبواب العلم وهي الكتابة ، فأدركت حينها أنه ليس بالضرورة عندما تتحدث أن تكون شاعراً أو مثقافاً أو معلماً يكفي أن تكون معايش لفن أسمه التجربة فالكل يستطيع أن يتحدث ولكن هناك من لايعطي نفسه فرصة ولامجال لحروفه أن تتحدث وتتحول إلى صوت يسمعه الجميع ليغير من حال واقعه ولا يصمت لأي جرم أوقضية، ومن تلك اللحظة أدركت أن للكتابة أهمية كبيرة حيث أن كلماتنا ككتاب لها تأثير كبير في كل مجريات الحياة وتبعاتها المتضاربة بأحداثها المختلفة وخصوصاً عندما تكون حاضر لأوضاع مثل أوضاع اليمن حالياً من حيث أن المظلوميةوالدمار الشامل الذي خلفه الحرب في جميع بقاع أراضي موطني المختلفة، فنحن في وطأة هذا الحرب الغاشم لم يكن منا إلأ أن نصنع من الجاهل متعلم ومن المتعلم مثقف ومن المثقف أكثر ثقافة حتى نعي مجريات الحياة وأحداثها بحكمة، فعندما تنظر وتعايش المجريات التي تحصل في اليمن تأتيك الحروف تلقائياً لأنك إنسان ذو ضمير وإنسانية وعاطفة، وبهذه الطريقة الممنهجة في اﻹرتقاء بالتعلم سنصنع عقول فعالة في مجتمعها ونصنع أفكار تتحدى كل العوائق والظروف، بمنهجية الكتابة نولد من كل إنسان إنسانية مخلصة ومحبة لغيرها ومجتمعها ووطنها، نصنع بكلماتنا ثورة تثور على كل الجمود الكلمي الساكن في دواخلنا كامتعلمين، نسطرمن حروفنا نحن المتعلمين أو الكتاب أبجدية بلغة جديدة نوصلها إلى كل هذا العالم بأسره ونثبت لهم أنهم صحيح ولا شك استطاعوا أن يحاصرونا بحراً وأرضاً وجواً ولكنهم بتاتاً ومطلقاً لن يحاصروا همتنا وعزيمتنا وحروفنا وكلماتنا التي تستقي من هامات الحرية والثقة بالله الذي ينصربها عبادة المظلومين في كل قضية، أيها الكتاب والكاتبات اعلموا أننا بالحرف والحبر والقلم نستطيع أن نشعلها صموداً وقوة كما يحقق السيف والبندقيه والمجاهد أروع البطولات حينما تحتدم عليه المعارك من كل جهة من كل أرض وسهل وجبل، نستطيع بكلماتنا أيها الكتاب والكاتبات أن نبني جسراً نعبر فيه إلى كل هذا العالم بأسره متخطيين كل الحواجز و الخرائط وكذا الحدود لنعلمهم من يكون ذاك المجاهداليمني الذي عشق أرضه وأبى أن يكون نازحاً أو هارباً وإنما ظل في أرضه حراً مجاهداً ذاك ببندقيته وتلك وذاك بقلمه وفكره وعقليته. أيها الكتاب والكاتبات فلنشحذالهمم ولنصنع مجداً بذكره الأجيال والأحقاب تستمجدو النصنع من كلماتنا أيها الكتاب صاروخاً بالستياً أسمه “بدراليمن” أجزاءه الحبر والقلم ومقدمته هي مقالة تحتوي على معالم الصمود والثبات من داخل مظلومية تتعدى كل الوصف والشرح كأنها قصة خياليةمن يسمعها سيقول أنها مستواحة من العدم، أيها الكتاب والكاتبات أنتم كما النور المشع بريقه في أعماق الظلم أنتم كالجبال التي تصعد من خلالها كل الوقائع واﻷحداث إلى ذروة الحقيقة بمقالة أو عبارة أوحتى قصيدة، و بصفتنا أمة محمدية تعتنق في شريعتها الشمولية لأبد أن نكون يد بيدمتعاونين لنرقى بأفكارنا كعقلاء متوكلين على الله وواثقين بنصره وعونه وتأيده سنصنع من المستحيل المحال، إذا تظافرت جهودنا نحن الكتاب بالعمل الدؤوب دون كلل أو ملل سنرسم الواقع والمستقبل بأبجدية جديدة مكللة بالوعي ومفعمة بالإيجابية والحريةوكذا حبها وولاءها للوطنية. #اليوم العالمي _للغة _العربية #اتحاد_كاتبات_اليمن.