ثمة تطور ملحوظ و متصاعد بخطى ثابتة ومدروسة في تعزيز القوة العسكرية اليمنية بالتزامن مع تفوق عملي في مضمار المواجهة البرية مع العدوان ومرتزقته ، و ثبت هذا في اكثر من جغرافيا على امتداد الارض اليمنية ، وهذا بالمقياس المادي يمثل تغيرا واضحا في معادلة المعركة ، هذا التغير دفع الكثير من محللي الدفع المسبق وغيرهم من خبراء الاستراتيجيات العسكرية الموالين للمعتدي ان يرفعوا اقلامهم عن المزيد من التحليلات التي ثبت فشلها ، في انتظار ما ستؤول اليه النهايات. في المقابل تعالى الصوت اليمني المقاوم في توصيف واستعراض ما كان و ما اصبح عليه الحال ، وهذا حقا و يندرج في اطار الفخر و التباهي و الحرب المعنوية التي لا تقل أثراً عن ما يجري في الجبهات ، ولكن يجب ان لا نذهب في نفوسنا وقولنا بعيداً في الرهان على هذه الموازين في الصراع غير تلك التي بدأنا بها حربنا وقبل كل تغير مادي ، بل وكنا فيها لا نملك سوى البندقية وبضع مخازن من الذخيرة ، ورغم ذلك كان الصمود حاضراً بذات الوتيرة. ما اعنيه هو ان علينا كجمهور و نخب ان نتذكر دوما اننا نحمل القرآن كمنهاجاً ابدياً لمسيرتنا ، وفيه عبر لا يجوز لنا تكرارها لأمم خلت ، انتصرت في ضعفها المادي و انكسرت في قوة عددها وعتادها ، والسبب لأنها ركنت على حجم الفارق وتناست انه لم يرجح كفة عدوها في اكثر من موقعة ، لذا لا يجب ان يكون اعجابنا بتغير المقاييس المادية على حساب الروحية التي صنعت هذه التحولات ، وكذلك روحانية الموقف الذي نضع اقدامنا على ارضيته بتأييد الهي كان له الفضل الاول والاكبر في ما حدث و يحدث. علينا العودة مع كل عُجب الى الله و هذا الكتاب العظيم ، ولنردد في سرنا وعلنا تلك الكلمات التي يحرص قائد مسيرتنا على نفاذها الى مسامعنا بأن الله وحده من فعل كل هذا ، فاستحق منا المزيد من الابتهالات شكراً وحمداً وتعزيزاً لصلة به وحثاً لتحرك وبذلاً لجهود وصلاحاً لأعمال، تتسارع معها فرص النصر و ترتقي بنا الى مرتبة التقى والرضوان الإلهي العظيم.