القاهرة- (رويترز): قالت جبهة الإنقاذ الوطني المصرية المعارضة الأحد إنها ستعمل لإسقاط الدستور الجديد للبلاد الذي صاغته جمعية تأسيسية أغلبها إسلاميون وأظهرت نتائج غير رسمية لاستفتاء للناخبين عليه موافقة بنسبة زادت على 60 في المئة من الأصوات. وقالت الجبهة في بيان ألقي في مؤتمر صحفي إن نتيجة الاستفتاء تسبب فيها ما حدث "من تزوير وانتهاكات ومخالفات وقصور تنظيمي". وقال العضو القيادي في الجبهة حمدين صباحي في المؤتمر الصحفي "سنواصل نضالنا الجماعي من أجل إسقاط هذا الدستور... في أقرب وقت ممكن". وأضاف أن الجبهة ستطعن أمام القضاء على نتيجة الاستفتاء الذي أجريت المرحلة الثانية والأخيرة منه أمس السبت بينما أجريت المرحلة الأولى قبل أسبوع. وكانت منظمات حقوقية قالت إن مخالفات شابت المرحلة الأولى من الاستفتاء أثرت على نتيجتها ويجب أن تعاد. وقالت المنظمات السبت إن مخالفات مماثلة شابت المرحلة الثانية لكن لم تقل للآن إن كانت أثرت على النتيجة بشكل يبطل الاقتراع. ويعمل المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي منسقا عاما لجبهة الإنقاذ الوطني ومن بين قادتها أيضا الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى الذي جاء خامسا في الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة التي أجريت هذا العام. وتشكلت الجبهة بعد إعلان دستوري أصدره الرئيس الإسلامي محمد مرسي يوم 22 نوفمبر تشرين الثاني وسع سلطاته. وقال قضاة إن الإعلان الدستوري قوض سلطة القضاء. وقالت الجبهة في بيانها "سوف نواصل نضالنا مع الشعب المصري من أجل أن يحظى هذا الشعب بحقوقه وحرياته". ويقول المعارضون إن مشروع الدستور اصطبغ بصبغة إسلامية بدرجة فائقة وإنه لا يضمن الحريات العامة وحقوق المرأة. وأضاف بيان الجبهة "لن نسمح بتغيير هوية مصر أو عودة الاستبداد أبدا". وتابع أن الأحزاب الليبرالية واليسارية الممثلة في الجبهة ستندمج في حزب واحد لتوحد معارضتها لمرسي الذي ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين ويدعمه إسلاميون آخرون. وفي بداية المؤتمر الصحفي تم عزف موسيقى السلام الوطني. وقال صباحي إن النتيجة غير الرسمية للاستفتاء التي تضمنت أن نحو 32 من الناخبين فقط شاركوا فيه أكدت أن "هذا الدستور لا توافق وطني عليه... يشق الصف الوطني... ساقط من زاوية التوافق الوطني". ومن المتوقع أن تعلن اللجنة العليا للانتخابات التي أشرفت على الاستفتاء النتائج الرسمية الاثنين. وقال العضو القيادي في الجبهة محمد أبو الغار إن من لم يشاركوا في الاستفتاء كانوا سيرفضون مشروع الدستور ولم يدلوا بأصواتهم بسبب الاضطراب الذي قالت منظمات حقوقية إنه حدث في كثير من اللجان. وطالب العضو القيادي في الجبهة عمرو حمزاوي اللجنة العليا للانتخابات بألا تعلن النتائج النهاية قبل التحقيق في المخالفات. وكان وزير العدل المستشار أحمد مكي أعلن أنه طلب من سبع محاكم استئناف في القاهرة ومحافظات أخرى تعيين قضاة للتحقيق في ادعاءات المخالفات التي قالت المنظمات الحقوقية إنها شابت المرحلة ألأولى. وأضاف حمزاوي "نحن في نضال سلمي مستمر من أجل إسقاط دستور باطل." وكان الإعلان الدستوري الذي أصدره مرسي الشهر الماضي حصن الجمعية التأسيسية من الطعن عليها أمام القضاء. وتسبب ذلك في اعتصام نشطاء في ميدان التحرير. وقتل نحو ثمانية أشخاص وأصيب مئات آخرون في اشتباكات بين مؤيدين ومعارضين لمرسي أمام القصر الرئاسي الذي لا يزال يعتصم أمامه عدد من النشطاء أيضا. وحول ما إذا كان الاعتصام في التحرير سيستمر احتجاجا قال العضو القيادي في جبهة الإنقاذ جورج إسحق "هذا قرار (النشطاء في) الميدان وليس قرار الجبهة". ومضى قائلا "سنناضل بكل قوة من أجل إسقاط هذا الدستور الظالم". وكان ليبراليون ويساريون ومسيحيون انسحبوا من الجمعية التأسيسية لكن الجمعية واصلت صياغة القانون الأساسي الجديد لمصر. وكانت قد اعلنت جماعة الاخوان المسلمين ووسائل اعلام رسمية الأحد انه تم تبني مشروع الدستور المصري المثير للجدل بأكثرية ناهزت 64 في المئة من اصوات المشاركين في الاستفتاء الذي جرى على مرحلتين. وكما حدث السبت الماضي، تحدثت جبهة الانقاذ الوطني عمليات التزوير واكدت في بيان ان بعض الاشخاص ادعوا انهم قضاة للاشراف على التصويت. وقالت جماعة الاخوان التي جاء منها الرئيس محمد مرسي وصحيفة الاهرام الحكومية انهما استندتا في ما اعلنتاه إلى نتائج المرحلة الثانية من الاستفتاء حول الدستور التي نظمت السبت والمرحلة الاولى التي كانت جرت قبل اسبوع. وكشفت الأرقام التي وضعتها الجماعة في تغريدة على تويتر ان نسبة المشاركة الاجمالية في التصويت بلغت 32 بالمئة. وتشمل هذه الارقام مرحلتي الاقتراع وتعتمد على تقارير المسؤولين العائدين من كل مراكز الاقتراع تقريبا، كما قال المصدر نفسه. ويفترض أن تعلن اللجنة الانتخابية النتائج النهائية خلال يومين. وقد دعت جبهة الانقاذ الوطني ومجموعات للدفاع عن حقوق الانسان إلى مؤتمرات صحافية الاحد لاعلان ملاحظاتها على سير هذه المرحلة الثانية من الدستور.