قاعة الحوار : حالة من الهرج والفوضى سادت قاعة مؤتمر الحوار الوطني الشامل في اليمن في جلسته الصباحية عقب أنباء مبالغ فيها قادمة من عدن عن ضحايا سقطوا برصاص قوات الأمن اليمني، وعن طفل دهسته عربات الأمن بلا رحمة .! ممثلو الحراك الجنوبي في القاعة وعقب تلقيهم تلك الانباء قاموا من مقاعدهم واتجهوا نحو منصة هيئة رئاسة المجلس وهم يهتفون " ثورة ثورة يا جنوب .. بالروح بالدم نفديك يا جنوب " وهتافات أخرى تطالب برحيل المحافظ المنتمي لحزب الإصلاح وحيد رشيد .. ومدير الامن في عدن. تكوينات كثيرة من الأحزاب والقوى السياسية وأعضاء الحوار تضامنوا مع ممثلي الحراك الجنوبي وغادروا معهم القاعة وهم ينتقدون بشدة هذا التحرك الأمني والسياسي الجاري في عدن في هذا التوقيت الحرج الهادف الى إفشال الحوار الوطني برمته. وسادت القاعة حوارات جماعية وثنائية عبرت في مجملها عن استياء من السلوكيات التي يمارسها محسوبين على حزب الاصلاح ، ورفض هذا الفعل واستنكاره و انتهت بمطالبة حضور عاجل لوزيري الداخلية والدفاع الى قاعة الحوار الوطني لتوضيح ما يجري. غير ان تأخر وزيري الدفاع والداخلية عن الحضور زاد من حدة المشاعر الغاضبة تجاه معظم أعضاء الحوار الوطني عامة وممثلو الحراك الجنوبي بشكل خاص. ولم يكن امام رئيس الجلسة رجل الاعمال اليمني الصريمة غير الاستجابة لذلك الرفض وتعطلت اعمال الجلسة لمدة طويلة .. غير ان المشاعر هدأت قليلا بعد معرفة ان الاخبار القادمة من عدن مبالغ فيها كثيرا .. وان لا شهداء سقطوا غير ان مواطنين قد اصيبوا بجروح مختلفة جراء اشتباكات متقطعة بين قوات الامن ومناصري الحراك. وفي رواية لموقع اخباري تابع للحراك الجنوبي عما جرى " عدن الغد " أفاد ان عدد من المشاركين في مؤتمر الحوار بصنعاء اليوم تلقوا رسائل نصية من ارقام هاتفية مختلفة تتضمن أخبارا مفادها سقوط مالايقل عن 4 شهداء جنوبيين برصاص قوات الأمن اليمنية في عدن اليوم الاربعاء . وجاء وصول هذه الرسائل إلى هواتف عدد من المشاركين من قبل أشخاص معروفين ومن أرقام أخرى غير معروفة في حين كانت قوات من الجيش اليمني تطلق النار بصورة كثيفة ومن أسلحة متوسطة وسط الشارع الرئيسي بالمنصورة وهو الأمر الذي جعل من رواية سقوط 4 شهداء رواية غير قابلة للتكذيب. وقال المصدر ان وصول هذه الرسائل بشكل متتابع إلى هواتف المشاركين أثار حالة من التململ في صفوفهم تحول لاحقا إلى عملية احتجاج حيث قام مشاركون في جلسة المؤتمر بالتوجه إلى المنصة الأمامية وقاموا بالاحتجاج بصورة مباشرة وعلنية مرددين هتافات "ثورة ثورة ياجنوب" وطالبوا برحيل محافظ عدن . ولاحقا تبين ان الخبر الذي تضمنته رسائل الهاتف الجوال غير صحيحة وان عدد من الجرحى سقطوا برصاص قوات الأمن والجيش اليمني لكن دون ان يكون بينهم "قتلى ". ولم تعرف حتى اللحظة هوية الجهة التي قامت بتمرير هذه الرسائل . وقال احد المشاركين في مؤتمر الحوار انه إجراء اتصال بأحد الأرقام التي أرسلت هذه الرسائل لكنه كان مغلق .
مؤتمر الحوار يدين بشدة وفي وقت لاحق ادان مؤتمر الحوار الوطني وبشدة الاعتداءات السافرة التي قامت بها قوات الأمن المركزي في عدن ضد افراد ومجموعات من المتظاهرين السلميين في مديريات مختلفة من مدينة عدن والتي نتج عنها ثلاثة جرحى منهم امرأة صباح الأربعاء 27 مارس 2013م. وقد طالب مؤتمر الحوار والذي يرأسه في جلسة يوم الاربعاء الأخ أحمد بن فريد الصريمة عن مكون الحراك، طالب وزيري الدفاع والداخلية تقديم تقرير تفصيلي للمؤتمر عن تلك الإعتداءات الأمنية واتخاذ الإجراءات اللازمة بهذا الشأن. وقد وقع اعضاء المؤتمر على بيان الإدانة والذي سيرفع الى رئيس المؤتمر رئيس الجمهورية اعتراضا منهم على ما يحدث وان هذه الاعتداءات تمثل اعتداء على المؤتمر نفسه وعلى سيادته وهي محاولة تهدف الى حرف المؤتمر عن مساره وهذا ما لن يسمح به المشاركون اللذين بوجودهم في هذا المؤتمر السيادي سوف يقرون الإجراءات اللازمة والتي تتناسب مع مكانة المؤتمر الحقيقية وسلطته.