دوى عند الساعة الحادية عشر ظهراً بتوقيت بيروت انفجار قوي استهدف منطقة بئر العبد السكنية في الضاحية الجنوبية لبيروت. وبحسب المعلومات الأولية لمراسلة الميادين إلى مكان الإنفجار فإنه ناجم عن سيارة مفخخة في مرآب للسيارات بالقرب من مركز التعاون الإسلامي ومؤسسة القرض الحسن. وأفادت مراسلتنا عن سقوط عدد من الجرحى فيما تصاعد الدخان الأسود في سماء المنطقة، اما وكالة رويترز فقالت إن الإنفجار أدى إلى سقوط قتلى. إلا أن هذا الخبر سرعان ما تم نفيه، حيث أكد وزير الصحة اللبناني ان لا قتلى في الإنفجار الذي أدى إلى إصابة 53 جريحاً غادر العدد الأكبر منهم المستشفيات فيما يخضع آخرون لعمليات جراحية. وقال الوزير علي حسن خليل إن الإصابات تتراوح بين طفيفة ومتوسطة. وفيما عملت سيارات الإسعاف على نقل الجرحى إلى المستشفيات ضرب طوق أمني في المكان في حين عملت سيارات الدفاع المدني على إخماد الحريق الكبير الناجم عن الإنفجار. مصادر أمنية أفادت الميادين بأن التفجير نتج عن عبوتين إحداهما صغيرة والثانية كبيرة بزنة نحو أربعين كيلوغراماً وأن الخطةَ كانت تقضي بأن تنفجر العبوةَ الصغيرة أولاً ثم تنفجر الثانية بعد أن يتجمع أكبر عدد من الناس بغيةَ إيقاع أكبر عدد من القتلى، إلا أن العبوة الثانية انفجرت بفعل انفجار العبوة الأولى. وأفادت المصادر الأمنية بأن الأجهزةَ المختصّةَ اعتقلت أحد المشتبَه بهم. وقالت مصادر حزب الله للميادين إن "ما جرى في الضاحية الجنوبية لبيروت اليوم أمر كبير جداً يتحمل مسؤوليته دعاة الفتنة". من جهته قال النائب علي عمار إن من المبكر توجيه الإتهام لأي جهة واضعاً الإنفجار في سياق موجات التفخيخ السياسي التي تستهدف المقاومة. وقال عمار للميادين هناك خطاب يسمح لأعداء العيش المشترك بالتسلل إلى لبنان. يذكر أن المنطقة التي استهدفت هي تجارية وسكنية وتعج بالمارة سيما مع حلول شهر رمضان المبارك. القوى السياسية والحزبية تستنكر الإنفجار أجمعت القوى السياسية والحزبية في لبنان على استنكار وإدانة التفجير الإرهابي الذي إستهدف منطقة بئر العبد في ضاحية بيروت الجنوبية. الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان أدان التفجير وقال إن "العودة إلى هذه الأعمال تعيد التذكير بصفحات سوداء عاشها اللبنانيون في فترات سابقة"، مجدداً "الدعوة إلى التفاهم والحوار بين اللبنانيين، وإلتزام إعلان بعبدا، والإقلاع عن مثل هذه الأساليب في الرسائل السياسية". بدوره، وجه رئيس مجلس النواب نبيه بري أصابع الإتهام إلى إسرائيل مشيراً إلى أن "هدف التفجير الإيقاع بين اللبنانيين"، لافتاً إلى أن "الضاحية لطالما كانت هدفاً للإرهاب الإسرائيلي". الوزير السابق وئام وهاب قال بدوره إن "المعركة ضد المقاومة هي نفسها وإن إختلفت الأدوات"، لافتاً إلى أنه "إذا أردنا معرفة الممول علينا التفتيش في الخليج"، موضحاً أن "الممول واحد لكلّ مسلسل التفجير الحاصل من لبنان الى سورية والعراق". من جهته أعرب عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل مصطفى علوش عن تضامنه مع المتضررين من التفجير مديناً أي دم يراق في لبنان. وقال علوش "علينا العمل على إخراج أنفسنا من التورط في شؤون غيرنا لنتمكن جميعاً من مواجهة ما ينتظر لبنان" على حد قوله. الوزير السابق عبد الرحيم مراد أمل بدوره من القوى السياسية اللبنانية أن "ترتفع إلى مستوى المسؤولية" معتبراً أن "التفجير يأتي في إطار استهداف المقاومة". أما وزير الداخلية فقال إن "التفجير هو عمل إجرامي هدفه خلق فتنة طائفية". وأكد رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط أن "إستهداف الضاحية الجنوبية لبيروت هو بمثابة إستهداف للأمن الوطني برمته". كما دان رئيس الحكومة السابق عمر كرامي التفجير واعتبر أن "المشروع المشبوه لضرب وحدة لبنان متواصل"، مضيفاً أن هذا "التفجير المستنكر هو فصل من فصول هذا المشروع الذي لا يهدف سوى الى تسعير الفتنة بين اللبنانيين، وهو ما يستدعي منّا جميعاً استنفار أقصى درجات الوعي". وتمنى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، الشفاء العاجل للجرحى، مطالباً الأجهزة القضائية والأمنية "التعاطي مع هذا الانفجار بجدية كاملة، والعمل على كشف المجرمين بالسرعة القصوى وسوقهم إلى العدالة". واستنكر رئيس كتلة "المستقبل" رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة الإنفجار قائلاً إن "يد الاجرام التي امتدت إلى منطقة بئر العبد إنما تهدف إلى ضرب الاستقرار والأمن في لبنان ، وترهيب المواطنين"، لافتاً إلى أن "هذا أمر مرفوض ومستنكر"، داعياً السلطات الأمنية والقضائية إلى "تكثيف التحقيقات لكشف المجرمين الفاعلين وسوقهم الى العدالة". كما أشار رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" أمين الجميل إلى أن "وقوع إنفجار في الضاحية الجنوبية لبيروت، عشية حلول شهر رمضان المبارك شهر الخير، هو إشارة غير مطمئنة إلى المخاطر الكبيرة التي تهدد لبنان". السفيرة الأميركية في لبنان مورا كونيللي دانت الإنفجار ودعت إلى ضبط النفس واحترام أمن لبنان واستقراره، وعبرت عن عمق تعاطف الولاياتالمتحدة وقلقها ازاء الذين جرحوا في هذا التفجير، وأكدت أن "الولاياتالمتحدة تدين بأشد العبارات لأي عنف في لبنان"، داعية الحكومة اللبنانية إلى "إجراء تحقيق شامل في هذا الحادث". كما دانت فرنسا بشدة التفجير الذي استهدف الضاحية الجنوبية. المصدر: الميادين