أعلن ديبلوماسيون أوروبيون ومصادر في الشرق الأوسط، أن الرياض قدمّت إلى موسكو عرضاً يتضمن شراء أسلحة بقيمة 15 مليار دولار وتعهّداً بعدم تحدي دول الخليج مبيعات الغاز الروسي إلى الدول الأوروبية، وذلك مقابل توقف روسيا عن دعم السلطات السورية. ونقلت وكالة «رويترز» عن ديبلوماسيين أوروبيين ومصادر في الشرق الأوسط قولها إن رئيس الاستخبارات السعودية الأمير بندر بن سلطان قدّم إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال لقائهما في موسكو الأسبوع الماضي، عرضاً لشراء أسلحة روسية وعدم منافستها في تصدير الغاز إلى أوروبا. وقالت مصادر في المعارضة السورية، مقربة من الرياض، إن بندر عرض على بوتين أن تشتري السعودية أسلحة روسية بقيمة 15 مليار دولار، وتعهد بأن لا تهدد مبيعات دول الخليج من الغاز موقع روسيا كمصدّر أساسي للغاز إلى أوروبا. وفي المقابل، بحسب المصادر ذاتها، طالبت الرياضموسكو بالتخفيف من دعمها القوي للرئيس السوري بشار الاسد والموافقة على عدم استخدام حق النقض (الفيتو) بوجه أي قرار مستقبلي قد يتخذه مجلس الأمن الدولي بحق سورية. وأكدّ مصدر خليجي، مطلع على الموضوع، لوكالة «رويترز»، أن بندر عرض على بوتين شراء كميات ضخمة من الأسلحة الروسية، لكنه أشار إلى انه لم يتم تحديد قيمة الصفقة. يذكر أن الرياض أوقفت صفقة تسلح كانت وقعتها مع موسكو في العام 2008، وتتضمن شراء 150 دبابة و100 طوافة حربية ومدرعات. ونقلت الوكالة عن سياسي لبناني، مقرب من السعودية، قوله إن اللقاء بين بندر وبوتين استمر أربع ساعات. وأضاف "السعودية خرجت مرتاحة من اللقاء" من دون تقديم تفاصيل. وقال ديبلوماسيون غربيون إن ردّ بوتين الأولي على بندر لم يكن حاسماً. وتوقّع ديبلوماسي غربي في الشرق الأوسط ألاّ يوافق الرئيس الروسي على المتاجرة بموقف موسكو في المنطقة في مقابل صفقة أسلحة، مشيراً إلى أن المسؤولين الروس متشككّون في أن تملك الرياض خطة واضحة للاستقرار في سورية إذا سقط الأسد. وقال المسؤول في المعارضة السورية "كان هناك تواصل رفيع المستوى بين روسيا والسعودية قبيل الاجتماع". وأضاف "حاول بندر تهدئة مخاوف موسكو من أن يسيطر الإسلاميون المتشددون على سوريا بعد سقوط الأسد، وأن تصبح سورية ممراً للغاز الخليجي، خصوصاً القطري، على حساب روسيا. عرض بندر (على بوتين) تكثيف التعاون مع موسكو في المجالات العسكرية والطاقة والاقتصاد". المصدر: رويترز