قال مصدر مطلع على السياسة السعودية أمس الثلاثاء إن رئيس المخابرات السعودية الأمير بندر بن سلطان أبلغ مبعوثين أوروبيين أن المملكة ستجري تغييرا كبيرا في علاقتها مع الولاياتالمتحدة احتجاجا على عدم تحركها بشكل فعال فيما يخص الحرب في سورية ومبادراتها للتقارب مع إيران. وذكر المصدر أن الأمير بندر قال إن واشنطن لم تتحرك بفعالية في الأزمة السورية وفي الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وتتقارب مع إيرانو لم تؤيد دعم السعودية للبحرين عندما قمعت الحركة الاحتجاجية المناهضة للحكومة عام 2011. ولم يتبين على الفور ما إذا كانت التصريحات المنقولة عن الأمير بندر تحظى بتأييد كامل من العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز. وقال المصدر إن هذا التغيير في الموقف السعودي هو تحول كبير وإن المملكة لا تريد بعد الآن أن تجد نفسها في وضع التبعية. وتأتي تصريحات الأمير بندر في أعقاب قرار السعودية المفاجىء يوم الجمعة الاعتذار عن عدم قبول مقعد غير دائم في مجلس الأمن الدولي احتجاجا على ما وصفته ‘بازدواجية المعايير' في الأممالمتحدة. وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إنه بحث بواعث قلق الرياض عندما اجتمع مع نظيره السعودي الأمير سعود الفيصل في باريس الإثنين. وقال كيري إنه أبلغ الأمير سعود الفيصل أن عدم التوصل إلى اتفاق مع إيران أفضل من إبرام اتفاق سيء. وأضاف للصحافيين في لندن ‘لدي ثقة كبيرة في أن الولاياتالمتحدة والسعودية ستظلان الصديقين والحليفين المقربين والمهمين كما كنا". وينظر إلى الأمير بندر الذي عمل سفيرا للسعودية في واشنطن لمدة 22 عاما على أنه أحد متشددي السياسة الخارجية ولاسيما في الأمور التي تخص إيران, وأدت حدة التنافس بين المملكة وإيران إلى زيادة التوتر الطائفي في أنحاء الشرق الأوسط.