أكدت مصادر في الرئاسة الإيرانية ل"العرب اون لاين" أن المرشد الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي هو من أمر بإزالة ملصقات جدارية عملاقة مناهضة للولايات المتحدة، كانت تملأ جدران طهران وتشكك في صدق نية الأميركيين في المفاوضات النووية مع إيران. وقالت المصادر إن خامنئي استجاب لطلب بهذا الخصوص من الرئيس حسن روحاني الذي يتولى عبر فريق يخضع له إدارة المفاوضات الجارية مع القوى الكبرى حول الملف النووي وقضايا أخرى منها الأزمة السورية. وأوضحت المصادر أن خامنئي أمر عمدة طهران العميد محمد باقر قاليباف بإزالة الملصقات التي يظهر بعضها اثنين من المفاوضين أميركي وإيراني يجلسان وجها لوجه؛ الأميركي يرتدي سترة وربطة عنق، وسروالا وحذاء عسكريين، نكاية عن أن أميركا تكيل بمكيالين وتمارس سياسة سلطوية، وتحارب أكثر مما تفاوض، أما الإيراني فسمح الملامح ويده ممدودة للسلام. وقال هادي عياضي المتحدث باسم رئيس بلدية طهران إن هذه الملصقات وضعت بشكل غير قانوني من قبل إحدى شركات الإنتاج الثقافي والإعلاني ودون موافقة المجلس البلدي، ولذلك تمت إزالتها، دون أن يوضح الملصقات المعنية بالإزالة. وذكرت الوكالة الإيرانية الرسمية للأنباء (إيرنا) من جهتها أن ملصقات جديدة وضعت بشكل مستعجل استعدادا لإحياء الذكرى السنوية لعملية احتجاز الرهائن الأميركيين في الرابع من نوفمبر تشرين ثاني 1979. وأعلنت مجموعات محافظة أن التظاهرة السنوية التي تقام في هذه المناسبة ستكون أكبر من تظاهرات السنوات السابقة، ردا على بوادر التقارب مع أميركا وعموم الغرب التي أطلقها روحاني منذ انتخابه في يونيو. ونقلت وكالة أنباء تسنيم المقربة من الحرس الثوري أن بلدية طهران وافقت على وضع الملصقات ثم تراجعت، دون أن توضح ما إذا كان ذلك جاء بأمر من خامنئي أم لا. ويعمل المحافظون المتشددون على استغلال المناسبات للتأكيد على أن عداءهم لواشنطن جذري، وأنه لا يمكنهم ''الوثوق في أميركا"، ويعتزمون ترديد شعار ''الموت لأميركا''، كالعادة في ذكرى احتجاز الرهائن. بالمقابل، يعتقد البعض وعلى رأسهم رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام أكبر هاشمي رفسنجاني أنه حان الوقت لوقف المساجلات بين البلدين وأن شعار "الموت لأميركا" ماعاد مجديا.