يطل عبر قناة اليمن الفضائية الحكومية وزير التربية والتعليم في مقابلة مباشرة على القناة الساعة العاشرة والربع من مساء اليوم .. وتأتي المقابلة بعد فضائح تسريب الاختبارات للثانوية العامة .. و أعلنت وزارة التربية والتعليم، مساء أمس، عن تأجيل امتحانات مواد التفاضل والتكامل والإنجليزي والتاريخ للثانوية العامة بقسميها العلمي والأدبي، المقرر إجراؤها صباح اليوم، وإلغاء أسئلة بقية مواد الامتحانات القادمة، وذلك بعد تسرب أسئلة الامتحانات. وأعلنت اللجنة العليا للامتحانات، في بلاغ صادر عنها، أن هذه الإجراءات جاءت للوقوف أمام تسرب أسئلة الامتحانات، بعد استماعها إلى تقرير لجنة التحقيق بشأن تسريب الامتحانات، ومنع تكرار ذلك. وأوضح البلاغ أن اللجنة خرجت بالعديد من القرارات، منها تأجيل اختبار مادة "التفاضل والتكامل" للقسم العلمي، ومادة "الإنجليزي"، إلى تاريخ 28/6/2014، وكذا تأجيل اختبار مادة "التاريخ" للقسم الأدبي إلى يوم 28/6/2014، ماعدا محافظة عمران. ومن القرارات التي اتخذتها اللجنة، إلغاء أسئلة الاختبارات لمواد: "اللغة العربية، الكيمياء، والأحياء"، التي سبق توزيعها على المحافظات، والقيام بالتحريز على المظاريف في غرف السيطرة والتحكم بمكاتب المحافظات، وإعداد محاضر بذلك، وإعداد نماذج أسئلة بديلة للمواد التي تم سحبها من الحافظات، أو تأجيلها. كما أقرت اللجنة العليا للامتحانات، حسب البلاغ، إحالة المتسببين في قضية تسريب أسئلة الاختبارات إلى النيابة، وسرعة استكمال إجراءات التحقيق، وبقاء مواعيد اختبار المواد المتبقية للأقسام "العلمي والأدبي والإنجليزي" كما هي في جدول الاختبارات. وأقرت اللجنة أيضاً استمرار عمل اللجان الفرعية والإشرافية الخاصة بعملية الاختبارات في الميدان، وإنشاء كنترول ومطبعة سريين في كل محافظة لاختبارات المرحلة الأساسية، وإنشاء كنترول ومطبعة سريين في عاصمة كل إقليم لاختبارات المرحلة الثانوية. حسب تعبيرها. وقوبلت الفضيحة بانتقادات واسعة، واعتبرت قضاء على ما تبقى من آمال خروج العملية التعليمية في البلاد من حالة الفساد والعجز والفشل. أما أسباب التسرب فلم تعلنها الوزارة، غير أن مصدرا تربويا كبيرا كشف ل"الأولى" أن أسئلة امتحانات الثانوية العامة لهذا العام طُبعت في مطابع خاصة، وليس كما هو معتاد طباعتها في المطبعة السرية التابعة للوزارة. وأوضح المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن امتحانات الثانوية طبعت في مطابع الجيل الجديد المملوكة لأمين عام التجمع اليمني للإصلاح، عبدالوهاب الآنسي، مشيراً إلى أنه تم تسريب الأسئلة من داخل المطابع لتصبح الامتحانات مكشوفة، منوهاً إلى أنه يجري حالياً عمل نماذج جديدة لجميع المواد المتبقية للامتحانات، وطباعتها في المطبعة السرية التابعة للوزارة. غير أن مدير التوجيه في وزارة التربية والتعليم نور الدين عقيل عثمان، قال ل"الأولى" إن أسئلة الامتحانات طبعت في المطبعة السرية التابعة للوزارة، لافتاً إلى أن تسريب الأسئلة جاء عن طريق العاملين في المطبعة السرية بالوزارة، الأمر الذي قال إنه تطلب تغيير جميع نماذج الامتحانات القادمة. وأضاف أنه يتم حالياً تجهيز نماذج الامتحانات في بقية المواد، وطباعتها في المطبعة السرية، تحت إشراف لجنة مكلفة من قبل الوزارة. وتحدث عن تسريب الامتحانات التربوي عبدالله حسن خالد، وهو موجه لغة إنجليزية، معتبرا ذلك مخالفة كبيرة وسقوطاً أخلاقياً، وكارثة في حق التعليم، ولا يلحق بالتربويين فقط، وسيخلف ضرراً نفسياً وسط الطلاب، منوهاً إلى أنه من الضروري تغيير نماذج الامتحانات، كونها باتت مكشوفة، رغم الضرر الذي ستلحقه في نفسية الطالب. وأضاف خالد أن التسريب قد لا يكون حقيقياً إذا ما نظرنا إلى تكلفة إعادة طباعة أسئلة 4 أو 5 مواد، معتبراً الأمر ينطوي على فساد كبير. وكانت اللجنة التنفيذية لأحزاب اللقاء المشترك بمحافظة تعز، أدانت عملية تسريب نماذج امتحان مادة الجبر والهندسة، الثلاثاء الماضي. واعتبر بيان صادر عن مشترك تعز، حصلت الصحيفة على نسخة منه، عملية التسريب سقوطاً أخلاقياً يعكس مدى خطورة الانهيار القيمي والقانوني الذي تتعرض له البلاد، في وقت ينتظر فيه الشعب ببالغ الصبر تنفيذ مخرجات الحوار الوطني، ليحقق أحلامه في بناء دولة وطنية ديمقراطية حديثة، حسب البيان. وطالب البيان الجهات المعنية، ممثلة في وزارة التربية والتعليم، بتشكيل لجنة للتحقيق في ما حدث، وكشف نتائجها للرأي العام، واتخاذ أقسى العقوبات بحق مرتكبيها. وأدى تأجيل وزارة التربية لامتحانات عدد من المواد إلى انهيار آلاف الطلاب الذين يتم إخبارهم بالتأجيل صبيحة قدومهم إلى مراكز الامتحانات. وقال ل"الأولى" عدد من القيادات التربوية في أمانة العاصمة، إن مكاتبهم تلقت مكالمات هاتفية ومراجعات، أمس الأول وأمس، من أولياء أمور الطلبة، بسبب تأجيل الامتحانات، التي قالوا إنها أدت إلى عزوف أبنائهم عن المذاكرة بسبب التأجيل. وطالب أولياء الأمور بسرعة إقالة المسؤولين في المطبعة السرية وقطاع التوجيه والمناهج، لما سببوه لأولادهم من انهيار وإحباط جراء فشلهم في إدارة عملية الامتحانات هذا العام. وأرجعوا هذا الفشل الذريع إلى غياب أصحاب الكفاءة والخبرة من الكنترول والمطبعة السرية، بعد إقصاء العشرات منهم، وإبعادهم على أساس حزبي، بعيدا عن المعايير التعليمية والتربوية. يشار إلى أن وزير التربية والتعليم الدكتور عبدالرزاق الأشول، لم يصدر عنه أي موقف توضيحي أو تعليق رسمي حول الحدث/ الفضيحة حتى اللحظة.