قالت السفارة اليمنية بواشنطن ان التصريح الذي نشرته صحيفة الشرق الأوسط اللندنية حول مواجهات صعدة تضمن "التباس غير مقصود" بحسب ما أكد ذلك مراسل الشرق الأوسط في واشنطن محمد صالح علي الذي نقل تلك التصريحات في توضيح أرسله للمكتب الإعلامي في السفارة. وأوضحت السفارة ان المسؤول الأميركي لم يذكر أنه "لا بد من العودة إلى اتفاقية سنة 2007 في إشارة إلى اتفاقية توسطت فيها قطر"، وإنما قال وقف إطلاق النار سنة 2008، مضيفة أن الإشارة إلى اتفاقية سنة 2007 جاءت في تقرير من قسم الأبحاث التابع للكونغرس الأميركي. وطبقاً لمصادر قال مسؤول في الخارجية الأميركية طلب عدم نشر اسمه: «نحن قلقون من التقارير التي رأيناها عن عودة المعارك إلى منطقة صعدة في اليمن. ونحن نأمل أن يلتزم الطرفان بوقف إطلاق النار الذي كان أعلن في السنة الماضية». وأضاف المسؤول لصحيفة الشرق الأوسط: نأمل أن يلتزم الجانبان بمسؤولية حماية السكان المدنيين. وأضافت الصحيفة ان المسؤول قال: لا بد من العودة إلى اتفاقية سنة 2007، إشارة إلى اتفاقية توسطت فيها قطر وطلبت من المتمردين نزع أسلحتهم الثقيلة، والانسحاب من المناطق التي يختبئون فيها مقابل إطلاق سراح المعتقلين، وتقديم مساعدات لإعادة بناء القرى، وتوطين اللاجئين الذين كانوا تركوا ديارهم. وإن قطر، في ذلك الوقت، عرضت تقديم مساعدات مماثلة.
وفي تطورات الحدث أكد نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والامن وزير الادارة المحلية الدكتور رشاد محمد العليمي، استعداد الحكومة اليمنية تذليل كافة الصعوبات التي قد تعترض اعمال المساعدات الانسانية للنازحين في محافظة صعدة. وأشاد العليمي خلال لقائه اليوم المنسق والممثل المقيم لبرنامج الاممالمتحدة لدى اليمن براتيبا مهتا، بالدعم الذي يقدمه البرنامج لليمن .\ وكان الجانبان ناقشا عددا من المواضيع المتعلقة ببرنامج الاممالمتحدة وتواصل الجهود لتقديم المساعدات الغذائية والانسانية للنازحين في محافظة صعده. ونفى مصدر مسئول في وزارة الدفاع اليمنية مزاعم المتمردين في محافظة صعدة بشمال اليمن التي قالت إن الطائرات الحربية استهدفت عدد من المدن والقرى والأسواق في المحافظة بالقنابل الفوفسفورية وقال إنها مزاعم لا أساس لها من الصحة. وأكد المصدر أن القوات المسلحة لا تملك قنابل فوسفورية أصلا، وإنما تستهدف في مواجهتها العسكرية مع المتمردين مواقع ونقاط التخريب والتقطع التي أقامها المتمردون في بعض مديريات المحافظة والتي تستخدم للاعتداء على المواطنين وترويعهم وتفجير وحرق منازلهم، ونهب ممتلكاتهم والاعتداء على أفراد القوات المسلحة والأمن ومهاجمة المنشآت والمصالح الحكومية والمشاريع الخدمية والمساجد والمدارس، منطلقين من تلك المواقع.. حسب المصدر وأشار المصدر إلى "أن تلك المزاعم ما هي إلا محاولة مفضوحة من الحوثي للتغطية على الجرائم المروعة التي يرتكبها هو والعناصر التخريبية التابعة له، ضد المواطنين من أعمال قتل وتخريب وتفجير منازلهم واختطافهم، وارتكاب أعمال إجرامية تتنافى مع تعاليم الدين الإسلامي الحنيف وقيم وأخلاق وأعراف شعبنا اليمني، واحتجاز واختطاف مواطنين وجعلهم دروعا بشرية لهم، ومحاصرة آلاف النازحين واحتجازهم في أكثر من منطقة ومنع وصول المساعدات وفرق الإغاثة إليهم واختطاف عدد من العاملين في الهلال الأحمر والاعتداء عليهم بالضرب ومنعهم من أداء مهمتهم الإنسانية".
وأكد المصدر حرص الدولة ووزارة الدفاع والقوات المسلحة والأمن على تجنيب المواطنين أي أذى، وقال "إن المهمة الأساسية للقوات المسلحة في هذه العملية هي إنقاذ المواطنين الأبرياء من إرهاب الحوثي ومن معه وحمايتهم وممتلكاتهم من النهب والتخريب والاعتداء، وضبط تلك العناصر الإجرامية وتقديمها للعدالة وترسيخ الأمن والاستقرار في المناطق التي عاث فيها المتمردون فسادا وقتلا ودمارا وتخريبا وأحلوا الفوضى والعنف والإرهاب بدلا عن الطمأنينة والسلم الاجتماعي". الى ذلك وضعت اليمن قواتها المسلحة في داخل العاصمة صنعاء بحالة التأهب السبت، في ظل استمرار المعارك بين الجيش وعناصر تنظيم الحوثيين المتمرد في مناطق محافظة صعدة شمالي البلاد، بقيادة عبدالملك الحوثي. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية أن وزارة الداخلية رفعت تأهب الوحدات المسلحة في العاصمة استعداداً ل"سحق المتمردين"في حين أصدرت وزارة الدفاع بياناً نفت فيه قصف مناطق صعدة بقنابل فوسفورية. وقالت وزارة الدفاع إن "مزاعم الإرهابي المتمرد عبدالملك الحوثي وادعائه بأن الطائرات الحربية تستهدف عددا من قرى ومدن وأسواق محافظة صعدة وتقصف ضحيان بقنابل فوسفورية لا أساس لها من الصحة." وقال مسؤول بالوزارة إن القوات المسلحة اليمنية: "لا تملك هذا النوع من القنابل أصلا، وإنما تستهدف في مواجهتها العسكرية مع المتمردين مواقع ونقاط التخريب والتقطع التي أقامها المتمردون في بعض مديريات المحافظة واستخدموها للاعتداء على المواطنين وترويعهم وتفجير وحرق منازلهم." وكانت السلطات اليمنية قد اتهمت المتمردين الحوثيين الذين بدأت بشن حملة عسكرية ضدهم في محافظة صعدة قبل أيام بقتل عشرين مدنيا وتنفيذ أكثر من ثماني عملية اختطاف استهدفت 500 شخص، إلى جانب القيام باختطاف 15 عاملاً في الهلال الأحمر، بينهم ممرضون وأطباء الجمعة. وقالت صنعاء إن الحوثيين نفذوا خلال العام المنصرم عمليات مماثلة طالت 200 مواطن مع عائلاتهم، كما سيطرت على مساجد ومدارس، ومنعت تدريس "السيرة النبوية" فيها، وأرغمت مواطنين على المشاركة في عيد "الغدير" الذي يحييه الشيعة. ونقلت تقارير إعلامية رسمية عن محافظ صعدة، حسن مناع اتهامه الحوثيين الذي وصفهم بأنهم "عناصر التخريب والتمرد والإرهاب" باختطاف 15 من العاملين في الهلال الأحمر بينهم وأطباء وممرضون وموظفون وإداريون. وتأتي هذه الأنباء في وقت لا يزال مصير الأطباء الأجانب الستة المختطفين في صعده منذ أكثر من شهرين مجهولاً حتى اليوم. وكان الجيش اليمني صعّد العمليات العسكرية التي ينفذها في محافظة صعدة ضد الحوثين الأربعاء الماضي، حيث شهدت المنطقة دخول سلاح الجو ميدان المعارك، مع توجيه المقاتلات اليمنية ضربات بدأت منذ ليل الثلاثاء في عدة مديريات. وكان مصدر أمني أبلغ CNN بالعربية، بأن السلطات أعلنت حالة الطوارئ في محافظة صعدة شمال البلاد، في وقت شهدت فيه العاصمة صنعاء إجراءات أمنية مشددة ونقاط تفتيش عند الدخول والخروج. وقال المصدر إن اللجنة الأمنية العليا وضعت ستة شروط أمام الحوثيين لتحقيق السلام في المحافظة، أولها الانسحاب من جميع المديريات ورفع كافة النقاط المعيقة لحركة المواطنين من كافة الطرق. وأضاف المصدر ذاته أن الشروط الأخرى هي: النزول من الجبال وإنهاء التقطع وأعمال التخريب، وتسليم المعدات التي تم الاستيلاء عليها، والكشف عن مصير المختطفين الأجانب وتسليم الخاطفين، وعدم التدخل في شؤون السلطة المحلية.