دعت إيران، أمس، إلى حل الصراع في صعدة بين القوات الحكومية والمتمردين الحوثيين عبر الطرق السياسية، معربة عن احترامها «وحدة أراضي اليمن وسيادته»، وذلك في رد مباشر على تلميح مسؤول حكومي يمني إلى تورط ايراني مزعوم في دعم التمرد في شمالي البلاد، في وقت جددت السلطات اليمنية تأكيدها على تضييق الخناق على معاقل الحوثيين، رغم نفيها أنباءً سابقة عن مقتل نحو مئة منهم. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية حسن قشقاوي إنّ «الجمهورية الإسلامية الإيرانية ترى أن قضايا صعدة هي شأن داخلي، ويجب عودة الهدوء إلى هذه المنطقة في إطار الآليات السياسية، لأن سفك الدماء لا يمكن أن يكون حلا». إلى ذلك، تراجعت السلطات اليمنية في بيان رسمي، عن الأنباء التي كانت أوردتها مصادر رسمية حول عثور القوات المسلحة والأمن في مدينة حرف سفيان بمحافظة صعدة الشمالية على أكثر من مئة جثة عائدة للحوثيين، الذين نفوا بدورهم هذه المعلومات. وكانت السلطات اليمنية اعلنت، أمس الأول، عن مقتل أكثر من مئة من الحوثيين، بينهم اثنان من قادتهم، وأكد بيان رسمي أرسل بالفاكس إلى وسائل الإعلام في صنعاء «العثور على جثث أكثر من مئة متمرد على جانبي الطرق خارج مدينة حرف سفيان». لكن وزارة الدفاع اليمنية نقلت، أمس، عبر موقعها الالكتروني عن مصدر مسؤول تأكيده أن «القوات المسلحة التي قامت بعملية تطهير لمدينة حرف سفيان وما جاورها لم تعثر على أي جثة للعناصر المتمردة في الطرق المجاورة للمنطقة». من جانبه، اعلن زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، في بيان، أن لا صحة لما يتردد في وسائل إعلام السلطة من استهداف قيادات للحوثيين في حرف سفيان أو أي مكان آخر، كما نفى ما أعلنته السلطات عن عثور الجيش على مخازن أسلحة إيرانية الصنع وتفجيرها، مشيراً إلى أن ما يملكه من عتاد عسكري ويواجه به السلطة هو «ما نحصل عليه عند استيلائنا على مواقع عسكرية». ورأى أنّ الحديث عن تسليح إيراني «كلام يدعو للسخرية». وأكد محافظ عمران في شمال اليمن كهلان مجاهد أبو شوارب أن القوات الحكومية أحرزت تقدماً كبيراً في محور حرف سفيان، مضيفاً أنها استعادت السيطرة الكاملة على مدينة الحرف، وتتقدم باتجاه منطقتي بركان وواسط، فيما أكد الحوثي في بيانه سيطرة أتباعه على مواقع عديدة تابعة للجيش الحكومي. في هذه الأثناء بحث وزير الخارجية اليمني أبوبكر عبدالله القربي مع السفير الأميركي في صنعاء ستيفن سيش، العلاقات بين البلدين وسبل تعزيزها والتطورات على الساحتين المحلية والعربية، خاصة في ضوء مواجهات صعدة. إلى ذلك قتل شخص على الأقل في مدينة عدنجنوب البلاد وأصيب ثلاثة آخرون بعد أن فتحت الشرطة النار على تظاهرة احتجاج على الانقطاع الدائم للمياه في أحياء المدينة خلال الفترة الأخيرة.