وضع الوفد اليمني الذي يرافق وفد منظمة المؤتمر الإسلامي في زيارته لغزة هذه الأيام، حجر الأساس، الأربعاء 1-12-2010، لإنشاء مستشفى "اليمن السعيد" في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، بدعم من منظمة المؤتمر الإسلامي وجمعية الأقصى اليمنية وبتنفيذ من الجمعية الإسلامية في محافظات غزة. وتصل تكلفة إنشاء المستشفى إلى ثلاثة ملايين دولار، فيما تقدر مساحته بثلاثة كيلومترات مربع، وفق ما أفاد به الدكتور محمد العديل رئيس جمعية الأقصى اليمنية الداعمة لمشروع إنشاء المستشفى وشارك في المراسم رئيس وفد منظمة المؤتمر الإسلامي د. فؤاد المزمعي، ورئيس الجمعية الإسلامية د. نسيم ياسين، ومحافظ شرطة شمال غزة المقدم وائل رجب وعدد من رؤساء البلديات والمؤسسات، بالإضافة إلى الوجهاء والشخصيات الاعتبارية وأهالي المنطقة. وقال د. العديل في تصريح ل"فلسطين أون لاين":" إن المبلغ اللازم لبناء المستشفى كان معتمدا منذ وقت مبكر، ولكن لعدم وجود مواد البناء خلال الفترة الماضية كان هناك تأخير". وأوضح أنه تم افتتاح عدة مشاريع خلال زيارة الوفد لغزة من محطات تحلية ومركز لخدمات الطالب فاقت تكلفتها ال 120 ألف دولار، مشيراً إلى أنه تم افتتاح عدد من المشاريع الزراعية في المحررات إضافة إلى مشاريع خيرية في قطاع غزة. من جهته، اعتبر د. المزمعي أن وضع حجر الأساس للمستشفى اليمني هو بمثابة توطيد جسر الدعم المتواصل من الشعب اليمني للشعب الفلسطيني الذي يعاني من الاحتلال والحصار. بدوره، قال د. ياسين في تصريح له:" أراد العدو أن يحاصر الشعب الفلسطيني، وأرادت الأمتان العربية والإسلامية أن تساند الشعب وتناصره، وخاصة أهل اليمن الذين ما انفكوا عن مساعدة هذا الشعب"، معرباً عن شكره وتقديره إلى دولة اليمن حكومة وشعباً على دعمهم للشعب الفلسطيني ومد يد العون له. ترميم "السلطان" وفي سياق متصل، احتفلت وزارة الأشغال العامة والإسكان بانتهاء مشروع ترميم برج "السلطان" الكائن في منطقة جباليا البلد شمالاً، والذي تعرض لأضرار بالغة حلت به خلال الحرب الأخيرة التي اندلعت في السابع والعشرين من ديسمبر كانون أول للعام 2008م. وشارك في حفل الافتتاح د. المزنعي، ووزير الأشغال الفلسطيني الدكتور يوسف المنسي، ورئيس بلدية جباليا عصام جودة، إضافة إلى الوفد اليمني برئاسة د. العديل، ومؤسسة الرحمة العالمية ممثلاً عنها د. وليد العنجري. وتحدث المزنعي عن بعض المشاريع التي جرى تمويلها من الدول الأعضاء في المنظمة، موضحاً أن عدة مشاريع تم افتتاحها بتمويل من منظمات تركية، مشيراً إلى أن وفد منظمة المؤتمر الإسلامي اصطحب وفدا طبيا في زيارته إلى قطاع غزة. وكان وفد المنظمة قد وصل عبر معبر رفح جنوباً، الأحد الماضي، في زيارة تستمر لعدة أيام لتمويل وإقامة عدد من المشاريع التي تفيد مختلف مجالات وقطاعات الشعب الفلسطيني في غزة. ووجه المزنعي شكره إلى دولة الكويت شعباً وحكومة لتمويلها مشاريع خيرية بالقطاع، مؤكداً أن الشعب الفلسطيني في غزة سيتمكن من تجاوز الدمار الذي حل به إثر الحرب الإسرائيلية الأخيرة. تسييس الإعمار بدوره، رفض د. المنسي أي تسييس لعملية إعادة إعمار قطاع غزة، مشيراً إلى أن المؤتمرات التي عُقدت من أجل الإعمار ومنها مؤتمر شرم الشيخ في مصر لم تفد مشردي الحرب في غزة بشيء. وقال: "سمعنا عن رصد مليارات الدولارات، ولكن بقيت طي الأدراج تنتظر التنازلات السياسية (..) نحن ثابتون ولن نتنازل عن الثوابت الفلسطينية وعن حق عودة اللاجئين". ودعا المنسي كافة المهتمين للمشاركة في الملتقى الدولي الذي تقيمه وزارة الأشغال في السادس عشر من يناير/ كانون الثاني للعام 2011، وذلك بالتزامن مع الذكرى الثانية للحرب العدوانية. من جهته، أشار العنجري إلى أنه تم البدء ببناء 100 منزل في قطاع غزة، مشيراً إلى أن تكلفة البناء تصل إلى أضعاف عمليات الترميم، مؤكداً أنه سيتم ترميم 100 منزل تعرضت لأضرار فادحة خلال الحرب. وقال العنجري: "لقد بدأنا بترميم عشرة منازل، ولكن نتيجة التبرعات التي توالت من كل مكان رممنا المزيد من المنازل المدمرة"، مشدداً على أن غزة ستتحرر في القريب العاجل، مضيفاً :"إننا دخلنا القطاع دون إذن من اليهود، وهذا شرف ألا نستأذن منهم لدخول غزة التي هي جزء لا يتجزأ من الأراضي المباركة".