لا يغيب عن كثير من المراقبين تطور الصحافة اليمنية المطرد على المستوى المحلي والإقليمي، سواء من حيث الكم والجودة والنوعية، أو على المستوى التحريري والفني والتقني، ولو رصدنا تطور الصحافة العربية نلاحظ أنه كان هناك صحافة واحدة يشار لها بالبنان وهي الصحافة اللبنانية في الفترة التي سبقت الحرب الأهلية، وبعد الاجتياح الاسرائيلي للبنان 1982، انتقلت الكوادر الصحفية العربية من هذا البلد المضطرب إلى دول الخليج لاسيما دولة الكويت، وعملت فيها على إنشاء صحافة نوعية متطورة، قد تكون هي النقطة المضيئة الوحيدة خلال تلك المرحلة التي امتدت خلال الثمانينيات إلى حد الغزو العراقي للكويت وضمه لها، فعادت تلك الأقلام لتفر وتهاجر مرة أخرى ليستقر بها المطاف في دولة الإمارات العربية المتحدة، لتشارك في نجاح الصحافة الإماراتية، وبعضها ما زال ناشطاً في المجال الصحفي في الإمارات بسبب ندرة العنصر الإماراتي في الأوساط الصحفية، بعد ذلك شهدت الساحة الصحفية اليمنية تطوراً ملفتا وخاصة بعد عام 1990م وتحديدا بعد إعادة توحيد اليمن في الثاني والعشرين من مايو المجيد ً، من خلال إصدار العديد من الصحف الجديدة إلى جانب زميلاتها السابقات، وأصبحت الصحافة اليمنية الآن المنافس الأقوى على الصدارة للصحافة في المنطقة ككل . وهذه المقدمة الطويلة هي من اجل ابراز ما تميزت به الصحافة اليمنية الا وهي الصحافة الحزبية التي لا تتواجد لدى من ذكرتهم في بداية المقال وربما ما أهّل الصحافة اليمنية للتميز أكثر من سواها، هو وجود الصحافيين اليمنيين الذين يقومون بإعداد هذه الصحف وتطويرها سواء من المحررين أو الفنيين أو الإداريين، فصحافتنا اليمنية المحلية تتميز بأنها تصدر بأيادٍ وعقول وأقلام يمنية، وهذا ما تتفوق به الصحافة اليمنية وخاصة الحزبية عن مثيلاتها في دول الخليج.. وبالعودة إلى عنوان المقال، لاشك أنه من حق الزملاء الذين أصدروا العدد (200) مع صحيفة (حشد) أن يحتفلوا بالذكرى الثانية لهذا الإصدار الاسبوعي المتواصل الذي زاد في تميز (حشد)، لتوثيق هذا الانجاز في الصحافة اليمنية المحلية الذي يعتبر وثبة قوية وخطوة إلى الأمام لإثراء الساحة الإعلامية المتعطشة للصحافة الحزبية، إذ أضحت هذه الصحيفة منافس قويه لاغلب الصحف الاهلية، وتعد مرجعا وتفردا موثوقا للشؤون السياسية والاقتصادية والثقافية وقطاع مكافحة الفساد ، وتعتبر مجالا خصبا للتوعية الديمقراطية الشاملة ومتابعة موضوعية بحرفية فنية ومهنية عالية. وقفزة نوعية للإعلام الحزبي المحلي اليمني من حيث الخبر والتحقيق والتحليل، بل توصف بأنها قفزة إعلامية حزبية في كل المجالات واكبت الطفرة والمتغيرات السياسية والاقتصادية التي مرت بها اليمن، وأصبح القارئ متعطشاً ل(حشد). ولنكن أوفياء لهذه الصحيفة المتميزة لابد لنا أن نذكر أنه من خلال صفحاتها ولدت هذه الزاوية من رحم هذا الملحق أيضاً من خلال هذا الملحق المتخصص الذي نتمنى له ومن القائمين عليه المزيد من التوسع وزيادة عدد الكتاب لهذه الصحيفة، حيث اننا نطالب الزملاء بمزيد من المثابرة والجهد لأن مستوى طموح إدارة الجريدة والقائمين عليها يتعدى هذا المحتوى بكثير، متمنين أن يستمر هذا الزخم لحشد ليواكب التطور والنهضة الاقتصادية التي تعيشها بلادنا. * مدير علاقات مكتب وزير التعليم الفني والتدريب المهني