شعيب المساوى* ( الكاتب نفى صلته بالمقال في وقت لاحق) رغم أن خمسة اعوام من عمر أي صحيفة ليس بالزمن الكبير ولا يكفي لتثبيت أقدامها في الساحة، إلا أن صحيفة حشد نجحت في أن تثبت حضورها باعتبارها إضافة نوعية في الصحافة اليمنية الحزبية مرتكزة على احتراف طاقمها الذي يديرها، ووضوح رسالتها الصحفية.. فالنجاح الذي تحقق في الصحيفة يجعلنا نعلق الكثير من الآمال لتكمل الصحيفة مشوارها في الاعوام القادمة من الأيام لخلق مقومات مؤسسية صحفية متميزة، وذلك ما ينقص صحفنا الإعلامية الحزبية. أتمنى لهذه الصحيفة المميزة في أسلوبها الخبري الجديد -الذي جعل لها نمطاً وشخصية مستقلة بين بقية الصحف اليمنية الحزبية التي أصبح شكلها تقليدياً- مزيداً من التقدم والازدهار.. وأقول بأن الملفات التي تتناولها الصحيفة وخاصة ملفات كشف فضائح الفساد كانت ملفات مميزة وهناك جدية كبيرة في متابعة التغطيات والفعاليات بروح عالية، وهذا واضح على أن الصحيفة لديها رؤية جيدة، وأن هناك استقلالية نوعاً ما.. صحيفة "حشد" إضافة نوعية للصحافة اليمنية، بل متميزة في الشكل والمضمون، واستطاعت إضافة العديد من عوامل الجذب والتجديد للصحافة الحزبية اليمنية. عندما أصدرت صحيفة (حشد) لم يكن الشارع اليمني بحاجة لمطبوعة حزبية جديدة لكثرة ما يوجد فيه من صحف، بقدر ما كان بحاجة لصحيفة حزبية نوعية تملأ الفراغ الذي لم تملأه -للأسف- الصحافة الرسمية والحزبية أيضا، كما أن الصحافة الأهلية، لم تكن عند المستوى المطلوب. فنون الصحافة بمختلف أنواعها وفي مقدمة ذلك فنون التحقيقات الصحافية، التي تعتبر الأهم في العمل الصحافي، كانت الغائب الأكبر في الصحافة اليمنية وبالتالي أعجبتني صحيفة (حشد) في طرح تقارير مصيرية و بتركيزها على ملء الفراغ في الجانب التحقيقي، فكانت تتحفنا بتحقيقات مميزة في كل عدد منها مثلا التحقيقات في اساليب الغش بالامتحانات ، بغض النظر عن التفاوت الكبير بين تحقيق وآخر. قد يكون إصدار صحيفة مميزة، أمر ليس بالصعب، ولكن الأصعب منه الاستمرار في التميّز، ويمكنني القول إن (حشد) استطاعت تحقيق هذه الاستمرارية في التميّز، حيث أن العمل الصحفي الدائم أشبه بمحرقة، يحرق كثيرا من الجهود، لينتج في الأخير ذلك التّميز الصحفي الصعب المنال. كثيرا ما أعجبتني لغة الولاء للوطن والوفاء للتعددية والديمقراطية في صحيفة (حشد)، واعجبني اكثر لغة الاعتدال- وإن ندر- لأن الحياة أثبتت أن لغة التشدد والغلو في الطرح كثيرا ما تعيق الاستمرارية في نفس القدر من التميّز والقوّة، فالقول اللّين ولغة المنطق والواقعية كثيرا ما تحدث الأثر في النفوس أكثر من اللغة الفجّة. صحفي يمني