دعا عمرو موسى الامين العام لجامعة الدول العربية زعماء المنطقة يوم الاربعاء إلى الالتفات للمشاكل الاقتصادية وغيرها من المشاكل التي أثارت الاضطرابات السياسية في تونس لانها قضايا تؤثر على كل الدول العربية. وقال موسى في كلمتة أمام القمة العربية الاقتصادية التي عقدت في شرم الشيخ بمصر ليس ما يحدث في تونس من ثورة أمر بعيد عن موضوع هذه القمة اي التنمية الاقتصادية والاجتماعية ودرجة توازنها وتصاعدها وشموليتها. وأضاف أن النفس العربية منكسرة بالفقر والبطالة والتراجع العام للمؤشرات الحقيقية للتنمية بالاضافة الى المشاكل الاقتصادية التي لم نستطع حلها . ودعا الى تحقيق نجاح حقيقي يلمسه المواطن العربي في مستوى معيشته . وكان يفترض أن تركز القمة على قضايا الإصلاح الضريبي غير أن مراسلون قالوا إن الانتفاضة الشعبية فى تونس وإقدام عدد من المواطنين فى دول عربية على حرق أنفسهم احتجاجا على أوضاعهم المعيشية، يبدو أنها دفعت المنظمين لتغيير جدول الأعمال لتركز على البطالة ومكافحة الفقر. وقد أكد أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح الذي ترأست بلاده القمة الاولى عام 2009 أن بلاده تحترم خيارات الشعب التونسي، وقال في الكلمة الافتتاحية إن الكويت تتطلع الى تكاتف جهود الاشقاء في تونس لتجاوز هذه المرحلة الدقيقة والوصول الى توافق وطني يحقق الامن والاستقرار . كما اعلن عن إنشاء صندوق لدعم المشروعات الصغيرة بقيمة ملياري دولار لمساعدة الدول العربية التي تواجه مصاعب اقتصادية على مواجهة مشكلات مثل البطالة.واوضح أنه تم اتخاذ الخطوات العملية والاجرائية لتنفيذ هذا المشروع الطموح وسيتم اعتماد لائحته التنفيذية قريبا. كما ادان أمير الكويت الهجوم على كنيسة القديسين في الإسكندرية ليلة رأس السنة ووصفه بالعمل الإجرامي الذي يستهدف النسيج الاجتماعي في مصر. وبعد تسلمه رئاسة القمة ألقى الرئيس المصري حسني مبارك كلمة لم يأت فيها على ذكر للتطورات السياسية في تونس، لكنه أكد أن قضية التشغيل وإتاحة فرص العمل من اهم التحديان. وأضاف مبارك أن هذه القضية ستبقى هذه القضية جزءا لا يتجزأ من جهودنا لتطوير التعليم والبحث العلمي على طريق التنمية وهدفا رئيسيا لسعينا لتعزيز الاستثمارات في ما بيننا . وشدد الرئيس المصري لى ضرورة تذليل العقبات امام مشروعات البنية الاساسية الاقليمية ودعا إلى إصلاحات تشريعية لفتح الطريق امام القطاع الخاص العربي للمساهمة في اقامة هذه المشروعات. وتعهدت الدول المشاركة في البيان الختامي بتوفير الوظائف للشباب العربي ما يمكنهم من المشاركة بشكل كامل في بناء مجتعاتهم. كانت فكرة إنشاء مثل هذا الصندوق قد طرحتها الكويت في قمة 2009 ، لكن خطوات التنفيذ سارت ببطء على غرار خطط عربية أخرى تواجه عقبات على أرض الواقع عندما يتطلب الأمر أن تفي الدول بتعهداتها المالية. وقالت مصادر دبلوماسية عربية إن السعودية والكويت ستقدم كل منها 500 مليون دولار، بينما وعدت 11 دولة أخرى يوم الثلاثاء بتقديم 298 مليون دولار. وأكد المسؤول بالجامعة العربية ثامر آل ثاني انه سيتم إنشاء الصندوق خلال أسابيع ليكون بمثابة مصرف يقدم قروضا قصيرة ومتوسطة الأجل للشباب العربي لبدء مشروعات صغيرة خاصة بهم وأوضح المسؤول ان قيمة القرض الواحد تتراوح بين 20 ألف وخمسين ألف دولار.وستكون الأولوية لللشباب من الدول الأكثر فقرا مثل جيبوتي والسودان واليمن. من جهته أكد وزير الخارجية المصرية أحمد أبو الغيط أن مثل هذه المشروعات ستخلق وظائف جديدة وتسهم في تحقيق الاستقرار في المجتمعات العربية. كان عدد من المحللين قد طرحوا إمكانية تكرار سيناريو الاحتجاجات التونسية في الدول العربية التي يمر شبابها بظروف مماثلة مثل البطالة والارتفاع الكبير في أسعار المواد الغذائية إضافة إلى قضايا الحريات السياسية وحقوق الانسان. يذكر ان قيام الشاب التونسي محمد البوعزيزي باضرام النار في نفسه بسبب مصادرة الشرطة لعربة الخضروات الخاصة به فجر ثورة شعبية في تونس اطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي. اما البوعزيزي نفسه فقد مات متأثرا بجراحه. ووقعت حوادث مشابهة في الجزائر وموريتانيا قام فيها شباب باشعال النار في انفسهم احتجاجا على قسوة ظروفهم المعيشية. ولقي مصري، يدعى احمد هاشم السيد، مصرعه الثلاثاء في مدينة الاسكندرية متأثرا بجروحه بعد ان أضرم النار في نفسه احتجاجا على اوضاعه المعيشية.واشعل مصري آخر النار في نفسه الثلاثاء بالقرب من مقر مجلس الشعب، وذلك بعد يوم واحد من حادث مماثل في العاصمة المصرية القاهرة.