إن ما تقوم به الشعوب المسلمة من انتفاضات عارمة .. وتحرك للتغيير في عدد من الدول العربية والإسلامية .. تهتف بصوت الحرية والخلاص من أنظمة ظلت ولا زالت مستبدة وظالمة .. لهذه الشعوب الحرة التي تأبى الضيم والقهر وتعيش تحت أنظمة تلطخت أياديها بالقتل والعمالة .. كما أن أمريكا والدول الاستكبار العالمي قامت بصنع هذه الأنظمة الفاسدة وفق الأطر \"الأمريكية الصهيونية \" . في المقابل قامت أمريكا مؤخراً بتغيير سيناريو سياستها في المنطقة والشرق الأوسط بعد أن كُشفت وسقط القناع المزيف عن وجهها وتضح للجميع أن أمريكا وراء كل جريمة وفساد في المنطقة في نفس الوقت عرف الكل أن أمريكا هي من تضرم الفتن وتصنع الاختلافات والتناحر بين أوساط المسلمين والمعروف لدى كل مسلم أنها عدو تاريخي فقد ذكر الله سبحانه وتعالى في \"القرآن الكريم \" أمثلة كثيرة وتصدرت صفحاته بمواقف ذكرها القرآن وكشف عدائهم القديم ونفسياتهم الخبيثة . كما أن أمريكا ودول الاستكبار العالمي .. اختلقت لها لعبة جديدة وسيناريو حديث يحسن وجهها في المنطقة .. حيث قامت بنشر ربع مليون وثيقة عبر موقعها \"ويكليكس\".. لتفضح هذه الوثائق زعماء ورؤساء الدول العربية والإسلامية وتعريهم أمام شعوبهم .. ومن ثم تثور الشعوب على زعمائها وتنتفض وتتحرك للتغيير .. ويكون دور أمريكا ودول الاستكبار العالمي أن يضغطوا في الاتجاه المعاكس .. ويكون موقفهم مع الشعوب .. ليمتصوا بهذه الطريقة غضب الشعوب .. وفي المقابل تصفية الزعماء بيد الشعوب بعد أن انتهت صلاحيتهم وعمالتهم لأمريكا .. ومن ثم تصنع نظام جديد يوافقها ويمشي على المشروع \"الصهيوني الأمريكي \" ... كما أن أمريكا أمام ثورة الشعوب ضد الأنظمة المستبدة تسعى إلى تفريغ حالة الغضب .. وإجراء تعديلات شكلية تحافظ على بقاء الأنظمة المستبدة وتحتوي بذلك البلدان المتبقية وتبتزها لتقديم تنازلات ... حيث تسعى أمريكا ودول الاستكبار العالمي في نفس الوقت إلى التحايل على الشعوب .. والإعلان عن وقوفها معهم لاحتوائهم وتقديم بدائل جديدة تخدم المشروع الأمريكي والصهيوني في المنطقة ... ثمة أسئلة تدور في مخيلتي .. ظلت تراودني في كل وقت .. وأصبحت علامات استفهام وتعجب .. لما يحصل اليوم من أحداث ومتغيرات طرأت على الساحة العربية والإسلامية ... - هل الشعوب تتحرك في التغيير وفق مشروع قرآني إسلامي بحت ؟! - هل الشعوب دأبت في التغيير والإطاحة بزعمائها الذين تحركوا ونشطوا في المشروع \" الصهيو أمريكي \" .. في المقابل هل الشعوب ستُفعل دور القرآن في واقع حياتها من جديد ؟! - هل تحرك الشعوب في الانتفاضات والتغيير هي نتائج السيناريو الجديد لأمريكا \" وثائق ويكليكس \" .. التي ركزت فيها على فضح زعماء العرب ؟! .. هل نجحت أمريكا في تحسين وجهها أمام الشعوب العربية والإسلامية .. بتسريب هذه الوثائق السرية التي كانت تتداول بين الزعماء وصانعوا القرار في أمريكا ؟! .. لماذا تحركت الشعوب في التغيير بعد نشر هذه الوثائق وفي وقت وجيز ؟! .. لماذا لم تثر وتتحرك الشعوب الغربية للتغيير كما هو حاصل في البلدان العربية والإسلامية ؟! .. هل هي مؤامرة على الإسلام والشعوب المسلمة ؟! .. - هل ما تقوم به الشعوب في التحرك للتغيير سينعكس سلباً على أمريكا ودول الاستكبار العالمي .. إذا تحركوا وفق المشروع القرآني الذي أراده الله لهذه الشعوب المسلمة ؟! .. فعلى الجميع أن يعي جيداً انه لا حل للشعوب الإسلامية والعربية إلا بالعودة إلى القرآن وتفعيله في واقع حياتهم .. وفي نفس الوقت لا يمكن أن ينجح تحرك أو تغيير للشعوب إلا في ظل مشروع قرآني بحت يمنع الاختراق .. ويبني أمة قوية مترابطة .. ويكون الدين عند الله الإسلام .. ويربي نفسيات المسلمين لتكون راقية متحدة .. تعمل جاهدة في إعلاء كلمته الله لتكون العلياء وكلمة الذين كفروا السفلى .. فلا بد من الاصطفاف أمام هذا العدو المتربص والماكر .. حيث أن أمريكا ودول الاستكبار العالمي تسعى حثيثاً لتحويل مسارات الشعوب العربية والإسلامية .. لينغمسوا في مستنقع الفساد والرذيلة .. حيث أن أمريكا تريد احتواء الشعوب المسلمة تحت إطار مشروعهم الشيطاني ليدخل الجميع .. ومن ثم يتسنى لهم أن يسودوا العالم فيحكموه ويسيطروا عليه .. ويستحوذون على كل مقدرات الشعوب العربية والإسلامية ونكون تحت أقدام من ضربت عليهم الذلة والمسكنة وبآو بغضب من الله ..