حذر العقيد الليبي معمر القذافي الأربعاء من انه في حال حصول تدخل عسكري أجنبي في ليبيا للاطاحة به فان "آلاف آلاف الليبيين سيموتون". وقال القذافي خلال حفل جماهيري في طرابلس بمناسبة الذكرى ال34 لقيام "الجماهيرية" في ليبيا، "سيموت آلاف آلاف الليبيين إذا دخلت أمريكا أو حلف الأطلسي" إلى ليبيا. واضاف في كلمة بثها التلفزيون الرسمي مباشرة على الهواء إن الليبيين لن يقبلوا أن "نكون عبيدا لامريكا لعشرات السنين"، محذرا من أن أي تدخل عسكري اجنبي في ليبيا سيؤدي الى اشعال حرب دامية في البلاد، لان الليبيين سيقفون "ضد فتح بلادنا للقوى الاجنبية". ومن جانب آخر، أكد القذافي أنه لا يحتل أى منصب رسمي فى بلاده بعد إعطاء السلطة للشعب الليبي منذ الثاني من آذار/ مارس عام 1977 عبر إنشاء اللجان الشعبية. وقال القذافي إن ضباط الثورة لم تعد لهم "أية صلة بالسلطة في ليبيا على الإطلاق" بعد أن حرروا الشعب من الرجعية والاستعمار. وأصبح الشعب حسب القذافي منذ ذلك الحين المسئول عن السلطة في ليبيا "فليس النظام في ليبيا نظام حكومي أو طبقي.. ونتحدى أي شخص يزعم غير ذلك.. نتحداه ونطلب منه القدوم لليبيا ومعرفة الحقيقة من شعبها مباشرة..". وذكر القذافي العالم ببعض فقرات الإعلام التاريخي لقيام سلطة الشعب في ليبيا والذي أصبحت ليبيا بموجبه "جماهيرية" أي يمسك جمهور الشعب فيها بالسلطة "وذلك تتويجا للكفاح في ليبيا" حيث أمسك الشعب بالسلطة "بدون انتخابات". وجاء في هذا الإعلام أن الشعب يصدر هذا الإعلام إيذانا بقيام سلطة هذا الشعب وانطلاق عصر الجماهير وأن السلطة الشعبية المباشرة في ليبيا هي الأساس في الحكم في ليبيا وأن القانون يحدد نظام عمل هذه السلطة. وبدأ الاحتفال بالنشيد الوطني لليبيا وحاول القذافي مرارا تأخير كلمته عدة دقائق لإعطاء الفرصة للهتافات المؤيدة له للظهور، وسمعت توجيهاته المتكررة لمساعديه بتركيز أضواء الكاميرات على أصحاب هذه الهتافات قبل أن يسود الصمت ويبدأ كلمته في الاحتفال الذى يقام في ذكري إنشاء اللجان الشعبية. وقال القذافي: الشعب الليبي حر في ممارسة السلطة التي يختارها بدون أية تدخلات من أية جهات أخرى. وأضاف إن "هناك تحديا لليبيا من الخارج، لقد طعن الشعب الليبي في كرامته وكبريائه، فليس لدى القذافي برلمان أو رئيس وزراء أو رئيس جمهورية أو دستور.. الجماهير الليبية ألفت هتافات جديدة تؤكد على أن الشعب الليبي يشعر بأنه طعن في كرامته وكبريائه.. ليس لدي سلطة حتى أتخلى عنها..". ومن جهة أخرى، توقع سيف الاسلام القذافي نجل الزعيم الليبي معمر القذافي الأربعاء أن يقضي النظام على الثورة في بلاده "في غضون يومين". وفي مقابلة مع صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، اعترف سيف الإسلام بأن النظام الليبي ارتبك في شرق البلاد. وقال: "صحيح أن هناك اضطرابات في شرق البلاد.. لقد لقي مئات قليلة من الأشخاص حتفهم هناك.. وخلال يومين، سيعود كل شيء كما كان". ونفى سيف الإسلام (38 عاما) تماما ما يتردد عن وقوع جرائم ضد الإنسانية ووصفها بأنها (دعاية) من الإعلام الأجنبي. وقال إنه "في بداية الاشتباكات التي اقتصرت بشكل أساسي على بنغازي والبيضاء، لقد أرهبت الشرطة وأطلقت النيران على عشرات المتظاهرين الذين هاجموا مراكز الشرطة". وأصر على أنه لم يحدث قصف جوي ضد أفراد الشعب أو جرائم أخرى ضد الإنسانية. وقال سيف الإسلام وهو مهندس تلقى تعليمه في لندن إن الحكومة حريصة على "وضع خطة شاملة من الإصلاحات بأسرع ما يمكن".