في الوقت الذي يتطلع الشعب اليمني الى انتهاء الأزمة السياسية الراهنة التي اثقلت كاهله وجعلته يعيش حالة من الترقب والخوف والإحباط مازالت مبادرة الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي تراوح مكانها بين شد وجذب وقبول ورفض من قبل احزاب اللقاء المشترك التي تتعمد وضع العراقيل امام إجراءات التوقيع على المبادرة والبدء بتنفيذها رغم اجحافها بالحق الدستوري للأخ علي عبدالله صالح- رئيس الجمهورية- المنتخب من الشعب. فمنذ بداية الأزمة الراهنة لم تتوان أحزاب اللقاء المشترك عن التصعيد وافتعال ووضع العراقيل امام أي بصيص امل في أطفاء نار الفتنة التي رسم فصولها وخطط لها ونفذها اللقاء المشترك للانقلاب على الشرعية الدستورية واغتصاب السلطة بطرق غير قانونية تتنافى مع أبسط أبجديات العمل السياسي والديمقراطي ومبدأ التداول السلمي للسلطة المستند على الإرادة الشعبية فكلنا نعلم ان فخامة الرئيس قد قدم العديد من المبادرات والتنازلات للمشترك حرصا منه على حقن الدماء ووأد الفتنة لكن احزاب المشترك أبت ان تقبل بها على الإطلاق وظلت تتمترس خلف جملة من الاعذار والحجج الواهية، ولعل ما يحدث اليوم تجاه المبادرة الخليجية من قبل هذه الأحزاب يؤكد ان المشترك يكرر نفس السيناريو الرافض لأي مبادرة لا تفضي الى الانقلاب على الشرعية الدستورية والتنحي الفوري للأخ الرئيس عن السلطة وتسليمها للمشترك على طبق من ذهب. ففي الوقت الذي تظاهر المشترك بقبوله تحت الضغط الإقليمي والدولي اخذ يختلق الأعذار ويضع الألغام والتفخيخات في طريق التوقيع على المبادرة فتارة يتهم السلطة برفضها وتارة يدفع الشباب المعتصم للتصعيد واقتحام المؤسسات الحكومية والوزارات وقطع الطرقات العامة وإقلاق السكينة العامة بل وصل الأمر بهذه الأحزاب الى تعطل العملية التعليمية وقع الطلاب عن مواصلة الدراسة في العديد من المدارس والجامعات الى جانب قطع الطرقات لمنع وصول مادة الغاز المنزلي والمشتقات النفطية لضرب الحياة المعيشية للمواطن عقابا له لعدم انجراره خلف دعوات العصيان المدني التي اثبتت فشلها ، ووسط هذه الحالة التي وصلنا اليها نتيجة تآمر اللقاء المشترك على الامن والاستقرار والسكينة فإن الواجب الوطني يحتم علينا جميعا التصدي لهذا الصلف بكل قوة باعتباره خروجا على ولي الأمر وانقلاب ساخر على القانون والدستور والنهج الديمقراطي الذي يمنح الأخ علي عبدالله صالح حق البقاء على سدة الحكم حتى 2013 مهما كلف الأمر. كما أن على الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي التنبه وإدراك حيل والاعيب أحزاب المشترك الهادفة للهروب من المبادرة والتنصل عنها كونها –من وجهة نظرهم- تعيق تسليم السلطة وفق المبدأ الانقلابي الذي خططوا له وسعو ومازالوا يسعون لتنفيذه تحت ما اسموها ثورة الشباب المزعومة التي ما انزل الله بها من سلطان كون عامة الشعب مع الشرعية الدستورية ومع فخامة الأخ علي عبدالله صالح باستثناء عناصر اللقاء المشترك المتواجدة الان في الساحات وفي مقدمتهم حزب الإصلاح وجماعة القاعدة والحوثيون.