حرب عبثية قادها صادق الأحمر شقيق التاجر حميد الأحمر وداعم شباب المشترك والإخوان المسلمين المعتصمون بالساحات المطالبين بإسقاط النظام، خلفت وراءها عشرات القتلى ومئات الجرحى، وشردت عشرات الأسر، منهم من تعرضت منازلهم لقصف خفيف ومنهم من دكتها قذائف "هاونات" الشيخ القبلي الأحمر الذي حشد آلاف المواطنيين وعشرات المشائخ الى حي الحصبة بالعاصمة صنعاء لمحاربة الدولة واحتلال الوزارات والمؤسسات الحكومية ونهبها، رافعا شعار "إقامة دولة مدنية"، ولكن على طريقته القبلية الخاصة.. دولة مدنية الشيخ هو الوالي والشعب رعيته، مستغلا زعامة شقيقه في أحزاب المشترك وحزب الإصلاح "الإخوان المسلمين –فرع اليمن"،وصلة القرابة الكبيرة أيضا التي تربطه باللواء المنشق علي محسن الأحمر، على امل تحقيق هدفهم الرامي الى إقامة مملكة احمرية..
حيث أوضح وزير الداخلية اللواء الركن مطهر رشاد المصري عن إحصائية في عدد القتلى والجرحى من المواطنين الذين لقوا مصرعهم على ايدي مسلحين من عصابات الأحمر كالتالي:
- استشهاد 118 من رجال الشرطة والأمن.
- جرح 1402 من رجال الشرطة والأمن.
- مقتل 137 مواطنا.
جاء ذلك خلال لقاء اللواء المصري يوم الخميس الماضي بعثة المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة برئاسة هاني المجالي التي تزور بلادنا حاليا للاطلاع على أوضاع حقوق الإنسان في ظل الأزمة الحالية التي تمر بها البلاد.
وأطلع وزير الداخلية البعثة على " الآثار الناتجة عن الأزمة وأسبابها وتداعياتها، وجهود الوزارة المبذولة في حفظ الأمن والاستقرار والتضحيات التي قدمها رجال الأمن في سبيل ذلك".
وأكد ان توجيهات القيادة السياسية ممثلة بالرئيس علي عبد الله صالح كانت صريحة وواضحة في امتصاص غضب البعض والتحلي بضبط النفس وعدم استخدام القوة مهما تعرض رجال الأمن للاستفزاز أو الاعتداء.
كما قدم الوزير المصري"شرحا حول الاعتداءات المتكررة التي يتعرض لها رجال الشرطة والأمن في مختلف المحافظات، وكذا تحريض المواطنين والزج بهم للدخول في مهاترات مع الشرطة وتحريضهم لاقتحام واحتلال المنشآت العامة وتخريبها".
كما اطلع الوزير المصري البعثة على "جزء من الاعتداء الواقع على مبنى وزارة الداخلية والمنشآت المجاورة، مبينا ان الوزارة تعرضت لاعتداء مباغت وغادر أثناء أدائها لواجبها من قبل "المشترك ومن معه".
وقدم المصري"عرضا تصويرياً لمشاهد من الاعتداءات المتكررة على رجال الأمن والمواطنين وعلى المنشآت العامة والممتلكات الخاصة في صنعاء وتعز وعدن، وكذا مشاهد لقادة اللقاء المشترك وهم يحرضون على الشغب وأعمال العنف واحتلال المنشآت الحكومية".
وفي السياق ذاته كشف تقرير مدني حديث ان عصابات اولاد الاحمر دمرت أكثر من (280) منزلا لمواطنين، و(15) منشأة حكومية وغير حكومية جميعها مابين تهديم كلي وجزئي، فيما تضرر أكثر من (1350) محلا تجاريا تضررا بالغا نتيجة لتعرضها للقذائف والرصاص الكثيف.بينما بلغ عدد النازحين من منطقة الحصبة أكثر من (3) آلاف نسمة.
وأكدت النتائج الأولية لعملية الحصر والتقييم للأضرار التي لحقت بمنطقة الحصبة والتي نفذتها لجان تابعة ل "اتحاد التحالف المدني للسلام وحماية الحقوق والحريات" – وهو منظمة مستقلة يضم أكثر من (52) اتحاد ونقابة ومنظمة يمنية مستقلة - تعرض المباني العامة والخاصة لخسائر فادحة قدرت ب(2) مليار ريال، في حين لم تستكمل اللجنة بعد حصر محتويات المنشآت الخاصة من أثاث وتجهيزات، وغيرها، أما محتويات المنشآت الحكومية فقد بين التقرير أنها نهبت ودمرت بالكامل من قبل تلك الميليشيات المسلحة.
وبحسب الدكتور عادل الشجاع – رئيس اتحاد التحالف المدني للسلام - فإن الوثائق المتعلقة بالسجل التجاري والسجل العقاري والتي أحرقت وأتلفت من قبل جماعات أولاد الأحمر لا تقدر بثمن، مشيرا إلى أن اليمن أصبحت اليوم بدون سجل تجاري.
وبخصوص فئة المهمشين بمنطقة الحصبة - قال التقرير – ان عدد الضحايا بين فئة "المهمشين" الذين يقطنون منطقة الحصبة نتيجة لرصاص مسلحي أولاد الأحمر وصل إلى (8) قتلى، في حين وصل عدد النازحين منهم إلى (300) أسرة بما يقارب 900 نسمة كانوا يسكنون في حي الحصبة، توزعت معظمها على : (200) أسرة يسكنون جوار مدرسة الرماح بالحصبة، و(30)أسرة أمام وزارة الإدارة المحلية، و(20) أسرة يقطنون جوار منزل الشيخ صادق الأحمر، و(30) أسرة يسكنون خلف السجن المركزي.
وقال التقرير: إن اعتداء عصابات أولاد الأحمر طالت أيضا مقر الاتحاد الوطني التابع لفئة المهمشين حيث تم تدميره بشكل نصفي.
ويعد اتحاد التحالف المدني للسلام وحماية الحقوق والحريات منظمة مدنية حديثة مستقلة تهدف إلى العمل من أجل الديمقراطية والوصول إلى السلطة بالطرق الديمقراطية السلمية وضد استخدام العنف من أي طرف كان للوصول إلى السلطة أو الحفاظ عليها.