يحاول المتمردون الحوثيون فتح جبهات قتال جديدة مع المملكة العربية السعودية، وذلك بعد مضي شهر على بدء المعارك التي اندلعت بين الجانبين في 3 نوفمبر الماضي إثر تسلل حوثيون إلى "جبل الدخان" السعودي. وإذ كانت المملكة قد أعلنت في وقت قياسي على بدء المواجهات عن تطهيرها لجبل الدخان ممن أسمتهم "المتسللين" إلا أن المعارك مع الحوثيين راوحت مكانها منذ ذلك الحين ولا زالت في أوجها. وعلى مدى الشهر الماضي، ظل يقول الجيش السعودي أن عملياته العسكرية تقتصر على صد هجمات للمتسللين إلى مناطق سعودية أخرى مثل الخوبة وجبل الممدود. غير أن المتمردين الحوثيين ما برحوا من اتهام المملكة بقصف مناطق داخل العمق اليمني، وهو ما تنفيه الأولى. الراجح، بحسب مراقبين، أن الجيش السعودي يواجه مخاضاً عسيراً في تجاوز أزمته الراهنة مع الحوثيين، وخصوصاً في مسألة مدى تحقيقه أية نجاحات ميدانية، لكن الواقع يقول أن المعارك على أشدها ولا يبدو أن هناك أفق قريب – على الأقل - لوضع حد لهذه الحرب، بل أن التطورات تبنئ عن بدء معركة طويلة المدى، وأظهر الحوثيون استعدادهم لها. وفي هذا السياق، أعلن زعيم المتمردين الحوثيين عبدالملك الحوثي اليوم عن فتح "باب التطوع" أمام اليمنيين للقتال تحت لوائه ضد الجيش السعودي، الذي اتهمه الحوثي "بارتكاب مجازر وحشية ضد المدنيين" في مناطق يمنية متفرقة. وإذ حذر الحوثي "النظام السعودي من مغبة الاستمرار في غيه وعدوانه" قال في بيان – تلقت صحيفة الهدهد الدولية نسخة منه – "إن ما يتركه استمرار العدوان من احتقان وضغط شعبي كبير من أجل الدفاع عن المواطنين المدنيين وعن سيادة البلد يحتم علينا الاستجابة للضغوط الشعبية في فتح باب التطوع لكل الشرفاء والأحرار الذين يستشعرون المسؤولية في مواجهة العدوان الأجنبي على بلدهم". وهدد ب "فتح جبهات جديدة وفي مناطق متعددة وبأساليب وخيارات كثيرة ومتاحة" ضد المملكة. وفور هذا التهديد، ذكرت مصادر محلية أن مقاتلين حوثيين يتوافدون إلى مديرية خب والشعف بمحافظة الجوف (شمال شرق اليمن) التي تقع على الشريط الحدودي مع المملكة وتحديداً تحاذي مع منطقة نجران السعودية، وهي المنطقة التي يهدف الحوثيون فتح معركة جديدة عبرها. وإزاء ذلك أعلنت السلطات اليمنية من جهتها اليوم التصدي للعناصر الحوثية التي تحاول الوصول إلى محافظة الجوف، إذ قالت اللجنة الأمنية بالمحافظة "أنها اتخذت عدداً من الإجراءات الأمنية بهدف إغلاق المحافظة في وجه "العصابات الحوثية المندحرة" من محافظة صعدة والتي تحاول أن تتخذ من بعض مناطق الجوف أوكاراً لها". أما السعودية فتواصل هي الأخرى تأمين حدودها مع اليمن بشتي الوسائل المتاحة، ووضعت خلال الأيام الماضية أسلاكا شائكة على مسافات طويلة جنوب البلاد بهدف منع "المتسللين" من عبور حدودها بعد أن رصدت مواقع عبرها متسللون مسلحون إلى القرى السعودية. طبقاً لمصادر عسكرية. ونقلت صحيفة "عكاظ" الخميس عن تلك المصادر قولها "أن سلاح المهندسين في الجيش السعودي وضع أسلاكا شائكة تمتد على مسافات طويلة، في مواقع رصدتها عمليات المراقبة العسكرية لمسلحين يعبرون من خلالها الأدوية والشعاب". وأضافت المصادر "إن الهدف من وضع الأسلاك إعاقة تسلل المسلحين والمتسللين، خصوصا أولئك الذين يحاولون التسلل ليلا، مشيرة إلى أن طبيعة المنطقة الجغرافية تفرض وضع أسلاك شائكة للحد من عمليات التسلل". وأشارت إلى أن القوات السعودية تستخدم تقنيات متطورة لرصد المتسللين ليلا، عبر وحدات مراقبة وكاميرات حرارية. وكان بيان الحوثي – الذي أعلن خلاله فتح باب التطوع- قد برر ذلك إلى ما اعتبره رداً على "العدوان الظالم من قبل النظام السعودي على اليمن سيادة وإنساناً" وذلك في محاولة منه لاستنهاض همم اليمنيين للقتال إلى جانبه كونه "يدافع عن سيادة اليمن ويصد عدواناً ضدها، وليس العكس " أو هكذا أراد تصوير نفسه خلال البيان. واتهم الجيش السعودي مجدداً "باستخدام مختلف الأسلحة المحرمة والمحظورة والقنابل الفسفورية والسامة والحارقة وجميع أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة جواً وبراً وبحراً". وإلى جانب صعدة التي اعتاد الحوثي على اتهام السعودية يقصفها، أضاف هذه المرة محافظتين يمنيتين جديدتين، وقال أن الجيش السعودي "تمدد في عدوانه متطاولاً على أبناء الشعب اليمني وهو يمتد في قصفه ليطال محافظة حجه ومحافظة صعدة ومحافظة عمران". وأضاف أن "القصف بلغ لهذه المناطق في شهر واحد أكثر من (5000) صاروخ وأكثر من (600) غارة جوية بطيران (إف 16 والتورنيدو والأباتشي) وعشرات الآلاف من قذائف الدبابات والمدفعية والهاون".