قال مسئول رفيع إن التعاطي مع المبادرات السياسية اليوم وتجاهل ما يجري على أرض الواقع من جريمة اغتيال لتصفية القيادات السياسية في اليمن يعد أمرا غير وارد، لاسيما مع التوصل لاثباتات تورط أمريكي وغربي وبموافقة أجهزة استخبارية بالمنطقة بتعاون إطراف معارضة الداخل في واقعة الاستهداف الصاروخي الذي تعرض له مسجد دار الرئاسة الجمعة بصنعاء لتصفية الرئيس على عبدالله صالح مع كبار مسئولي الدولة من معاونيه والمتواجدين حاليا بالسعودية لتلقي العلاج وبمتابعة مباشرة وحمى من العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وأكد أن فريق التحقيق الذي وسع بإشراك خبراء من دول شقيقة وصديقة غير أمريكية ولا أوروبية في سياق استكمال كافة التفاصيل حول المتورطين بالأدلة وكيفية تنفيذ العملية بكل ملابساتها.وإطلاع الرأي العام الوطني والعالمي بكافة تفاصيل هذه الجريمة-ما يرشح لتفجير فضحية كبيرة حول واقعة الاغتيال. ولفت إلى وجود مخاوف حقيقية على حياة الرئيس صالح مع كبار معاونيه المصابين والمتواجدين حاليا بالسعودية ، مع فشل الولاياتالمتحدة في عملية الاغتيال الذي لم يكن متوقعا ، وإطلاق تصريحات بالعمل على منع عودته إلى اليمن بكل الوسائل. وعن السبب الذي دفع واشنطن لذلك ، لاسيما مع ما تراه في أن الرئيس صالح كان احد ابرز حلفائها ، ونفيها ما سرب من اتهامات حول احتمال تورطها عقب الهجوم ،ووصف ذلك بأنه مثير للسخرية، أشار المصدر إلى أن معلومات استخبارية أكدت أن ذلك القرار جاء لما اعتبرته واشنطن وحلفاء أن الرئيس صالح وكبار معاونيه من يعوق ما تسميه انتقالا سلميا للسلطة في اليمن برفض التوقيع على المبادرة الخليجية وإعلانه مؤخرا رفضه لكل الاملاءات الخارجية عقب امتناع المعارضة التوقيع معه في مراسيم بقصر الرئاسة والاكتفاء بتوقيعها منفردة ، فضلا عن ما رأته دفعا باتجاه حرب أهلية أٌقنعت بان سببه الرئيس وأركان حكمه في الدولة والحزب الحاكم ،بعد أن نجحت اطراف معارضة في تنفيذ سيناريوا تفجر المواجهات بصنعاء وبإملاءات إطراف خارجية مرتبطة بمسار الصراع السياسي والثوري في اليمن وبعملية الاغتيال للإطاحة بالنظام. ويعزز في ذلك مسار التحرك الأمريكي ومنذ رفض الرئيس صالح التوقيع على المبادرة الخليجية الا بحضور المعارضة الى القصر الرئاسي للتوقيع وليس في الغرف المغلقة، وما تبع من اعتبار واشنطن استمرار الرئيس صالح بات يمثل دوام لتفجير الصراعات وربطت استقرار اليمن برحيله بالقوة لكن بمشاورات وبخطة تعلم بها دول أوروبية على رأسها بريطانيا وفرنسا التي اعلن وزير دفاعها الجديد قبل اسبوع ان هناك خطة لعملية عسكرية في اليمن دون إيضاح تفاصيل.. فطبقا للمعلومات الاستخبارية فان تفجير أنصار الشيخ الأحمر وأطراف المعارضة في حزب الإصلاح للحرب في العاصمة بالتزامن مع السيطرة على أبينزنجبار من قبل الجهاديين المرتبطين بقرار من قبل الإخوان مع اشاعة فرض صالح للحرب الأهلية وادعاء تسليم زنجباروأبين للقاعدة هو سيناريوا أعطي له الضوء الأخضر من جهات إقليمية-تحديدا احدى دول الخليج- وبتدبير منها بما يعزز توجه كان يدرس لإقناع واشنطن ودول غربية بقرار استخدام القوة في إزاحة صالح ومعاونيه عبر اغتيال سياسي لاسيما مع رفض واشنطن جدوى ضغوط بعقوبات لتأثيرها على اليمن المنهار اقتصاديا ، وعدم إحالة الملف لمجلس الأمن خوفا من انتقام صالح من الدول التي تقوم بذلك وبالاخص الخليجية. ولفتت المعلومات الى وصول واشنطن وبعض الحلفاء الى ان الرئيس صالح بات عصيا على الإزاحة وان كل الوسائل لترحيلة عن الحكم والتي تتبعها المعارضة مع المفاوضات الدولية والخليجية لن تجدي نفعا. وتضمنت المباحثات السرية في قرار الإطاحة بصالح وكبار معاونيه-بالاغتيال- والذين ينظر إليهم بكونهم من يقف خلف الدفع لعدم توقيعه على المبادرة ، وضع خطة شاملة لاحتواء ما بعد ذلك . وطبقا لما تحصل عليه من معلومات فقد رسمت خطة لاحقة مباشرة للاغتيال تتمثل في وضع برنامج متطور لدعم الاقتصاد اليمني يمكن تطبيقه بعد الإطاحة بصالح، بالإضافة إلى برامج تساعد المجالس المحلية على مستوى المحافظات والمديريات في عدم إحداث فراغ أمني وحكومي بعده. ومع فشل غير متوقع لمحاولة الاغتيال رغم دقت التنفيذ وحجم الضربة ، يبدوا التحرك الأمريكي البريطاني الأوروبي في العاصمة صنعاء عبر سفرائها، وقيادات بلدانها في الخارج المستنفر والمثير باتجاه اقتناص فرصة خروج الرئيس صالح إلى السعودية للعلاج لبدء إجراءات تنفيذ المبادرة عبر الضغط عليه بالتوقيع على استقاله هناك ومنع عودته إلى اليمن ، ومباشرة نائبه وفق إغراءات دعم لا محدود برزت منذ السبت للعمل مع المعارضة لتنفيذ المبادرة ، يبدوا كل ذلك يصب في اتجاه تأكيد التورط في محاولة الاغتيال. غير أن مسار نائب الرئيس عبدربه منصور هادي في عدم التعاطي مع الإغراءات الأمريكية للبدء في بحث انتقال السلطة مع المعارضة بغياب صالح ، بل وتأكيده بأن الرئيس يتماثل للشفاء وعائد خلال أيام إلى اليمن بعد رحلته العلاجية وأن الأولوية اليوم هو تثبيت وقف إطلاق النار وفتح الطرقات وتثبيت الأمن والاستقرار وتوفير لوازم الحياة بصورة عامة ..مسار صدم واشنطن لتدفع بتصريحات غاضبه أمس دعت فيها صراحة نائب الرئيس إلى الاستفادة من فرصة غياب صالح لنقل سريع وفوري للسلطة في البلاد، بالتزامن مع ضغط غربي إضافي على السعودية مكرس نحو الرئيس صالح الذي استضافته الرياض «للعلاج» من اجل التوقيع على الاستقالة ومنع عودته إلى اليمن وهو ما يواجه برفض قاطع من قبل العاهل السعودي تحديدا وتأكيده أمس خلال اجتماع مجلس الوزراء على العمل بنهج المبادرة الخليجية والتوقيع عليها بمسارها وبنودها التي حددته في استقالة صالح والتزاماته كما التزامات أطراف الصراع. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، في مؤتمر صحافي، مارك تونر، إن «صالح في السعودية يتلقى علاجاً طبياً، وهناك حكومة مدنية لا تزال موجودة في اليمن، فنعتقد أن الوقت حان الآن للبدء في انتقال سلمي نحو عملية ديموقراطية». موقف بلورته وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون عندما رأت أمس أن «من مصلحة اليمن سرعة نقل السلطة واقتناص نائب صالح للفرصة»، لكنها رفضت التعقيب على ما إذا كان يتعين على صالح العودة من السعودية. وفي سياق متصل, دعت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون أمس الرئيس صالح إلى التفكير خلال وجوده في السعودية والتصرف وفق ما تمليه مصلحة شعبه. وقالت آشتون ردا على سؤال في جودولو قرب بودابست خلال منتدى أوروبي آسيوي: "آمل أن ينتهز الفرصة للتفكير في القرار الذي سيتخذه وفق ما تمليه مصلحة شعبه وبما يتيح لبلده التقدم".