انفجرت دائرة المواجهات اليوم الأربعاء بين قوات الفرقة الأولى مدرع التي يقودها الجنرال علي محسن الأحمر ومليشيات الأخوان المسلمين من جهة، وبين مئات المعتصمين من المستقلين والاشتراكيين والحراك من جهة اخرى في أوسع انشقاق تشهده صفوف القوى المناوئة للنظام.. وتؤكد مصادر في مسرح الأحداث أن الاشتباكات انفجرت أثناء مسيرة في شارع الستين ضمت المئات من عناصر الحزب الاشتراكي اليمني وحزب الحق والبعثيين والمستقلين، للمطالبة بتشكيل مجلس انتقالي، ورفعت شعارات تندد بالعنف، ورددت هتافات تندد بأبناء الأحمر وتطالب برحيلهم من اليمن. وقالت: أن المشاركين في المسيرة فوجئوا بعناصر الفرقة وهي تخترق صفوف مسيرتهم وتبدأ بحملة اعتقالات واسعة للمشاركين الذين كانوا يهتفون ضد ابناء الأحمر وينددون بحرب المليشيات القبلية، الأمر الذي فجر نقمة المتظاهرين واشتبكوا بالأيادي مع عناصر الفرقة وعناصر من لجان الأخوان المسلمين. وأشارت إلى أن قوات الفرقة ومعهم مدرعة قاموا بإطلاق النيران بكثافة على المتظاهرين، مما أسفر عن سقوط عشرات المصابين ممن شوهد زملائهم ينقلونهم باتجاه ساحة اعتصام الجامعة، كما شوهدت سيارات إسعاف وهي تنقل العشرات إلى الساحة ومستشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا. وفيما واصلت اللجان التنظيمية تكتمها عنى أعداد القتلى والمصابين، فإن متظاهرين أكدوا ل"نبأ نيوز" قيام الفرقة ولجان الأخوان باعتقال عشرات الشباب ممن شاركوا في المسيرة، حيث وجهت لهم الاتهام "الشائع" بأنهم عناصر من الأمن القومي- وهي التهمة الشائعة التي يجري عادة توجيهها لكل من يخالف توجهات اللجنة المنظمة التابعة لأبناء الأحمر والأخوان المسلمين. وأكدت مصادر من المعتصمين أنفسهم اتساع هوة الانشقاقات في صفوف المناوئين لنظام صالح، وقالت أن الفرقة وأبناء الأحمر والأخوان المسلمين يصرون على التصعيد المسلح ويحاولون إملاء توجهاتهم بأي شكل من الأشكال على بقية الفصائل المعتصمة الذين يطالبون بالمضي بالمبادرة الخليجية، وتشكيل مجلس انتقالي رئاسي لضمان انتقال سلس للسلطات.. كما يدعون لعدم عودة صالح الى اليمن ويطالبون برحيل أبناء عبد الأحمر ويحملونهم مسئولية "مصادرة الثورة" وانحراف خطها نحو العنف وسفك الدماء. الانشقاقات التي انفجرت لأول مرة باشتباكات مع قوات الفرقة والأخوان، وأسفرت عن سقوط عشرات المصابين واعتقال عشرات آخرين، تتجه نحو مزيد من المواجهات في ظل تجليها في مختلف ساحات الاعتصامات. ففي تعز تدور خلافات حادة أيضاً بين المؤيدين للمبادرة الخليجية الذين خرجوا منذ أمس الى الشوارع لتنظيفها وتهدئة الأوضاع وبين مليشيات الأخوان المسلمين التي واصلن حشد عناصرها المسلحة وخوض مواجهات مع الأمن، فيما تدور على صفحات "فيسبوك" معارك كلامية حادة بين الفريقين وكل يلعن صاحبه ويكيل له الاتهامات. وفي هذه الأثناء، قالت "نبأ نيوز" أن أمين عام الحزب الاشتراكي الدكتور ياسين سعيد نعمان توجه أمس مع قيادات معارضة أخرى إلى أبو ظبي في مسعى لتحفيز جهود الوساطة الخليجية وقطع الطريق على مليشيات الأخوان وأبناء الأحمر وفرقة علي محسن الذين يراهنون على حسم الأزمة بقوة السلاح.