قال وزير الخارجية اليمني أبوبكر القربي، إن بلاده تطالب إيران باتخاذ موقف واضح يدين تمرد الحوثيين في شمال البلاد. وجاء تصريح القربي تعليقا على ما أعلنه وزير الخارجية السوري وليد المعلم، بأن بلاده قامت بدور وساطة بين صنعاء وطهران, لكنها «أجهضت من قبل قوى إقليمية». وأضاف القربي في تصريحات صحافية أمس أنه «إذا لم تتخذ إيران ذلك الموقف, فلن يبقى أي مجال لبحث الموضوع». من جهة أخرى قال الوزير اليمني إن صنعاء تنتظر زيارة مرتقبة لأمين عام مجلس التعاون الخليجي عبدالرحمن العطية للرد على النقاط التي حملها القربي إلى قمة مجلس التعاون الخليجي الأخيرة بالكويت, وتتعلق الأولى بالحرب الدائرة في محافظة صعدة ومديرية حرف سفيان بمحافظة عمران, والثانية حول تطورات الأوضاع في الجنوب وتنامي أنشطة الحراك الداعي إلى الانفصال, والثالثة تتعلق بنشاط تنظيم «القاعدة» والإرهاب عموما، فيما تتعلق النقطة الرابعة بالتحديات الاقتصادية التي يواجهها اليمن في المرحلة الراهنة. وفي سياق متصل، أكد علي محمد الآنسي رئيس جهاز الأمن القومي (المخابرات) اليمني وجود تعاون وتنسيق يمني أميركي في «مكافحة الإرهاب». واضح الآنسي الذي يشغل في الوقت نفسه منصب مدير مكتب رئاسة الجمهورية في حوار مع صحيفة «26 سبتمبر» التابعة للجيش أمس أن الحديث عن دور الولاياتالمتحدة في تنفيذ عمليات الجيش اليمني ضد المتمردين في الإعلام غالباً ما يتسم بالمبالغة والتهويل، مشددا على أن التعاون الأميركي اليمني يتركز في الجوانب التدريبية وتبادل المعلومات. وأشار المسؤول اليمني إلى أن «المؤشرات الميدانية» ترجح غياب عبدالملك الحوثي زعيم التمرد «سواء بموته أو اختفائه أو إصابته» مضيفا أن المقربين منه يقومون ب «.. محاولات يائسة.. لإضفاء السرية على مصيره بهدف الحفاظ على ما تبقى من معنويات أتباعه المنهارة». وأوضح الآنسي أن العمليات التي يقوم بها الجيش اليمني ضد المتمردين «تقلص وبشكل مستمر من قدرة العناصر الإرهابية على تنفيذ أية عمليات إرهابية جديدة» وأنها استهدفت «قيادات ومجموعات انتحارية كانت تتدرب لتنفيذ مخططات إرهابية». وفي السياق نفسه أكد المتحدث على وجود أدلة وقرائن على دعم إيران «لعناصر الإرهاب الحوثي في محافظة صعدة ومنها دعم بعض الحوزات والمرجعيات الإيرانية التي تجاهر بوقوفها إلى جانب هذه العناصر» لافتا إلى أن وسائل الإعلام الإيرانية جندت نفسها للدفاع عن هذه العناصر والتعاطف معها. وقال رئيس جهاز الأمن القومي اليمني، إذا كان الإيرانيون يريدون نفي دعمهم للمتمردين فإن عليهم «الإعلان صراحة عن إدانة ما تقوم به عصابة الإرهاب والتخريب الحوثية». إلى ذلك، أعلنت الولاياتالمتحدة الأميركية أنها قررت منح اليمن زيادة كبيرة في المساعدات العسكرية والاقتصادية على غرار ما تفعل مع باكستان وأفغانستان بهدف مكافحة الخطر المتزايد الذي يشكله تنظيم «القاعدة». وقال مسؤولون أميركيون في تصريحات صحافية أمس، إن تزايد خطر «القاعدة» يتمثل في محاولة النيجيري عمر فاروق عبدالمطلب تفجير طائرة ركاب أميركية واعترافه بأنه يعمل لحساب «القاعدة» وأنه حصل على المتفجرات في اليمن. ونقل عن مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية قوله، إن تلك المحاولة أعادت لفت الأنظار إلى اليمن. وقال أحد المتحدثين باسم وزارة الخارجية الأميركية داربي هولاداي «إن المساعدات الأميركية لليمن التي بلغت 40 مليون دولار عام 2009 سترتفع إلى 63 مليوناً في العام المالي 2010 وهو ما يمثل زيادة تبلغ %56».