مجاميع من البلطجيه,وحثالة من الثورجيه , تجاوز الزمن حضورهم , وتجاهل الطريق مرورهم , توافدوا الى ساحة التغرير, للسلب والنهب والتدمير, فنصبوا في جوانبها وآكامها الخيام , متعاهدين على استئصال الامن والسلام , والقضاء على جميل الاماني والاحلام , تحت شعار" الشع ,,, يريد اسقاط النظام" فما سقط النظام ولا نزل , وماهرب الرئيس ولا رحل , وانما كانوا لوحدهم الساقطين , ونحو التسكع اول الهابطين , فأنغمسوا في وحل الخطيئة بلا شعور, وتمادوا في ارتكاب المحّرم والمحظور, مستندين في اعمالهم العدوانية , وتصرفاتهم العنفوانية ,الى فتوى اخوانية , وصكوك غفرانية ,وبراءة اختراع زندانية , وحركات رموش كرمانية , دفعت بهم نحو الخطر, وهربت بجلدها وأسرتها الى قطر. لست هنا بصدد التطاول على أخواننا في الليل , المتوعدين خصوم السياسة بالثبور والويل وعظائم الأمور, بقدر ما أتحدث عن واقع مأساوي معاش , شاهدته بعيناي ذات صباحً غابر, وانا متجه نحو الجامعة لحضور إمتحانات الترم الثاني , فما ان دلفت بقدماي البوابة الكبرى , حتى كدت ان أموت كمداً وقهراً, وانا ارى عبارات الأنحطاط السافر,وشعارات التهكم الفاجر, قد طالت كل مباني وجدران الجامعة , وهي لعمري عبارات وشعارات في منتهى الاسفاف والاسراف , ساقطة كسقوط اصحابها , متعفنة كنتن كتّابها , القادمين من رحم الخطيئه , وقاع الخيانه , مثخنيين بالعقد واوحال البذاءه . ولعل مادفعني للكتابة هنا ,هو ذلك الموقف الأشد بشاعة ,والاكثر فضاعة , الذي حصل في قاعة الامتحان,حين طلبت أحدى الطالبات من مراقب القاعة , ان يمسح تلك العبارات الخادشه للحياء , والمثيرة للتذمر والاستياء ,من على واجهة السبورة - وللعلم فأن اغلبها عبارات غزلية مقززة - فإذا به يتكلم بكل وقاحة , ويرد بكل بجاحة , قائلاً!!هذا الامر ليس من "شئونش",أجيبي على الأختبار, والزمي الصمت , مردفاً بالقول , هذه هي ثورة الشباب , فأشفقت على تلك الزميلة , وقلت في نفسي!!اللهم اني أكفر من كل قلبي بثورة ضد الاخلاق والقيم , على غرار ثورة اولئك الهمجيون الرعاع , الثورجيون الاتباع . ختاماً^^ الحديث قد يطول ويطول , واللسان مستعد ان يقول , ولكنني اكتفي هنا بالنزر اليسير, والتلميح الموجز القصير, الذي يفصح عن اخلاقيات "أثوار" الدولة المدنية الحديثة , ولهم اقول : أيها اللاهثون وراء السراب , والمروّجين لشريعة وقانون الغاب , ان الشعب اليمني قد شب عن الطوق , وقهر بصموده تراجيديا العقبات والعقوق,,فاااااااااااارحلوا من شوارع العاصمة , وغادروا بمليشياتكم روابي الحالمة ....
