عشرون يوماً قضيتها في مدينة الحديدة ، لم تكفي لاكتمال مشاهدتي المآسي والاوجاع التي يمر بها ابناؤها المساكين .... عروس البحر الاحمر التي دمعت حتى اختلط الدمع بذلك الخَضاب الموجود عليها ، تمزق فستانها الابيض الجميل ، وغادرت ابتسامتها بعيداً !!!! مابالهم عبثوا بك ياعزيزتي ، اي قلب يمتلك هؤلاء؟؟؟ حصار ،دمار ،تجويع ، ومع هذا لا زال الدم فيك يجري ،والحياة تسري .... ماذا سأقول فيك بعدما شاهدت !!! كيف سيكتب قلمي ، واي شجاعة سيمتلك لحظة الكتابة عنك ؟؟!! هنا في الحديدة اطفالٌ ما عاد يفرحهم اصوات الآيسكريم ،او النشيد الوطني على سطوح المدارس ، لانهم مشغولون في تجميع فتات الطعام من براميل القمامة ، ان وجد ؟؟!!! هنا في الحديدة ، خرجت فتياتٌ يرتدين عباءاتٍ باليات ، قد طغى عليها الزمن ، ليبحثن عن شيء يأكلن منه ، حتى ولو كلفهن ذلك ان يبعن "العرض،والشرف "!!! يا الله : ارجوك مولاي قل للوجع ان يذهب بعيداً عن هذة المدينة ، ارحمهم يارب ، فُك عنهم كربتهم ،ابعثهم مرةً اخرى للحياة عساهم يتلذذون بعيشهم ولو لمرة واحدة .... ما ذنبهم ؟؟ ألأنهم بسطاء ، ام لأنهم سكتوا عن اموالهم المنهوبة ؟!! يعيش ابناء هذة المدينة في واااااد غير ذي زرع ، ينتمي اليهم ولا يمتلكونه ، لا يعرفون المبالغ المالية الكبيرة ،فمصروفم اليومي لايتجاوز عشرات الريالات ..... لايعرفون تلك الاكياس المعبأة بالقمح الا عندما يحملونها على اكتافهم لتصل الى جميع المناطق اليمنية !!!! كل شيء يعمل في اراضيهم ليس لهم ، ابتداءً من الميناء وانتهاءً بالمصانع... لك الله يا حديدة ، فحتماً سياتي النهار ولو طال الليل ، ستعودين عروسةً بهية زاهية بالحلل والدرر ، مهما تآمر عليك المتآمرون ومهما نهب ثرواتك الظالمون فهنالك "الله " الذي لايخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ..... ....انتهى... م/غمدان الهدور