مازال مسلسل الانفلات الأمني في عدن مستمر وما حدث من إقالة لمدير الأمن في محافظة أبين على خلفية الانفلات الأمني في المحافظة يجعلنا نتوقع أيضا إقالة مدير الأمن في عدن بسبب الانفلات الأمني الذي حدث مؤخرا وكانت نتيجته الهجوم على مقر ( جهاز الأمن السياسي ) في مدينة التواهي وراح ضحيته الكثير من الأبرياء . استمرار الانفلات الأمني في عدن يبدو لنا أن مدينة عدن تعيش على كف عفريت، و كُلّ ما يجري فيها هنا وهناك لا يبعث إلاَّ على مزيد من الخوف والقلق، لا شيء يجعلك تتفاءل بالمستقبل الأفضل ، واليمن الجديد، وأنت تصحو من النوم على دوي انفجارات لتنظيم مخيف اسمه "القاعدة" وترى أمام عينيك قتلاً وضرباً في صروح العلم والمعرفة ، المواطنون يسقطون قتلى ، الأطباء تُسفك دماؤهم والسياسيون يغادرون الحياة باغتيالات قذرة ينفذها رجال الأمن ، السياح يغادرون بأشلاء متناثرة تمزقها عبوات متفجرة ، الجنود يُقتلون والأسباب والمسببات مجهولة.. كُلُّ ما يجري في مدينة عدن يجعلك تتخيل بأنك تشاهد فيلمَ رعب على الطريقة الأمريكية. صورة الانفلات الأمني هذه أعادت إلى الأذهان حروب المناطق الوسطى التي حدثت في النصف الثاني من القرن المنصرم، وجعلت من أمراء الحروب في الصومال نموذجاً قد يتكرر في اليمن تحت مسميات قد تختلف في الأسماء وتتشابه في الممارسات والأداء. مشاهد القتل اليومية تبدو ظاهرة غير مألوفة هنا، ضحاياها الأساتذة في المدارس، والأطباء في المستشفيات، والطلاب في الجامعات، والباعة المتجولون في الشوارع، وعلى الأرصفة، وحتى أصحاب الكافيتريات والمطاعم، فالموت هنا ينتشر فوق كُلّ شبر في الوطن، فالمواطن بين حياة الخوف أو نهاية القتل. وضعٌ كهذا جعل الكثيرين يفكرون في الإقدام على الموت بأية طريقة كانت، ولا فرقَ بين لبس حزام ناسف، أو تجرُّع قارورة من السم، المهم تعددت الأسبابُ والموتُ واحد. وفي الوقت الذي أعترف فيه د. رشاد العليمي نائبُ رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن باختراق القاعدة لأجهزة الأمن، وتوجيه العديد من الاتهامات لجهات حكومية بالضلوع في أعمال التفجير الإرهابية من قبل أعضاء مجلس النواب... يبقى الخوف قائماً من اتجاه اليمن نحو الصوملة. خليجي عشرين والتحديات الأمنية الكل منا يعلم بأن الأمن بشكل عام يشكل منظومة متكاملة ولهذا يجب على القيادتان المحلية والأمنية برئاسة الأخوين الدكتور/ عدنان الجفري محافظ عدن والعميد الركن/ عبد الله قيران أن يشكلا فريق عمل واحد متجانس للحفاظ على أمن المحافظة على الرغم من أن جارتيها أبين ولحج تعيشان انفلاتاً امنياً فاضحاً. وان يعملوا معاً على أن يكون الأمن في عدن حصناً منيعاً لأبناء المحافظة وكافة المنشئات والمرافق الحكومية والخاصة ، ولا ننسى بان محافظة عدن ستشهد في الأشهر القليلة أحداث سيناريو خليجي 20 في حلته الجديدة، ولأول مرة على أرض اليمن، ستشهد حدثاً رياضياً كبيراً للرياضة اليمنية، إذ اعتبره نقاد كثر أنه نقلة حضاريه جديدة في الفكر والتخطيط والتنفيذ. الاجتماع ألتشاوري الذي عقده رؤساء الاتحادات الخليجية مؤخراً في العاصمة القطرية الدوحة، والذي رأسه أحمد صالح ألعيسي رئيس الاتحاد اليمني لكرة القدم، قد قطع حبل الشائعات التي راجت خلال الفترة الماضية في تحويل مسار تنظيم البطولة إلى البحرين لأسباب أمنية بالدرجة الأولى، وقلة الخبرات والإمكانات الفنية والبشرية في التنظيم. ومع حسم أمر التنظيم لمصلحة الاتحاد اليمني، إلا أن الكثير من مسئولي ولاعبي المنتخبات المشاركة لم يخفوا قلقهم تجاه البطولة الخليجية ال20، خوفاً من أي أحداث سياسية قد تعكر صفو المنافسات الرياضية، خصوصاً الجنوب الذي يشهد حراكاً سياسياً بين الفينة والأخرى بدواعي عدة، أبرزها سعي اليمن الجنوبي إلى التخلي عن الوحدة اليمنية والانفصال. في ظل الربط ما بين الاستقرار الأمني من عدمه، أصبح الخليجيون ينظرون إلى رؤساء الاتحادات الخليجية لكرة القدم نظرة قلق تجاه قرارهم في تثبيت البطولة في موعدها في الدولة نفسها، وستظل هذه النظرة تطاردهم حتى انتهاء فعالية العرس الرياضي الخليجي وعودة البعثات إلى بلدانها. الخلاف المتجدد بين المحافظ الجفري ونائبة وللحديث عن الخلاف المتجدد بين المحافظ الجفري ونائبة عبد الكريم شائف نتطرق أولا إلى معرفة أسباب الخلاف والمتمثلة بطرح كل منهما لآليات ومعالجات الملف الأمني وخاصة بعد الهجوم الذي استهدف مقر الأمن السياسي بالمحافظة والذي تبناه تنظيم القاعدة وراح ضحيته الكثير من الأبرياء ، وتأتي هذه الخلافات على خلفية ما حدث بين الرجلين من تباين خلال الانتخابات المحلية التي جرت مؤخراً. لقد أصبح كلاً منهما يحاول فرض نفسه وإثبات سلطاته مما انعكس سلباً على الجوانب الإدارية ومعاملات المواطنين ، كما أن عدد من معاملات المواطنين وفقاً للمصدر تعطلت وخاصة المعاملات التي تتطلب توقيعات المحافظ إلى جانب الأمين العام، حيث يماطل كلاً منهما في التوقيع على القرار الذي اتخذه الآخر. فا المحافظ الجفري أبدى سخطه وتذمره من توسع صلاحيات نائبه عبد الكريم شائف في الوقت الذي تقلصت فيه صلاحياته إلى حد كبير. ويأتي هذا وسط عدم انسجام واضح بين المحافظ وأمين عام المجلس المحلي في المحافظة حيث لا يحضر الاثنان مجتمعان في أي محفل أو فعالية تقيمها المحافظة بما في ذلك الفعاليات المركزية التي تحضرها كبار قيادات الدولة إلا فيما ندر. وصار من الملاحظ في الآونة الأخيرة تزايد سفر الدكتور الجفري إلى صنعاء حيث لا يفرق بين زيارة وأخرى سوى بضعة أيام تاركاً لنائبه شائف التصرف بمهام المحافظة طوال فترة غيابه، وهو ما اعتبره كثيرون مؤشراً على تذمره وإحباطه. إن تغيب شائف عن المسيرة الجماهيرية التي خرجت صباح اليوم من أمام مبنى البنك الأهلي اليمني بمديرية التواهي المجاور لمبنى الأمن السياسي الذي تم استهدافه صباح السبت الماضي من قبل عناصر مسلحة ينتمون إلى تنظيم القاعدة للتنديد بالجريمة التي راح ضحيتها 11 قتيل وإصابة أكثر من 10 أغلبهم من الضباط والجنود يوضح مدى عمق الخلاف بين الطرفين. وأيضا غياب وكيل جهاز الأمن السياسي ومدير أمن محافظة عدن عن المسيرة الجماهيرية التي نددت بالجريمة التي حدثت مؤخرا في مدينة التواهي يؤكد عمق التباين بين القيادات المحلية والأمنية في محافظة عدن ومدى توسع الخلافات بينهم . تخوف من استمرار الصراع بين المحافظ الجفري ونائبة شائف ...!! أبدأ العديد تخوفهم من استمرار حالة الصراع بين المحافظ الجفري ونائبه عبد الكريم شائف ، بحكم إن المتضرر الوحيد مما يجري بينهما من صراع هم المواطنين البسطاء الذين يدفعون ثمن الخلاف بين القيادات المحلية أو الأمنية في عدن ، ويدعون محافظ عدن ونائبه إلى حسم خلافاتهما والتفرغ للعمل لمصلحة المحافظة والمواطنين , خاصة في هذا الوقت الحرج الذي تستعد فيه المحافظة لاستضافة بطولة كأس الخليج في دورتها العشرين (خليجي عشرين). يشار إلى أن الدكتور عدنان الجفري انتخب محافظاً لعدن في انتخابات المحافظين التي جرت بدون منافس في 17 مايو 2008م ، وكان قد شغل عدة مناصب وزارية سابقة منها وزير العدل ووزير الشؤون القانونية منذ فوزه بعضوية مجلس النواب في 27 ابريل 2003م عن الدائرة ( 25 ) بمديرية المنصورة. في حين بدأ عبد الكريم شائف عمله كوكيل مساعد للمحافظة بقرار جمهوري في العام 1999م لينتخب بعدها أميناً عاماً للمجلس المحلي بالمحافظة في العام 2001 وأعيد انتخابه أميناً عاماً للمجلس المحلي في 1 نوفمبر 2006م ، ويرأس شائف فرع المؤتمر الشعبي العام الحاكم بالمحافظة منذ أواخر التسعينات وأعيد انتخابه رئيساً لفرع المؤتمر في ديسمبر 2005م.