الجرادي:الإصلاح خلاصة نضال اليمنيين في مواجهة الكهنوت والاستعمار    فريق التوجيه والرقابة الرئاسي يزور مستشفى الشيخ محمد بن زايد التعليمي بشبوة    الارياني: عودة 16 قطعة أثرية إلى اليمن تتويج لجهود حكومية ودبلوماسية    شباب حضرموت يعلنون تأييدهم الكامل للمجلس الانتقالي الجنوبي وقيادته    طائرات مسيرة يمنية تهاجم عدة مناطق في الكيان    مصدر أمني يكشف أسباب التواجد العسكري في حوش تابع لشركة النفط بعدن    نائب وزير الأوقاف يناقش سبل تعزيز دور القطاع    انتقالي لحج يعلن تأييده الكامل لقرارات الرئيس الزبيدي ويدعو للمشاركة في إحياء أعياد الثورة الجنوبية    هيومن رايتس: صحفيو اليمن يتعرضون لانتهاكات جسيمة وندعو للالتزام بحماية حرية الصحافة    6 نصائح للنوم سريعاً ومقاومة الأرق    "يمنات" يحصل على أسماء بعض ضحايا الغارات الإسرائيلية على صنعاء والجوف    الأرصاد يحذر من الانهيارات الصخرية وانزلاقات التربة ويتوقع هطول أمطار رعدية على مناطق واسعة    ارتباك صهيوني يستهدف الحقيقة ويذكي العمليات اليمنية القادمة    ماذا جرى للبنتاغون في 11 سبتمبر؟    الأخضر يكتب التاريخ باللقب الخليجي    عربية السلة.. سيدات العلا يكسبن القرين الكويتي    سالم ثابت كان بإمكانه أن يصبح مليارديرا خلال أشهر    عاجل: العليمي والوفد المرافق له يغادرون عدن بعد قرارات الرئيس الزبيدي الصادمة لهم    ترامب يعلن مقتل المؤثر "تشارلي كيرك" بعد إصابته بالرصاص وبايدن يعلق على الحادثة    مجلة أمريكية: الضربات الإسرائيلية في اليمن جزء من إستراتيجية نتنياهو لتوسيع ساحة المعركة    عدن .. أزمة السيولة بين قرارات البنك المركزي وعجز الحكومة عن صرف المرتبات    إصلاحيون على العهد    عبد الفتاح إسماعيل وراشد محمد ثابت.. أي خيانة؟    مواجهتان حاسمتان في ختام الدور ربع النهائي لبطولة بيسان الكروية    مصرع وإصابة المئات من عناصر الحوثي الإرهابية بضربات إسرائيلية بصنعاء والجوف    هيئة الآثار توجه نداء عاجل لليونسكو بشأن الغارات على منطقة التحرير    المنتخب الوطني للشباب وصيفا لكأس الخليج العربي وعادل عباس أفضل لاعب    فريق التوجيه والرقابة الرئاسي يزور مركز اللغة السقطرية للدراسات والبحوث    الصحة تغلق 4 صيدليات وتضبط 14 أخرى في عدن    إصلاح حضرموت ينعى القيادي وعضو محلي المحافظة حمد عمر مدي    النفط يرتفع متأثراً بالأوضاع في الشرق الاوسط    بدء أعمال سفلتة خط البنك المركزي في مديرية صيرة بعدن    الرئيس المشاط يعزي في وفاة الشيخ مجاهد يحيى معيض    بن الوزير وباسمير يتفقان على سرعة تشغيل ميناء قنا التجاري    محافظ حضرموت يتفقد الأعمال الإنشائية في جسر المنورة    جنيف: ندوة حقوقية تدعو الى ممارسة الضغط على المليشيات الحوثية لوقف الانتهاكات بحق التعليم    إغلاق صيدليات مخالفة بالمنصورة ونقل باعة القات بالمعلا    العثور على مدفن عمره 5500 عام في ياقوتيا الروسية    ميسي يحقق إنجازا غير مسبوق في مسيرته    توترات وقطع طرق رئيسية في حضرموت    نهب البنك المركزي وأسعار الصرف بصنعاء وعدن وفضيحة "الإعاشات"    منتخب الناشئين يدخل مرحلته الأخيرة استعداداً لبطولة كأس الخليج    ضبط 86 متهماً بإعانة العدوان و7 مطلوبين للعدالة في الضالع    مدير شركة مصافي عدن: الأسابيع القادمة ستدخل الوحدات الانتاجية للخدمة    تصفيات اوروبا لكأس العالم: انكلترا تكتسح صربيا بخماسية    تصفيات أفريقيا المؤهلة لكأس العالم: كوت ديفوار تحافظ على الصدارة    مصر: إحالة بلوغر إلى المحاكمة بتُهمة غسيل الأموال    الجراحُ الغائرة    جامعة حكومية تبلغ طلاب قسم الأمن السيبراني بعدم قدرتها على توفير هيئة تدريس متخصصة    إب.. السيول تغمر محلات تجارية ومنازل المواطنين في يريم وتخلف أضرارا واسعة    الاطلاع على تنفيذ عدد من مشاريع هيئة الزكاة في مديريات البيضاء    62 تغريدة صنعائية في حب "التي حوت كل فن": من يبغض صنعاء فإن له معيشةً ضنكًا*    تعز.. حملة ميدانية لإغلاق شركات الأدوية المخالفة للتسعيرة الجديدة    بحشود ايمانية محمدية غير مسبوقة لم تتسع لها الساحات ..يمن الايمان والحكمة يبهر العالم بمشاهد التعظيم والمحبة والمدد والنصرة    وفيكم رسول الله    مرض الفشل الكلوي (20)    للمعاندين: هل احتفل الصحابة بالمولد بعد موت النبي عليه الصلاة والسلام    حلاوة المولد والافتراء على الله    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هل هي مزارع للوزراء؟
نشر في لحج نيوز يوم 31 - 08 - 2010

أتمنى ألا يكون من بين الوزراء من يتصور أن وزارته مزرعة خاصة به وإنما هي مزرعة إذا جاز التعبير يجب أن يكون ريعها لعموم المجتمع السعودي. ومن حق المواطن أن يحاسبه عند تقصيره ومن حق القيادة إحالته إلى مجاهل التاريخ السلبي
عندما جاء الدكتور غازي القصيبي من بعثته في بريطانيا كان يمكن أن يكون أستاذا ناجحا متميزا في تخصصه، وأن يكون مرجعا في أبحاثه ودراساته التي يتمكن من إعدادها وهو على رأس العمل الأكاديمي، وهذا عمل رائع وطموحاته المشروعة لم تتوقف عند ذلك. فكل عمل يدخل فيه أو يشارك فيه يبرز، وكل لجنة يرأسها ويعمل ضمن طاقمها تبدع.
هذه المحددات هي التي لفتت إليه أنظار القيادة التي كانت ومازالت تبحث عن المبدعين والمتميزين وكان أن تم اختياره لرئاسة مؤسسة السكك الحديدية، وانطلق قطار معاليه السريع في كل ما أسند إليه من مهام وزارية ودبلوماسية.
هذه المقدمة لم تكن لتقريظ الدكتور غازي القصيبي رحمه الله فقد كتب عنه العديد من الكتاب والمثقفين السعوديين وغيرهم، وأعطوه حقه، وإن كان حقه أكبر مما كتب عنه.
فالقصيبي ينبغي أن يكون موضوعا للدراسات العليا في الإدارة والفكر والأدب بفنونه المختلفة كأنموذج للمواطن الذي أعطى حياته لوطنه، وللعالم العربي من أقصاه إلى أقصاه.
لقد كانت الصحافة عندما كان القصيبي وزيرا قبل وزارته الأخيرة محدودة الإمكانيات طباعة وانتشارا؛ ولكنها في ظل ذلك تبحث عن التغيير الاجتماعي الإيجابي، عن المسؤول الذي يعمل وينتج ضمن خطط مدروسة فينعكس أثرها على المواطن في أقصر وقت ممكن، لهذا كان القصيبي نجمها الأول.
السؤال هو أنه كان للقصيبي زملاء في الوزارات الأخرى ولكن ما هي مآثرهم الوزارية التي انعكست على أرض الواقع ولمسها المواطن في حياته المباشرة؟ وأقصد بذلك الوزارات التي لها مساس مباشر بالمواطن السعودي؟.
والذي ينبغي على السادة الوزراء إدراكه هو أن المجتمع الذي كان القصيبي وزيرا فيه قبل وزارة العمل التي توفي وهو على رأس هرمها هو غير المجتمع السعودي الحالي بكل تجلياته وأطيافه. فالوزير حاليا مكشوف يستطيع أبناء وطنه رؤية ما تخبئه ملابسه والقيادة حفظها الله تستطيع معرفة خبايا الوزراء عملا وإنتاجا.
كما أن الصحافة آنذاك غير الصحافة المعاصرة الأكثر شفافية والمتواكبة مع الثورة المعلوماتية. كما أن الوعي المجتمعي يختلف عما كان عليه قبل عشرين سنة والحركة العالمية والإقليمية مختلفتان الآن، ومثلما قال خادم الحرمين الشريفين حفظه الله في إحدى جلسات مجلس الوزراء مخاطبا وزراءه: لقد أمنت لكم احتياجاتكم المالية وأكثر مما تطلبون، ومن اليوم أي تعثر في خدمة المواطن يكون الوزير هو المسؤول ولن تلقى على غيره من وكلاء الوزارة لديه.
فالوزير هو المسؤول عن اختيار طاقمه وبالتالي لا عذر له أمام الله ثم أمام القيادة ثم أمام الرأي العام السعودي.
لو استمع الوزراء لرأي المواطنين في مجالسهم العامة والخاصة وعبر وسائل الإعلام لأدركوا أن لكل وزير تقييما خاصا به لدى الرأي العام السعودي، فهناك وزير ناجح يدعى له بالخير حيا أو ميتا، ووزير متقاعس يشتم في المجالس أكثر مما تتحدث عنه وسائل الاتصال.
أتمنى ألا يكون من بين الوزراء من يتصور أن وزارته مزرعة خاصة به وإنما هي مزرعة إذا جاز التعبير يجب أن يكون ريعها لعموم المجتمع السعودي، ومن حق المواطن أن يحاسبه عند تقصيره ومن حق القيادة إحالته إلى مجاهل التاريخ السلبي.
لهذا على أصحاب المعالي أن يسألوا أنفسهم لماذا القصيبي وزير مختلف؟ والسؤال الآخر: هل اختلفت المشاريع الصحية بشكل جذري وملموس بعد عهد القصيبي؟ وهل الصناعة والكهرباء تغيرت بصورة غير عادية عن عهده عندما كان وزيرا لها؟ فالسؤال الأهم، هل معاناة المواطن مع هذه المرافق أفضل في عهد القصيبي؟ أو كانت بعده أفضل؟ لم يعد المواطن السعودي من السهولة إقناعه دون أن يعايش القناعات على أرض الواقع، فالسعوديون يتابعون بكل وعي مجريات الأحداث الاقتصادية والاجتماعية والفكرية والسياسية، ولديهم القدرة السريعة على المقارنة والوصول إلى النتائج. فما يقال عن الخصوصية السعودية أكذوبة ولم تعد صالحة للتداول أو للتداوي.. نحن كشعوب الأرض التي تعي حقوقها وتدرك واجباتها وقادرة على الفرز، والوزير الذي يعيش في الماضي لا يتناسب مع المرحلة التي يقودها خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني. وينبغي عليه أن يرحل قبل أن يُرحل فيجر أذيال خيباته وعليه أن يتحمل وحده المسؤولية كاملة دون مواربة أو لف أو التفاف، فما كان يقبل في الماضي أصبح مرفوضا في الحاضر، فالرأي العام السعودي المتمثل في مؤسسات المجتمع المدني لم يعد دورها تلميع (معالي الوزير)؛ وإنما دورها مكاشفته ومحاسبته على ما أنتج وعمل لخدمة المواطن.
لولا وجود المواطن لما كان الوزير وزيرا، وبالتالي على الوزراء أن يعرفوا تمام المعرفة أنهم جاؤوا لخدمة المواطن وليس لخدمة ذواتهم ومصالحهم والمحسوبين عليهم عائليا أو مناطقيا دون النظر إلى الكفاءة. والوزير يتحدد ويقاس بما يقدمه من خدمات لأبناء هذا الوطن وفق خطط التنمية بمختلف مشاربها واتجاهاتها. والقيادة كما أؤمن لن تتسامح مع وزير كلفته لخدمة المواطن، وفك الاختناقات الاقتصادية والصحية والتعليمية التي تواجه المجتمع فيتقاعس عن أداء مسؤولياته.
لهذا نتساءل ماذا سيفعل خليفة القصيبي رحمه الله في وزارة العمل لمعالجة البطالة؟ وماذا يمكن لوزارة المالية أن تفعله من إحداث وظائف تستوعب البطالة؟ وماذا ستفعل وزارة الخدمة المدنية في تنفيذ خطط استيعاب البطالة؟ وماذا سيفعل وزير الصحة في إيجاد استشفاء شامل لأبناء هذه البلاد دون انتظار المواعيد لشهور لزيارة طبيب؟ فلنأخذ الرياض العاصمة مثالا، كم عدد المستشفيات الجديدة التي تم إنشاؤها فيها بعد أن ترجل الدكتور غازي القصيبي عن وزارة الصحة؟.
ولا يحدثني أحد عن المراكز الصحية بالرياض وإمكانياتها التي لا تملك غير تحويل المرضى إلى مستشفى الملك سعود. والسؤال الأخير عن هيئة الاستثمار التي حولت العمالة الأجنبية التي كانت تحت كفالة مؤسسات وطنية للمقاولات وتُعنى ببناء عقارات المواطنين في المدن والقرى بأسعار مناسبة حولتهم إلى مستثمرين أجانب جلبوا أبناءهم وإخوانهم وأقاربهم وما يعرفون وما لا يعرفون لتجفيف ما تبقى من سيولة مادية في جيوب المواطنين مع ما يترتب على ذلك من آثار سلبية مختلفة على المجتمع؟.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.