دعا البنك الدولي امس في الرباط البلدان العربية الي خفض سريع لاستهلاكها من المياه وذلك بهدف تفادي نقص كارثي في المياه في المنطقة. وقال ان العرب لاكثر اسرافا وهدرا للمياه في العالم ولا يقدرون ازمة العالم . وقال بير فرنشيسكو مانتوفاني خبير المياه في البنك الدولي "الامر لا يتعلق باجراءات تقنية يقررها مهندسون بل باصلاحات سياسية عميقة تتأخر حكومات منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في اتخاذها لانها ليست شعبية". وفي الاثناء، يبقي الوضع مقلقا لان المنطقة تستخدم مياها تزيد عما تحصل عليه والامر في تدهور مستمر. وقال تقرير للبنك الدولي ان مستوي توفر المياه للفرد سيتدني، بفعل النمو الديموغرافي، الي النصف في 2050. وفي الان نفسه ستتراجع موارد المياه المتجددة، وهي الادني في العالم اصلا، بنسبة 20 بالمئة تحت تاثير التغيرات المناخية. وموارد المياه المتوفرة للفرد والتي كانت في 1950 بنحو اربعة آلاف متر مكعب، اصبحت لا تزيد حاليا عن 1100 متر مكعب للفرد. وتشير التوقعات الي انها ستتدني الي 550 مترا مكعبا بحلول العام 2050 في حين يتوقع ان يبلغ المعدل العالمي في منتصف القرن الحادي والعشرين 6000 متر مكعب للفرد. وسترافق كل ذلك انعكاسات خطرة علي الطبقات المائية وشبكات المياه الطبيعية المحدودة اصلا في المنطقة. ويكلف تدهور نوعية المياه اصلا دول المنطقة غاليا، وهو يستحوذ علي 3 بالمئة من اجمالي الناتج الداخلي الايراني وما بين 1 و5،1 بالمئة في باقي دول المنطقة. وتؤكد جوليا بوكنال ابرز اختصاصية في ادارة الموارد المائية في البنك الدولي ان "المشكلة وحلولها معروفة بيد ان تقدم الاصلاحات بطيء. يجب قطعا خفض مجمل الاستهلاك ليصبح في مستوي الموارد المتاحة مع توفير خدمات ملائمة لحاجات السكان". ويطالب البنك الدولي "بادارة افضل" للمياه آخذا في الاعتبار ان الاستخدام المنزلي والتجاري والصناعي للمياه لا يمثل الا ما بين 10 و15 بالمئة من الحاجات من الماء في بلد ما والباقي يخصص للزراعة. وبالتالي فانه يتعين التدخل في مستوي هذا المجال الاخير من خلال خفض الري خصوصا عبر اعتماد نظام "الحصص المائية" ويؤكد البنك الدولي ان ذلك "يعني ان نقرر في اطار من الشفافية من يتلقي الماء والكمية التي يتلقاها". ويقترح البنك ايضا، بسبب النمو المدني الكبير، خفض عدد العاملين في الزراعة وتوجيه المزارعين الي زراعات ذات قيمة مضافة عالية واستيراد المزيد من المواد الغذائية لحماية مياه منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا.