قال إسماعيل رضوان المتحدث باسم حركة حماس امس السبت بأن المفاوضات مع إسرائيل أمر غير خاضع للمناقشة وأن الحركة لن تعترف أبدا " بالعدو ." الإسرائيلي. وانتقد رضوان المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية فى تصريحاته التى أدلى بها بعد يومين من إعراب ايهود اولمرت رئيس الوزراء الإسرائيلى عن استعداده للتوصل إلى حلول وسط من أجل تحقيق السلام مع الفلسطينيين وسوريا. وقد دخلت التهدئة المتبادلة امس يومها الثالث بهدوء ودون خروقات تذكر وسط ترقب شعبي لسكان قطاع غزة المحاصر منذ عام بانتظار نتائجها. والتزمت الفصائل الفلسطينية بالتهدئة، وامتنعت عن إطلاق أي صاروخ أو قذيفة تجاه المواقع العسكرية والبلدات الإسرائيلية المتاخمة للقطاع، في المقابل، اختفت الطائرات الإسرائيلية من الأجواء ولم تسجل عمليات إطلاق نار على امتداد الحدود الفاصلة بين غزة وإسرائيل. ومن المقرر بموجب اتفاق التهدئة أن تبدأ اسرائيل في فتح المعابر التجارية تدريجياً لنقل البضائع إلى القطاع ابتداء من يوم الأحد المقبل و فيما ينتظر سكان غزة فتح المعابر بشكل جزئي حيث أكد عدد من قادة حماس أن اليوم الثالث أو الرابع للتهدئة سيشهد رفع الحصار بشكل تدريجي وفتح المعابر والبدء بإدخال البضائع والسلع الأساسية التي حرم منها قطاع غزة على مدار عام كامل. واعتبر جميل مزهر عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين امس التهدئة سياسة خاطئة في ظل الاحتلال واستمرار الاستيطان وسياسة تهويد القدس وبناء جدار الفصل التي تقوم بها حكومة إسرائيل. وأضاف مزهر في تصريح صحفي مكتوب وزع على الصحفيين قائلا "إن هذه التهدئة تعطي الاحتلال الإسرائيلي الاستفراد بالضفة الغربية ومواصلة عملياته فيها من قتل وتهويد وملاحقة للمناضلين، لكن سنراعي مصالح شعبنا عند تنفيذ اتفاق التهدئة ولن نعمل على خرقها بما يخدم مصالح شعبنا وبما لا يعزز ويكرس حالة الانقسام الداخلي". وطالب مزهر بوقف كافة المفاوضات وكل أشكال اللقاءات التفاوضية حتى يستجيب " الاحتلال " ويوقف الاستيطان ويستجيب لحقوق الشعب الفلسطيني على أساس قرارات الشرعية الدولية. وجددت حركة حماس اتهاماتها للإدارة الأمريكية بالتورط في الخلافات الفلسطينية الداخلية ودعم فريق فلسطيني بالتدريب والتسليح ضد فريق آخر, بحسب سامي أبو زهري المتحدث باسم الحركة في بيان صحفي , وقال أن التصريح الصادر عن القنصلية الأمريكية في القدسالمحتلة على هامش تخريج دفعة جديدة من قوات الأمن الفلسطينية في أريحا الذي جاء فيه "أن تخريج هذه القوات يهدف إلى دعم السلطة الفلسطينية الشرعية ومكافحة الإرهاب في المنطقة" دليلاً على هذا التورط الأمريكي. واضاف أبو زهري "إن الموقف الأمريكي يفسر خلفيات أحداث يونيو2007 (الاقتتال بين فتح وحماس)، وتؤكد أن الإدارة الأمريكية غير معنية بأي وفاق فلسطيني، وحرصها على دفع الأمور باتجاه الصدام". وأضاف" كما تؤكد هذه التصريحات طبيعة الدور المنوط بالأجهزة الأمنية في الضفة وهو ضرب قوى المقاومة، بل ويتعدى دورها الأمني الساحة الفلسطينية إلى الساحات الأخرى، وهو ما أكدته الوثائق التي عثر عليها في مقرات الأجهزة الأمنية في غزة". وحذر أبو زهري من"أن استمرار سلطة رام الله في هذا التحشيد الأمني والتعبئة الأمنية ضد قوى المقاومة لا ينسجم مع الدعوات الصادرة عن الرئيس (الفلسطيني محمود) عباس للحوار الفلسطيني الداخلي". وتابع "كما أنها تزيد من الفجوة القائمة على الساحة الفلسطينية، ودفع الأمور إلى طريق مسدود لأن هذه القوات ستكون بهذا الشكل جنبا إلى جنب مع الاحتلال في مواجهة الشعب الفلسطيني وقوى المقاومة". الى ذلك، أوضح حكمت زيد مستشار الرئيس الفلسطينى محمود عباس ورئيس وفد حركة فتح الى قطاع غزة أن سبب الغاء الوفد لاجتماع كان مقررا مع رئيس الوزراء الفلسطينى المقال اسماعيل هنية فى مدينة غزة يعود الى رفض الوفد لقاء هنية بصفته رئيس وزراء .وقال زيد فى تصريح لاذاعة صوت فلسطين امس "ان رئيس الوزراء المقال اسماعيل هنية هو رئيس حكومة مقالة غير شرعية ولا يمكن اللقاء به بهذه الصفة ، لذلك رفض الوفد اللقاء ".. مضيفا " أن خطأ حصل في عمليات ترتيب اللقاء استدعى الغاءه ، كما ان زيارتنا للقطاع كانت للقاء جميع القوى فى القطاع وقد بذلت محاولات من بعض الأخوان لترتيب لقاء مع قيادة حماس ولم نعترض على الامر لكن شيئا ما حصل بطريق الخطأ ". من جانبه، نفى ياسر عبد ربه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية امس السبت تقارير صحفية عن تحقيق تقدم في مفاوضات السلام الجارية مع إسرائيل، معلناً أن السلطة الفلسطينية بصدد الخروج بموقف حاسم إزاء استمرار هذه المفاوضات. وقال عبد ربه في تصريحات لإذاعة صوت فلسطين "لا يوجد أي تقدم مع الجانب الإسرائيلي في المفاوضات خاصة ما نشر من أنباء عن تقدم في مسألة الحدود، ونحن نؤكد مجدداً أن استمرار الاستيطان الإسرائيلي يدمر عملية السلام". وأكد أن السلطة الفلسطينية بصدد دراسة اتخاذ موقف جدي من مسألة المفاوضات "التي تتخذ منها إسرائيل غطاء أمام العالم بأن هناك عملية سلمية جدية تجري مع الفلسطينيين في الوقت الذي تقوم فيه بعملية استيطان جدية على الأرض". وفي هذه الأثناء، يبدأ الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى اليوم الاحد زيارة رسمية الى اسرائيل والاراضى الفلسطينية يجتمع خلالها مع كل من الرئيس الاسرائيلى شيمون بيريز ورئيس الوزراء ايهود أولمرت.. كما يجتمع مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس فى بيت لحم . و ان من المتوقع ان يدعو ساركوزى المسؤولين الاسرائيليين والفلسطينيين الى المشاركة فى مشروع الاتحاد المتوسطى المزمع اطلاقه فى العاصمة الفرنسية باريس يوم 13 يوليو المقبل . وتعد هذه الزيارة الاولى للرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى لاسرائيل والاراضى الفلسطينية منذ توليه منصب الرئاسة. وتعتبر الأوساط الإسرائيلية هذه الزيارة بأنها تفتح صفحة جديدة في العلاقات بين باريس وتل أبيب بعد التوتر الذي شهدته خلال ولاية الرئيس السابق جاك شيراك. وأكد الرئيس الفرنسي، في مقابلة أجرتها معه صحيفة (يديعوت أحرونوت) على أن الاستيطان في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة هو العقبة الأساسية أمام التوصل لاتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين. وقال "عليكم تجميد البناء في المستوطنات في الأراضي الفلسطينية، كونه العقبة الأساسية للتوصل إلى سلام مع الفلسطينيين". وتحدث ساركوزي عن تحسن العلاقات الفرنسية- الإسرائيلية وقال إن "العلاقات بين فرنسا وإسرائيل حققت في الأشهر الأخيرة ازدهارا متجددا وحقيقيا. وقد صرحت دائما حول صداقتي ومودتي لإسرائيل، وكرئيس فإني أولي اهتماما بالغا لتوثيق العلاقات بين الدولتين في جميع المجالات