غضب واسع من إعلان الحوثيين إحباط محاولة انقلاب بصنعاء واتهام شخصية وطنية بذلك!    لملس يفاجئ الجميع: الانتقالي سيعيدنا إلى أحضان صنعاء    "مشرف حوثي يطرد المرضى من مستشفى ذمار ويفرض جباية لإعادة فتحه"    "القصاص" ينهي فاجعة قتل مواطن بإعدام قاتله رمياً بالرصاص    "قلوب تنبض بالأمل: جمعية "البلسم السعودية" تُنير دروب اليمن ب 113 عملية جراحية قلب مفتوح وقسطرة."    طقم ليفربول الجديد لموسم 2024-2025.. محمد صلاح باق مع النادي    لماذا يُدمّر الحوثيون المقابر الأثرية في إب؟    بعد إثارة الجدل.. بالفيديو: داعية يرد على عالم الآثار زاهي حواس بشأن عدم وجود دليل لوجود الأنبياء في مصر    أيهما أفضل: يوم الجمعة الصلاة على النبي أم قيام الليل؟    ناشط من عدن ينتقد تضليل الهيئة العليا للأدوية بشأن حاويات الأدوية    دربي مدينة سيئون ينتهي بالتعادل في بطولة كأس حضرموت الثامنة    تضامن حضرموت يحلق بجاره الشعب إلى نهائي البطولة الرمضانية لكرة السلة لأندية حضرموت بفوزه على سيئون    رعاية حوثية للغش في الامتحانات الثانوية لتجهيل المجتمع ومحاربة التعليم    مجلس وزارة الشؤون الإجتماعية والعمل يناقش عدداً من القضايا المدرجة في جدول أعماله    الارياني: مليشيا الحوثي استغلت أحداث غزه لصرف الأنظار عن نهبها للإيرادات والمرتبات    المنخفض الجوي في اليمن يلحق الضرر ب5 آلاف أسرة نازحة جراء المنخفض الجوي باليمن    استشهاد أسيرين من غزة بسجون الاحتلال نتيجة التعذيب أحدهما الطبيب عدنان البرش    تشيلسي يسعى لتحقيق رقم مميز امام توتنهام    الصين تبدأ بافتتاح كليات لتعليم اللغة الصينية في اليمن    "مسام" ينتزع 797 لغماً خلال الأسبوع الرابع من شهر أبريل زرعتها المليشيات الحوثية    إعتراف أمريكا.. انفجار حرب يمنية جديدة "واقع يتبلور وسيطرق الأبواب"    شاب سعودي يقتل أخته لعدم رضاه عن قيادتها السيارة    الهلال يلتقي النصر بنهائي كأس ملك السعودية    تعز.. حملة أمنية تزيل 43 من المباني والاستحداثات المخالفة للقانون    أثر جانبي خطير لأدوية حرقة المعدة    توضيح من أمن عدن بشأن مطاردة ناشط موالٍ للانتقالي    صدام ودهس وارتطام.. مقتل وإصابة نحو 400 شخص في حوادث سير في عدد من المحافظات اليمنية خلال شهر    أهالي اللحوم الشرقية يناشدون مدير كهرباء المنطقة الثانية    ضلت تقاوم وتصرخ طوال أسابيع ولا مجيب .. كهرباء عدن تحتضر    قيادي حوثي يخاطب الشرعية: لو كنتم ورقة رابحة لكان ذلك مجدياً في 9 سنوات    الخميني والتصوف    نجل القاضي قطران: والدي يتعرض لضغوط للاعتراف بالتخطيط لانقلاب وحالته الصحية تتدهور ونقل الى المستشفى قبل ايام    انهيار كارثي.. الريال اليمني يتراجع إلى أدنى مستوى منذ أشهر (أسعار الصرف)    إنريكي: ليس لدينا ما نخسره في باريس    جماعة الحوثي تعيد فتح المتحفين الوطني والموروث الشعبي بصنعاء بعد أن افرغوه من محتواه وكل ما يتعلق بثورة 26 سبتمبر    جريدة أمريكية: على امريكا دعم استقلال اليمن الجنوبي    محلل سياسي: لقاء الأحزاب اليمنية في عدن خبث ودهاء أمريكي    الرئيس الزُبيدي يُعزَّي الشيخ محمد بن زايد بوفاة عمه الشيخ طحنون آل نهيان    بن الوزير يدعم تولي أحد قادة التمرد الإخواني في منصب أمني كبير    أولاد "الزنداني وربعه" لهم الدنيا والآخرة وأولاد العامة لهم الآخرة فقط    15 دقيقة قبل النوم تنجيك من عذاب القبر.. داوم عليها ولا تتركها    سفاح يثير الرعب في عدن: جرائم مروعة ودعوات للقبض عليه    يمكنك ترك هاتفك ومحفظتك على الطاولة.. شقيقة كريستيانو رونالدو تصف مدى الأمن والأمان في السعودية    خطوة قوية للبنك المركزي في عدن.. بتعاون مع دولة عربية شقيقة    غارسيا يتحدث عن مستقبله    انتقالي لحج يستعيد مقر اتحاد أدباء وكتاب الجنوب بعد إن كان مقتحما منذ حرب 2015    مياه الصرف الصحي تغرق شوارع مدينة القاعدة وتحذيرات من كارثة صحية    إبن وزير العدل سارق المنح الدراسية يعين في منصب رفيع بتليمن (وثائق)    كيف تسبب الحوثي بتحويل عمال اليمن إلى فقراء؟    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 34 ألفا و568 منذ 7 أكتوبر    المخا ستفوج لاول مرة بينما صنعاء تعتبر الثالثة لمطاري جدة والمدينة المنورة    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    اعتراف رسمي وتعويضات قد تصل للملايين.. وفيات و اصابة بالجلطات و أمراض خطيرة بعد لقاح كورونا !    عودة تفشي وباء الكوليرا في إب    القرءان املاء رباني لا عثماني... الفرق بين امرأة وامرأت    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بمناسبة ذكراه الثلاثين لتأسيسه .. الحزب الاشتراكي يتحدث عن اغتيالات المؤتمر
طالب بتصفية آثار الحرب ووضع نهاية للحروب الداخلية ومعالجة القضية الجنوبية بكل مفرداتها ..
نشر في مأرب برس يوم 15 - 10 - 2008

أكد البيان السياسي الصادر الحزب الإشتراكي اليمني بمناسبة مرور 30 عاما على انطلاقه والذي صادف يوم أمس الثلاثاء - أن المؤتمر الشعبي العام ظل يتمسك بأساليب العمل القديمة التي اعتادها، ولم يكن قادراً على التخلي عنها، الأمر الذي دفعه نحو تنظيم أع مال الاغتيالات السياسية ضد قيادات وأعضاء الحزب الاشتراكي اليمني، والتحالف مع الجماعات الإرهابية وتشجيع ودعم العنف، وبالتالي تعطيل آليات البحث عن الحلول الناجعة لمشكلات الدولة الجديدة، وصولاً إلى عسكرة الأزمة، واستخدام السلاح كأداة لتسوية الخلافات السياسية والفكرية.
ووصف الحزب الإشتراكي اليمني حرب صيف 49م بأنها حربا إجرامية بالمعايير الوطنية والاجتماعية والأخلاقية.
وقال: إن المعتدين فيها حشدوا كامل عدتهم من آلات القتل والدمار، واستثاروا كل نوازع التخلف الضاربة أطنابها في علاقات الثارات، وثقافة العنف والكراهية، وجندوا الموروثات الاجتماعية المتخلفة لشحذ نوازع القتل والنهب، وغطت تلك الحملة العسكرية بسحب كثيفة من الأكاذيب والإفتراءات والإدعاءات التي وصفها بالهمجية.
كما اتهم الحزب الإشتراكي اليمني المؤتمر الشعبي العام – شريك الوحدة - بالتبرم عن الممارسات الديمقراطية الجديدة منذ إعلان الوحدة اليمنية في عام 1990م.
وقال: إن المؤتمر الشعبي العام تراجع عن مضامين الديمقراطية في الإتفاقيات الوحدوية، وعجز عن تقبل الحلول الإبداعية للمشاكل التي طرحتها الوحدة، وخاصة فيما يتعلق ببناء دولة المؤسسات والقانون التي تستند إلى مؤسسات حديثة.
وأكد البيان أن الحزب الاشتراكي اليمني ليس وحده هو الذي مني بالهزيمة، بل ضُرب المشروع الوحدوي الديمقراطي في الصميم، وانقضت قوى التخلف على التشكيلات الجنينية لدولة القانون والمؤسسات، وانتهكت قيم الإخاء الوطني ومظاهر السلم الاجتماعي، ونُهبت المحافظات الجنوبية بأكملها، حيث أثبت المتفيّدون أنهم لم يفشلوا سياسياً فحسب، بل وأفلسوا أخلاقياً عندما كرسوا قيم الحروب البدائية في حرب تخاض نهاية القرن العشرين.
وقال الحزب الإشتراكي اليمني إن "سلطة 7 يوليو ضربت مئآت الأمثلة عن أن تلك الحرب حركتها مصالح النهب والفيد، وأهواء الاستئثار بالسلطة، وتحويل المشروع الوطني الديمقراطي الوحدوي إلى مشروع شخصي وعائلي".
مؤكدا أن السلطة الحالية رفضت كل الدعوات الموجهة إليها لتصفية آثار الحرب وتحقيق المصالحة الوطنية، وكرست عنجهية الغلبة، مبيحة الممتلكات العامة والخاصة في المحافظات الجنوبية للاسيلاء والنهب من قبل متنفيذها.
واتهم الحزب الإشتراكي اليمني السلطة الحالية بنهب المؤسسات الانتاجية العامة تحت غطاء الخصخصة "واستولى المتنفذون على أراضي الاستثمار والأراضي الزراعية، وجرى تصفية جهاز الدولة الجنوبية السابقة وتسريح موظفيها من المدنيين والعسكريين بصورة انتقامية مخالفة للقانون".
مشيرة إلى أن السلطة قامت حاولت إلغاء التاريخ السياسي للجنوب وطمس معالمه النضالية الوطنية، وتسفيه الخبرات الإدارية المكتسبة، وتحقير القيم الثقافية هناك دون اعتبار لكونها جزءاً من الموروث الحضاري للشعب اليمني، وإحياء الثأرات القبلية وإعادة فرض السلطات المشيخة المعادية للدولة بقوة السلطة ذاتها، وطرد عشرات الآلاف من عمال القطاع العام رجالاً ونساءً بدون حقوق وقطع أرزاقهم وابتزاز المثقفين والموظفين وإجبارهم على التخلي عن قناعاتهم، والتلفع بالنفاق والرياء، والإطاحة بالتقاليد المدنية التي سادت الجنوب وخاصة مدينة عدن، وإشاعة الفساد على نحو لم يسبق له مثيل على كامل الساحة اليمنية، وإعادة الممارسات القمعية الأمنية – حسب البيان.
وقال إن الحراك الجنوبي السلمي الرافض لنتائج حرب صيف 1994، وتعاظمه باضطراد ظاهرة كفاحية نبيلة، تنطوي على مرحلة جديدة من النهوض الشعبي العارم.
وطالب الحزب الإشتراكي اليمني بتصفية آثار الحرب ووضع نهاية حاسمة لنهج الحروب الداخلية ومعالجة القضية الجنوبية بكل مفرداتها، وتنفيذ حزمة كاملة من الاصلاحات السياسية والدستورية والاقتصادية، وتنفيذ مشروع وطني متكامل لبناء دولة القانون الحديثة، وتعزيز النهج الديمقراطي بإجراء إصلاحات انتخابية جادة تسمح بتحقيق التداول السلمي للسلطة، وإقامة شراكة وطنية حقيقية تحول دون أي نوع من الإستئثار الشخصي أو العائلي بالسلطة، ومحاربة الفساد وتصفية أوكاره، وتوجيه السياسات الاقتصادية نحو خدمة المصالح الحيوية لجماهير الشعب .
معتبرا إياها المدخل الحقيقي للإصلاح الشامل، وأن هذه هي القضايا الحيوية التي ينبغي أن تؤطر النضالات الشعبية على إمتداد الوطن كله في إطارها.
وأكد أن الحزب الاشتراكي اليمني لايزال مدعواً كما كان الحال في السابق لأن يحتل موقعه الحقيقي في قلب المعركة الوطنية ضد التخلف والاستبداد إلى جانب شركاء الحياة السياسية في اللقاء المشترك و القوى السياسية الوطنية الأخرى المناهضة لسلطة 7 يوليو.
ودعا أعضاء الحزب ونشطائه أن يجسدوا القيم السلوكية الرفيعة والسجايا الأخلاقية النبيلة التي رباهم عليها حزبهم، وأن يظلوا كما كانوا على الدوام مثالاً للإخلاص والتفاني وحب الشعب والارتباط العميق بقضاياه.
وأضاف البيان: باختصار لقد أطاحت سلطة 7 يوليو بالوحدة السلمية الطوعية وحولتها إلى ضرب من الضم والإلحاق، ووضعت البلاد كلها تحت نير التخلف الاجتماعي والإستبداد السياسي والإفلاس الأخلاقي، معيدة البلاد القهقرى إلى عهود كانت قد ولت.
واعتبر هذه الممارسات جولة في سياق المعركة الطويلة بين التقدم والتخلف، بين الحق والباطل.. مؤكدا بأن الجميع يشهد هذه الأيام علامات عديدة على اقتراب موعد رحيل سلطة القهر والغدر.
مأرب برس تنشر نص البيان السياسي في ذكرى مرور ثلاثين عاماً على قيام الحزب الاشتراكي اليمني
بسم الله الرحمن الرحيم
ايتها الاشتراكيات.. أيها الاشتراكيون في اليمن.. ياجماهير شعبنا اليمني العظيم بحلول يوم الثلاثاء 14 أكتوبر 2008 يكون الحزب الاشتراكي اليمني قد أكمل ثلاثين عاماً على قيامه في 14 أكتوبر 1978، وأنها لمناسبة وطنية كبرى حافلة بالجلال والعظمة، مفعمة بالمجد والشموخ، ومكللة بأزهى الاشراقات التاريخية للكفاح الوطني والاجتماعي للشعب اليمني، وبقدر ما تمثل الذكرى الثلاثين لقيام الحزب مناسبة عزيزة على أفئدة الاشتراكيات اليمنيات والاشتراكيين اليمنيين، فإنها تحظى بتقدير ملايين اليمنيين من الرجال والنساء، ممن خبروا في الحزب الا شتراكي اليمني نصيراً صلباً لهم، ومكافحاً لا تلين له قناة من أجل انتصار قضاياهم، وداعيةً حازماً لضمان حقوقهم، وتمكينهم من الفوز بشروط العيش الكريم والحياة اللائقة بانسانيتهم.
لقد تأسست الأحزاب والمنظمات التي تكون منها الحزب الاشتراكي اليمني فيما بعد على قاعدة التمسك بقيم الحرية والعدالة والتقدم، ومنذ أن ظهرت هذه الأحزاب والمنظمات الى الوجود منتصف ونهاية العقد الخامس والسنوات الأولى من العقد السادس من القرن الماضي، انخرطت من فورها في أتون الصراع المحتدم من أجل التحرر الوطني، في جنوب البلاد من الاستعمار البريطاني والكيانات العشائرية السلاطينية التابعة له، ومن أجل التخلص من الاستبداد الملكي لنظام بيت حميد الدين في شمال البلاد، ولم تحل ظروف الانقسام السياسي المفروضة آنذاك على اليمن بين هذه الأحزاب والمنظمات وبين أن تدمج في مجرى حركتها الكفاحيةبين التحرر الوطني والانعتاق السياسي والاجتماعي، وبالتالي استطاعت أن تكسب هذه الحركة أبعاداً وطنية وإنسانية شاملة، وأن تجعلها جزءا ً فعالاً وأساسياً من حركة النهوض القومي في المنطقة العربية وفي العالم، بما تحمله من أهداف التحرر من الا ستعمار الأجنبي، وبناء الدولة الوطنية المستقلة، السائرة على طريق التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تصب في خدمة شعوبها.
لقد وضع الاشتراكيون الاُول أنفسهم في الصفوف الأولى لقوى ثورة 26 سبتمبر 1962 في شمال اليمن، وخاضوا معارك الدفاع عن النظام الجمهوري الوليد سياسياً وعسكرياً ببسالة نادرة لايزال التاريخ يذكرها لهم بأنصع وأروع صفحاته، وفي طور من أطوار النهوض الوطني فجرت الجبهة القومية لتحر ير جنوب اليمن المحتل الثورة المسلحة من على قمم جبال ردفان الشماء في 14 أكتوبر 1963، واستطاعت في غضون أربع سنوات من الكفاح المجيد أن تجبر أعتى قوة استعمارية عالمية عرفها التاريخ من تفكيك قاعدتها العسكرية في عدن، والرحيل عن جنوب اليمن بدون شروط، والتسليم بحق شعبه في تقرير مصيره بحرية كاملة، وتحقيق استقلاله الناجز في 30 نوفمبر 1967.
إن استقلال جنوب الوطن وتوحيده وقيام دولة كاملة السيادة في ربوعه، تلتزم بثبات في صيانة حقوق المواطنة المتساوية لأبنائها وتكرس سياساتها وتوجهاتها في خدمة القطاعات العريضة من جماهير الشعب، وتثابر على انجاز مهام البناء الد اخلي التقدمي، قد شكل نموذجاً ملهماً للقوى الوطنية الديمقراطية في شمال الوطن، وعزز خياراتها في مواصلة النضال من أجل استعادة المضامين الوطنية والديمقراطية لثورة 26 سبتمبر 1962، وإكساب نظامها الجمهوري المحتوى المجسد لإرادة ومصالح جماهير الشعب، ووضع سياساته وتوجهاته على نحو كامل في خدمة القضايا الوطنية والاجتماعية لجماهير الشعب.
إن التكامل النضالي للنظام الوطني في جنوب الوطن والحركة الوطنية الديمقراطية في شماله قد أفضى إلى توحيد المجرى الموضوعي لحركة التطور على كامل الساحة اليمنية، دافعاً بالمشاريع الصغيرة التي تجسد مرحلة ماقبل الدولة وماقبل الوطن نحو النكوص والتمرغ في وحل الهزيمة، وغدا المشروع الوطني الديمقراطي، هو مشروع المستقبل الذي يستقطب موافقة وتأييد قطاعات شعبية واجتماعية واسعة وجدت في الآفاق الموحدة لثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر تعبيراً عن أهدافها ومصالحها الحيوية.
وعلى قاعدة المشروع الوطني الديمقراطي اليمني بما ينطوي عليه من آفاق تقدمية قرر التنظيم السياسي الموحد الجبهة القومية الحاكم في الجنوب والأحزاب الوطنية الديمقراطية الخمسة المعارضة في الشمال، الارتقاء بوحدة نضالها وأهدافها إلى مستوى أعلى يجسد وحدة أداة الثورة اليمنية والشروع في إنجاز مهام برنامج واحد لتغيير اليمن وتطويره.
وعندما نضجت هذه القناعات، كان التاريخ النضالي للشعب اليمني علي موعد مع لحظة استثنائية ناصعة أعلن فيها عن قيام الحزب الاشتراكي اليمني، كأداة موحدة للثورة اليمنية وكحامل سياسي للمشروع الوحدوي الديمقراطي اليمني قبل اثنى عشر عاماً من إعلان الوحدة ذاتها.
لقد ورث الحزب الاشتراكي اليمني عن الأحزاب والمنظمات المكونة له تقاليدها النضالية وتوجهاتها الوطنية الديمقراطية، وهويتها الاجتماعية الضاربة أطنابها في أوسع الفئات والشرائح التي يتكون منها المجتمع اليمني على إمتداد الساحة اليمنية كلها، وواصل التزامها بقيم الحرية والعدالة والتقدم، لقد أناط الحزب الاشتراكي اليمني بنفسه مسؤولية انجاز مهام الانبعاث الوطني، وسعى لإيجاد أوسع التحالفات الاجتماعية والشعبية لإنجاز هذه المهام، وخلال مسيرته السياسية خارج الحكم وداخله اجترح مآثر وطنية كبرى وحقق نجاحات منقطعة النظير.
إن انتزاع الا ستقلال الوطني في 30 نوفمبر 1967، وانتصار الدفاع عن صنعاء في معركة السبعين يوماً أواخر 1967، ومطلع 1968، يسجلان مجداً وطنياً رائعاً كان مناضلو الحزب وقادته وكوادره في طليعة هذه الأمجاد، وكان مناضلو الحزب قادة هذا الكفاح وصناعه وفي معمعمة المعارك الوطنية الكبرى قدم الحزب قافلة طويلة من ألمع قادته وأصلب أعضائه ثمناً مجزياً لطرد الاستعمار والإطاحة بالإستبداد، ونيل حرية الوطن بجدارة التضحيات وجلال الاستشهاد، فهو حزب المناضلين والشهداء بدون منازع.
غير أن المأثرة الكبرى للحزب الاشتراكي اليمني تجسدت في المكاسب والانجازات التي شهدتها مرحلة البناء الداخلي بعد طرد الاستعمار وركائزه المحلية من جنوب الوطن، حيث وحد 22 سلطنة وإمارة ومشيخة في دولة وطنية واحدة، يسودها القانون وتصان في ربوعها حقوق المواطنة المتساوية، وفي ظل الدولة الجديدة نُبذت كل أشكال التمييز الاجتماعية والعنصرية والقبلية، واستعاد الفقراء والمظلومون شعورهم بكرامتهم وإنسانيتهم، ورفع نير الاحتقار والتعالي عن الفئات المهمشة، وأطبقت معايير صارمة لضمان التساوي في الحقوق السياسية والاقتصادية والثقافية لجميع المواطنين، ولأول مرة في منطقة الجزيرة العربية تلتزم الدولة بحماية المرأة وضمان حقوقها وتوفير الشروط الضرورية لتوسيع مشاركتها في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية على قدم المساواة مع أخيها الرجل، وتحريم الممارسات الإستعبادية وأعمال الدعارة، وكل أشكال المعاملة المهينة التي كا نت من نصيب النساء.
لقد شيد الحزب الاشتراكي اليمني تجربة رائدة هي الأولى من نوعها في المنطقة العربية، تجلت معالمها الرئيسية في توفير التعليم المجاني والتطبيب المجاني لكل فئات السكان وتوطيد الأمن العام والاستقرار المعيشي ولأول مرة تنجح دولة عربية في اجتثاث الأمية بصورة كاملة، لقد نفذت دولة الاستقلال التزاماتها بصرامة في حماية السيادة الوطنية، وتوفير العمل لكل القادرين عليه من الرجال والنساء، وأوصلت التعليم إلى كل مناطق البلاد ووفرت رعاية عالية للفنون والثقافة، وأتاحت حق التمتع بها لكل فئات السكان، وقلصت الفوارق الاجتماعية إلى أضيق نطاق، ويفخر الحزب الاشتراكي اليمني بأنه بنا جهاز دولة حديثة يتمتع بالكفاءة والنزاهة معاً، ولم يسمح للفساد المالي ولأداري باختراق هذا الجهاز، مطبقاً معايير صارمة في الرقابة والمحاسبة، وضمان تكافوء الفرص، وتوطيد معاني الانتماء الوطني والوطنية الحقة.
وكانت دولة الاستقلال في جنوب الوطن سنداً قوياً للقضايا العربية العادلة وداعماً مهماً لقوى الثورة الفلسطينية، ومناهضته للسياسات العدوانية وكل ما يهدد سلام واستقرار العالم، وقد حظي دورها على الصعيدين العربي والدولي باهتمام يفوق امكانياتها المادية، وهو الدور الذي كان ينبع من التزام مبدئي بالقضايا القومية والإنسانية العادلة.
إن الحزب الاشتراكي اليمني، وهو يقود هذه التجربة ظل يسترشد بالأماني والتطلعات العظيمة للشعب، والتي من أجلها قامت ثورة 14 أكتوبر، وبذل الشهداء أرواحهم، وتكبد المناضلون المشقة والعناء وانطلاقاً من التزامه الراسخ بقضايا الشعب وحقه في القضاء على ظروف التخلف وإنجاز التحولات الاقتصادية والاجتماعية، ووضعها في خدمة المصالح الحيوية للغالبية العظمى من الشعب لم يتوقف الحزب الاشتراكي اليمني عن تقييم السياسات والتوجهات التي رسمها ونفذها، وكان يعيد النظر فيها بين وقت وآخر في ضوء ما ينجم عنها من آثار ونتائج، وقد أفضت هذه المراجعات إلى تصحيح العديد من السياسات والإجراءات، والاعتراف بالأخطاء وانتقادها علناً، والبحث عن بدائل أخرى ترشحها المصالح والحاجات الحيوية للشعب، باعتباره هدف التنمية ووسيلتها، لقد أدت هذه المراجعات المسؤولة إلى إحداث نقلة نوعية في التفكير وفي الممارسة، فيما عرف بمرحلة التجديد النظري والتطبيقي، التي انتقل إليها الحزب بعد أحداث 13 يناير1986 المأساوية، ورداً على أسئلة وإستخلاصات التقييم لتلك المرحلة أدخل الحزب تعديلات جوهرية عميقة على أولوياته وتوجهاته البرنامجية.. معززاً الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية التي بدأ بتنفيذها بإحداث الإصلاح السياسي الأكبر، المتمثل بإعلان مشروعية التعددية الحزبية والسياسية والاعتراف بالآخر، وحرية الصحافة، وطرح الديمقراطية كمنهج لإدارة الدولة والمجتمع، ووسيلة لمعالجة الصراعات، بما يمكن أن تقود إليه من تعايش وتوازن المصالح، وتحقيق التداول السلمي للسلطة.
لقد قادت عملية التجديد النظري والتطبيقي إلى طرح مهمة تحقيق الوحدة اليمنية كأولوية وطنية وسياسية، ومن أجل أن يغدو تحقيقها واقعاً ملموساً طرح الحزب الاشتراكي اليمني تصوراً إبداعياً لمضامين المشروع الوحدوي، يقوم على الجمع بين القواسم المشتركة لتجربتي الشطرين، واعتماد الممارسات الديمقراطية كنظام شامل لإدارة البلد، ومعالجة آثار الصراعات السياسية للفترة السابقة، وإلغاء السياسات الاقصائية، والأجهزة المكلفة بممارسة القمع السياسي الداخلي، ووفقاً لمفردات المشروع الوحدوي الديمقراطي شهدت الساحة اليمنية ازدهاراً هائلاً لحرية الصحافة وحق التعبير بأشكاله المختلفة، ونشوء حراك حزبي وسياسي متعاظم شكلت جميعها ملامح حقيقية لربيع الديمقراطية في اليمن خلال أعوام 90-1994. وفيما كانت القوى السياسية والاجتماعية اليمنية تقبل بنهم كبير على ممارسة حقوقها الديمقراطية كان الشريك الآخر في إعلان الوحدة يتبرم من الممارسات الديمقراطية الجديدة، ويظهر تراجعه عن المضامين الديمقراطية في الإتفاقيات الوحدوية، وعجزه عن تقبل الحلول الإبداعية للمشاكل التي طرحتها الوحدة، وخاصة فيما يتعلق ببناء دولة للمؤسسات والقانون تستند إلى مؤسسات حديثة، وظل هذا الشريك يتمسك بأساليب العمل القديمة التي اعتادها، ولم يكن قادراً على التخلي عنها، الأمر الذي دفعه نحو تنظيم أعمال الاغتيالات السياسية ضد قيادات وأعضاء الحزب الاشتراكي اليمني، والتحالف مع الجماعات الإرها بية وتشجيع ودعم العنف، وبالتالي تعطيل آليات البحث عن الحلول الناجعة لمشكلات الدولة الجديدة، وصولاً إلى عسكرة الأزمة، واستخدام السلاح كأداة لتسوية الخلافات السياسية و الفكرية، وبدون أي اعتبار لقيم الإخاء الوطني، وعدم الإكتراث بما تحتاجه الوحدة من رعاية وصيانة شن الشريك الآخر في الوحدة حرب صيف 1994، متخذاً من ساحة الشطر الجنوبي ساحة لها، ومنزلاً أعنف ضربات التنكيل بالحزب الاشتراكي اليمني الشريك في الوحدة. لقد كانت حرب صيف 1994 حرباً إجرامية بالمعايير الوطنية والاجتماعية والأخلاقية، وفيها حشد المعتدون كامل عدتهم من آلات القتل والدمار، واستثاروا كل نوازع التخلف الضاربة أطنابها في علاقات الثارات، وثقافة العنف والكراهية، وجندوا الموروثات الاجتماعية المتخلفة لشحذ نوازع القتل والنهب، وغطيت تلك الحملة العسكرية البشعة بسحب كثيفة من الأكاذيب والإفتراءات والإدعاءات الهمجية، لقد حشدوا تاريخ التخلف كله ضد حاضر اليمنيين ومستقبلهم، ولم يكن الحزب الاشتراكي اليمني وحده هو الذي مني بالهزيمة، لقد ضُرب المشروع الوحدوي الديمقراطي في الصميم، وانقضت قوى التخلف على التشكيلات الجنينية لدولة القانون والمؤسسات، وانتهكت قيم الإخاء الوطني ومظاهر السلم الاجتماعي، ونُهبت المحافظات الجنوبية بأكملها، حيث أثبت المتفيّدون أنهم لم يفشلوا سياسياً فحسب، بل وأفلسوا أخلاقياً عندما كرسوا قيم الحروب البدائية في حرب تخاض نهاية القرن العشرين. وخلافاً لما تدعيه سلطة 7 يوليو عن حماية الوحدة، فإنها قد ضربت مئآت الأمثلة عن أن تلك الحرب حر كتها مصالح النهب والفيد، وأهواء الاستئثار بالسلطة، وتحويل المشروع الوطني الديمقراطي الوحدوي إلى مشروع شخصي وعائلي، وعلى نحو فائق الدلالة رفضت سلطة 7يوليو كل الدعوات الموجهة إليها لتصفية آثار الحرب وتحقيق المصالحة الوطنية، وهبت تكرس بكل قوتها عنجهية الغلبة، مبيحة الممتلكات العامة والخاصة في المحافظات الجنوبية للأسيلاء والنهب من قبل متنفيذها، حيث نهبت المؤسسات الانتاجية العامة تحت غطاء الخصخصة، واستولى المتنفذون على أراضي الاستثمار والأراضي الزراعية، وجرى تصفية جهاز الدولة الجنوبية السابقة وتسريح موظفيها من المدنيين والعسكريين بصورة انتقامية مخالفة للقانون، ومحاولة الغاء التاريخ السياسي للجنوب وطمس معالمه النضالية الوطنية، وتسفيه الخبرات الإدارية المكتسبة، وتحقير القيم الثقافية هناك دون اعتبار لكونها جزءاً من الموروث الحضاري للشعب اليمني، وإحياء الثأرات القبلية وإعادة فرض السلطات المشيخة المعادية للدولة بقوة السلطة ذاتها، وطرد عشرات الآلاف من عمال القطاع العام رجالاً ونساءً بدون حقوق وقطع أرزاقهم وابتزاز المثقفين والموظفين وإجبارهم على التخلي عن قناعاتهم، والتلفع بالنفاق والرياء، والإطاحة بالتقاليد المدنية التي سادت الجنوب وخاصة مدينة عدن، وإشاعة الفساد على نحو لم يسبق له مثيل على كامل الساحة اليمنية، وإعادة الممارسات القمعية الأمنية. وباختصار لقد أطاحت سلطة 7 يوليو بالوحدة السلمية الطوعية وحولتها إلى ضرب من الضم والإلحاق، ووضعت البلاد كلها تحت نير التخلف الاجتماعي والإستبداد السياسي والإفلاس الأخلاقي، معيدة البلاد القهقرى إلى عهود كانت قد ولت، أو هكذا كنا نعتقد. وماذا بعد؟ أيتها الاشتراكيات.. أيها الاشتراكيون ياجماهير شعبنا اليمني العظيم إن هزيمة المشروع الوحدوي الديمقراطي الحداثي في 7 يوليو 1994ليس نهاية التاريخ، وإنما هي جولة في سياق المعركة الطويلة بين التقدم والتخلف، بين الحق والباطل، ولاريب أن الجميع يشهد هذه الأيام علامات عديدة على اقتراب موعد رحيل سلطة القهر والغدر، إذ يمثل الحراك الجنوبي السلمي الرافض لنتائج حرب صيف 1994، وتعاظمه باضطراد ظاهرة كفاحية نبيلة، تنطوي على مرحلة جديدة من النهوض الشعبي العارم. إن تصفية آثار الحرب ووضع نهاية حاسمة لنهج الحروب الداخلية ومعالجة القضية الجنوبية بكل مفرداتها كمدخل للاصلاح الوطني الشامل وتنفيذ حزمة كاملة من الاصلاحات السياسية والدستورية والاقتصادية، وتنفيذ مشروع وطني متكامل لبناء دولة القانون الحديثة، وتعزيز النهج الديمقراطي بإجراء اصلاحات انتخابية جادة تسمح بتحقيق التداول السلمي للسلطة، وإقامة شراكة وطنية حقيقية تحول دون أي نوع من الإستئثار الشخصي أو العائلي بالسلطة، ومحاربة الفساد وتصفية أوكاره، وتوجيه السياسات الاقتصادية نحو خدمة المصالح الحيوية لجماهير الشعب ..الخ هي القضايا الحيوية التي ينبغي أن تؤطر النضالات الشعبية على إمتداد الوطن كله. إن الحزب الاشتراكي اليمني لايزال مدعواً كما كان الحال في السابق لأن يحتل موقعه الحقيقي في قلب المعركة الوطنية ضد التخلف والإستبداد إلى جانب شركاء الحياة السياسية في اللقاء المشترك و القوى السياسية الوطنية الأخرى المنا هضة لسلطة 7 يوليو، وفي معمعمة هذه المعركة على أعضاء الحزب ونشطائه أن يجسدوا القيم السلوكية الرفيعة والسجايا الأخلاقية النبيلة التي رباهم عليها حزبهم، وأن يظلوا كما كانوا على الدوام مثالاً للإخلاص والتفاني وحب الشعب والارتباط العميق بقضاياه. إن الذكرى الثلاثين لقيام الحزب الاشتراكي اليمني لهي منا سبة عزيزة على أفئدة الاشتراكيات والاشتراكيين وعلى وجدان الوطنيين عموماً، فلتكن احتفالاتنا بهذه المناسبة فرصة لإنطلاق المبادرات الكفاحية الشخصية والاجتماعية، ولحظة للتأمل الواعي بظروف المرحلة وبمهامها، وإبتداع الأشكال والأساليب النضالية الجديدة. أيتها الاشتراكيات.. أيها الاشتراكيون إننا على مفترق طرق، وتلك هي صورة اليمن الجديد الديمقراطي والمتآخي تلوح في الأفق إن مستقبلنا يبدأ الآن.
صادر عن: اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني
صنعاء - 2008/10/13


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.