قال متحدث باسم الرئاسة الافغانية امس ان أفغانستان تفتح صفحة جديدة في العلاقات مع الولاياتالمتحدة في الوقت الذي أمر فيه الرئيس الامريكي باراك أوباما بارسال 17 ألف جندي اضافي للمساعدة في محاربة متمردي حركة طالبان. وفي أول قرار عسكري رئيسي له بصفته القائد الاعلى للقوات المسلحة قال أوباما ان زيادة القوات "لازمة لتحقيق الاستقرار في أفغانستان التي تشهد وضعا متدهورا" ولكنه حذر قائلا ان الوسائل العسكرية وحدها لن تحل المشكلة. وتحدث أوباما مع الرئيس الافغاني حامد كرزاي أثناء الليل لاول مرة منذ تولي الرئيس الامريكي مهام منصبه من نحو شهر. وتوترت العلاقات بين كابولوواشنطن منذ تنصيب أوباما مع تساؤل الادارة الامريكية الجديدة بشأن قدرة كرزاي على الحكم بفاعلية ورد الرئيس الافغاني بانتقاد مقتل مدنيين على أيدي قوات أجنبية. ولكن بعد مكالمة هاتفية جرت أثناء الليل قال المتحدث باسم كرزاي "فتحنا صفحة جديدة." واستطرد "تحدث السيد أوباما مع الرئيس عن مختلف القضايا وبينها خطوات لتحسين الامن في المنطقة والمعدات وتدريب الجيش الوطني وتعزيز العلاقات الثنائية كما نوقشت أيضا زيادة القوات." والقوات الاضافية ستزيد عدد القوات الامريكية في أفغانستان الى نحو 55 ألف جندي اضافة الى 30 ألف جندي من 40 دولة أخرى معظمها من الدول الاعضاء بحلف شمال الاطلسي التي تعمل بالفعل في أفغانستان. وستحث الولاياتالمتحدة حلفاءها أيضا على ارسال المزيد من القوات في اجتماع لوزراء دفاع الدول الاعضاء بحلف الاطلسي في بولندا الاسبوع الحالي الا أن الكثير من الدول الاوروبية تعزف عن ارسال قوات من جراء المعارضة الداخلية لهذه الحرب. ولكن دبلوماسيين من حلف الاطلسي يقولون انه قد تكون هناك حاجة لما يصل الى عشرة الاف جندي اضافي ما يصل الى ثلاثة الاف منهم من أوروبا كتعزيز قصير الامد لتأمين الانتخابات المقررة في 20 أغسطس. ولكن بعض المحللين يشككون في حكمة ارسال المزيد من القوات ويقولون ان تواجدا أكبر للقوات الاجنبية يواجه خطر النظر اليه على أنه قوة احتلال. ويقول اخرون ان نشر قوة أكبر ليس ضروريا لتحقيق هدف واشنطن الرئيسي في أفغانستان وهو الحيلولة دون استخدام تنظيم القاعدة للبلاد كمقر له. وسترسل معظم القوات الامريكية الجديدة وتتضمن نحو ثمانية الاف من مشاة البحرية وأربعة الاف جندي الى جنوبأفغانستان. ولكن نتائج استطلاعات الرأي تشير الى أن القوات الدولية أصبحت لا تحظى بشعبية بشكل متزايد في أفغانستان والسبب الرئيسي في الاستياء هو مقتل مدنيين أفغان في غارات جوية تشنها الولاياتالمتحدة وحلف شمال الاطلسي. وذكرت الاممالمتحدة أمس الثلاثاء أن أكثر من 2100 مدني قتلوا في أفغانستان العام الماضي بزيادة نسبتها 40 بالمئة عن عدد القتلى المدنيين في عام 2007 وربع الضحايا المدنيين لقوا حتفهم نتيجة غارات جوية شنتها القوات بقيادة الولاياتالمتحدة وحلف شمال الاطلسي. وأقر مسؤولون أمريكيون بأن واشنطن وحلفاءها لا يكسبون الحرب في أفغانستان رغم مرور أكثر من سبع سنوات على الاطاحة بحكومة حركة طالبان لتوفيرها ملاذا لزعماء تنظيم القاعدة المسؤولين عن هجمات 11 سبتمبر عام 2001 على الولاياتالمتحدة. وقال أوباما ان أفغانستان "لم تحظ بالاهتمام الاستراتيجي والتوجيه والموارد التي تحتاج اليها بشدة." وتعهد باستخدام الدبلوماسية أيضا والتنمية للمساعدة في انهاء تمرد طالبان.