سواء أعلن الرئيس اليمني علي عبدالله صالح مفاجأته الثانية بالتراجع عن مفاجأته الأولى التي أعلن عنها في 17 "يوليو" الماضي بعدم الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة المقررة في "سبتمبر" القادم، وأعلن عزمه خوض الانتخابات أم استمر على موقفه الرافض التراجع إلى هذه اللحظة "على الأقل" فان مرشحات الرئاسة اليمنية الثلاث سيخضن الانتخابات الرئاسية ضده أو ضد غيره عكس العديد من المرشحين الذين أعلنوا ترشحهم للانتخابات الرئاسية مشترطين عدم خوض الرئيس صالح لها لأنه الأقدر والأكفأ لها منهم "حد تعبير البعض" ولأنه يملك القوة العسكرية والنفوذ السياسي "حد تعبير البعض الآخر. مرشحات الرئاسة اليمنية الثلاث اللائي أعلن عزمهن التقدم في "يوليو" القادم إلى الجهات المعنية بطلب الترشيح واستلام الوثائق الرسمية لذلك وطلب التزكية المطلوبة من نسبة 5% من أعضاء مجلسي الشورى والنواب الذين سيحضرون تلك الجلسة وهن بحسب إعلانهن الزمني الباحثة والناشطة الحقوقية وصاحبة مؤسسة ( N.G.A ) للتعريف باليمن في العاصمة الفرنسية باريس سمية على رجاء وهي ابنة دبلوماسي سابق ، وعملت في السلك الدبلوماسي كإعلامية في عدد من دول أوربا، واستقرت لفترة طويلة في باريس ، والثانية الكاتبة المعروفة رشيدة القيلي التي كانت منتمية تنظيميا إلى التجمع اليمني للإصلاح "الإسلامي" ثم آثرت أن تكون مستقلة من منطلق قناعتها "حد تعبيرها" لأن تلك القيود والتحزبات والانتماءات التنظيمية تحد كثيرا من حرية الكاتب والمثقف ، وتعتبر نفسها إسلامية مستقلة مستنيرة تؤمن بان الإسلام هو الحل لانتشال الأمة من وضعها السيئ، وترى بأن الجهاد والمقاومة هو الأسلوب الأمثل لتحرير أوطان المسلمين من المحتلين. أما المرشحة الثالثة فهي الفنانة والممثلة والمخرجة والمذيعة اليمنية المعروفة ذكرى احمد علي التي أعلنت ترشيحها من اجل المرأة اليمنية لتثبت جدارتها في احتلال مثل هذا المنصب الرفيع ، مشيرة إلى تاريخ اليمن حافل بنساء حكمن البلاد. رئيسة تقدمية متحررة ومن خلال جولة سريعة في أسماء مرشحات الرئاسة اليمنية يلاحظ عدم وجود توافق فكري بينهن ، حيث تعمل الأولى سمية علي رجاء المولودة في محافظة تعز قبل 51 عاماً في عائلة تقدمية متحررة ، والتي أعلنت ترشيحها في الخامس من كانون الأول (ديسمبر) الماضي في مجال الدبلوماسية الإعلامية وتعيش حالياً في فرنسا ويمكن إطلاق تسمية "المتغربة" عليها نسبة إلى أنها تؤمن بالتحرر وتقليد الغرب في نظام حياتها بدءاً بلكنتها وحديثها الذي تستخدم فيه الكثير من المصطلحات الانجليزية والفرنسية وانتهاء بلباسها الذي لا تبالي إن كان ساتراً للرأس أو حاسراً عنه أو ساتراً للساق أم كاشفاً عنه ولا تأبه لتطبيق التقاليد اليمنية القديمة في ملبسها أو مأكلها أو طريقة حديثها وتعاملها مع الناس فهي متحررة ولها العديد من الآراء التي لا تنسجم مع البيئة اليمنية "المحافظة" حيث يجب على النساء في اليمن لبس "الشرشف" الأسود وهو رداء يغطيهن من أعلى الرأس إلى أسفل القدمين، إضافة إلى النقاب الذي يغطي وجههن ما عدا العينين ، وستعمل على تطبيق تلك الآراء على ارض الواقع في حال حالفها الحظ ونالت أملها في حكم اليمن. تقول سمية رجاء أنها ترشحت عن كل النساء اليمنيات ، متكئة على تاريخها التقدمي "كنا أول النساء اليمنيات العصريات اللواتي بدأن يخرجن من دون الشرشف" في إشارة إليها والى شقيقاتها الثلاث ، و"ذهبت للدراسة الجامعية في الولاياتالمتحدة الأميركية عدت بعدها إلى اليمن لأعمل في التلفزيون اليمني قبل أن أعود للإقامة شبه الدائمة في فرنسا اثر زواجي من فرنسي" الذي رزقت منه بطفلين ثم طلقت منه وعادت مؤخراً إلى اليمن لبدء حملتها الانتخابية. رئيسة إسلامية ويأتي على النقيض من ذلك المرشحة الثانية رشيدة القيلي التي لها العديد من الآراء الدينية المتشددة وهي قناعاتها وتطالب من الغير "خصوصاً الرجال" احترامها لاسيما وهي قناعات ذات منطلقات دينية بحتة ، مشيرة إلى أنها ستعمل في حال حالفها الحظ وانتخبت رئيسة لليمن على إهداء المرأة إنسانيتها التي اقرها الشرع وعضدها القانون على مستوى مثالي ، لان الكثير من الممارسات السياسية والاجتماعية في اليمن بعيدة عن مقاصد التشريعات الإسلامية سواء في حق الرجل أو حق المرأة ، فشعبي برجاله ونسائه بحاجة إلى أن نعيد إليه ذاته المفقودة ، وسأتعامل مع الرجال التعامل الشرعي من موقعي كحاكمة ومن خصوصيتي كامرأة ، فمثلا أنا مؤمنة بحرمة مصافحة غير المحارم وعلى الرجال أن يحترموا قناعتي الشرعية دون النظر إلى الاعتذار عن المصافحة كأنها إهانة مقصودة لحقت بهم. وحول تشخيصها لمشكلة اليمن الحقيقية التي ستعمل على حلها بعد انتخابها قالت القيلي "جوابي يتضمنه حديث الرسول صلى الله عليه وسلم صنفان من الناس إذا صلحا صلح الناس وإذا فسدا فسد الناس : العلماء والأمراء!". وعلى عكس الانبهار الذي تبديه المرشحة الأولى سمية رجاء بالغرب ومحاولة تقليدهم والتعاون معهم تؤكد القيلي أنها ستصدر أول قراراتها بعد أدائها اليمين الدستورية بإعادة النظر في العلاقات مع أمريكا من اجل تنقيتها من جميع الشوائب الضارة بسيادة الدين والبلاد، والتخلص من كل مظاهر التبعية الذليلة!!. رئيسة اليمن فنانة أما المرشحة الثالثة وهي الفنانة ذكرى احمد علي فهي مخرجة وممثلة ومذيعة ولديها ميول فنية أكثر منها سياسية ، ولذلك لم تدل بأي تصريحات صحافية أو مقابلات ولم تدل بأي معلومات عن برنامجها الانتخابي أو دافعها للترشيح وهل ستستمر أم لا.