انتظرت سمية علي رجاء حتى نهاية مؤتمر للنساء العربيات الناشطات ثم رمت قنبلتها السياسية لقد وقفت وأعلنت ترشيح نفسها لرئاسة الجمهورية في انتخابات سبتمبر القادم. وكانت بذلك تقوم بتطبيق شعار المؤتمر "من أقوال إلى أفعال." فكرت أن هذه الفرصة لن تكرر أنها فرصة نموذجية للمشاركة في بناء بلدنا" وأضافت "إن النساء لسن فقط اللاتي يلدن الرؤساء، بل هن أيضا العاملات و المزارعات والمعلمات فلم لا يكون أيضا رئيسات" سميه علي رجاء هي أول امرأة مرشحة للرئاسة في هذا البلد المحافظ والقبلي في الطرف الجنوب غربي من الجزيرة العربية. واليمن هي احدى افقر البلدان في العالم وتنتشر فيها الأمية واشتهرت بخطف الأجانب، إنها بلد تفتخر الجمعية الوطنيه للبندقيه (جمعيه المدافعين عن حق المواطنين في حمل السلاح في أمريكا) بالانتماء إليها - ففيها 60 مليون قطعة سلاح اي ثلاث قطع لكل رجل، امراه او طفل. كما انها بلد القرى المبنية على رؤوس الجبال بمعمار مذهل الجمال، منازل مبنية بالحجر ومزينة بالقص الابيض كآنها خرجت للتو من عالم الاساطير. في اكتوبر 2000 هاجمت القاعدة المدمرة الامريكية كول في ميناء عدن وقتل 17 بحارا امريكيا، ومنذ ذلك الوقت ثم بعد هجمات 11 سبتمبر آبت اليمن برئاسة الرئيس المخضرم علي عبد الله صالح حليفا مخلصا للولايات المتحدة. وفي الوقت الذي اصبحت فيه الديمقراطية مرتكزا للسياسة الخارجية الامريكية ، يفتخر اليمنيون بديمقراطيتهم الناشئة ولكن الاغلبية يطالبون بالمزيد من الاصلاحات، وذلك في وقت تفلس فيه البنوك المحلية وتنكشف الفضائح المالية الواحدة تلو الاخرى. معظم النقاشات سرعان ما ترتكز على موضوع الفساد.، قال روبرت بوروز الخبير في شؤون اليمن ومؤلف الفصل الخاص باليمن في كتابه "مكافحة الارهاب في القرن الافريقي": "الاختلاس والرشوة وباقي اشكال سرقة" المال العام مستشرية في كل مستويات هرم النظام الابوي الشديد التراتبية. الى هذا الخصم دخلت سمية علي رجاء. ابنة الرجل ذو الرؤية سمية ذات العينين العسليتين ، تتصرف باناقة وثقة تستمدها من ثقافتها المتنوعة، فهي تتكلم بالاضافة الى لغتها الاصلية العربية، اللغتين الانجليزية والفرنسية بطلاقه. وقد درست في اليمن وامريكا. لذلك هي ترى انها قادرة على كشف الفساد المستشري في مؤسسات البلاد. نحن بحاجة الى ان نعمل شيئا من آجل هذه البلد من اجل اولادنا وبناتنا، قالت سمية" لا يمكن ادارة الرئاسة والقضاء والبرلمان ككتلة واحدة" الاستشاري السياسي عبد الغني الارياني قال انه انضم الى حملة سمية علي رجاء "لآهمية هذه الحملة في كسر الحواجز وتحدي بعض التقاليد البالية التى تقف عقبة في طريق التطور الاقتصادي، السياسي والاجتماعي اليمنيات اللاتي خرجن بدون حجاب تقليدي (الشرشف) "كان والدي ذا بعد نظر عندما سمح لنا بتحدي الشرشف" لا زال الفصل بين الرجال والنساء شائع في اليمن خاصة في المدن الكبيرة، ونسبة اللاتي يقران ويكتبن اقل من 30٪ . وجرت العادة ان تجمع النساء في الاعراس والحفلات بمعزل عن الرجال. وترى النساء يمرقن في شوارع صنعاء القديمة وهن مغطايات بالعباءة السوداء الى الكاحلين و وجوههن. بل احيانا اعينهن مغطاه بالنقاب. ويتردد بين العامة أن عدد النساء اللاتي يخرجن بدون حجاب لا يتجاوزن دزينة. قالت الناشطة في حقوق الإنسان أمل الباشا "هناك عالمين في كل شيء، في حياتنا الاجتماعية وفي حياتنا العملية". وتقول ان سبب ذلك هو الخطاب المتشدد لبعض الإسلاميين. الحديث النبوي يحض كل مسلم على تعلم السباحة والرماية وركوب الخيل. وابا سمية كان يؤمن ان هذا ينطبق على كل بناته كما ينطبق على أبنائه. وعندما كان يتقدم اي احد لطلب ايدي احداهن كان يشترط ان تعلن عن رضاها صراحة. وجه اليمن: في سن الرابعة عشر تبعت سمية اختيها لاكمال الدراسة الثانوية في الولاياتالمتحدة ثم التحقت بجامعة ساوث وست مزوري الحكومية لدراسة العلوم السياسية ثم انتقلت الى جامعة كنساس لدراسة الصحافة التلفزيونية، قالت سمية: كان والدي يقول دائما " انت وجه اليمن وسلوكك حسنا او سيئا يمثل اليمن" وفي اواخر السبعينات كانت سمية واختها جميلة ذات الشخصية القوية والعيون السوداء، من اوائل المذيعات في التلفزيون اليمني. بطلتان - متعلمتان، وكانتا تتمتعان باعجاب وحب النساء المحافظات في صنعاء القديمة. قالت شيلا كارابيكوالخبيرة في شؤون اليمن واستاذة العلوم السياسية في جامعة ريتشموند: انتقلت سمية علي رجاء الى انجلترا للعمل كاستشارية في هيئة الاذاعة البريطانية والقناة الرابعة. ثم بعد ذلك عاشت في باريس حيث كانت تربي طفليها وتدير المنتدى اليمني الفرنسي الذي انشاته بعد احداث 11 سبتمبر لانها "كآم لطفلين يمنيين اريد ان اعرف باليمنيين في فرنسا." ونتيجة مقبلتها للمثقفين والسياسيين اليمنيين الذين يمرون عبر باريس ظلت سمية تتابع شؤون اليمن ومشاكلها. وعند طلاقها، قررت العودة إلى اليمن ثم بعد ذلك اتخذت الخطوة التاريخية بإعلان نفسها أول امرأة تترشح للرئاسة في اليمن. سمية مستقلة حقا سواء بالمعنى السياسي او الشخصي. انها واخواتها كن رائدات في التعليم وفي العمل "قال الارياني" مستشارها السياسي "ولديها العزيمة في تحدي الحواجز من اجل نفسها ومن اجل اخواتها وابنتها وجميع بنات شعبها" خطوة جريئة: في شبام، البلدة التي تشتهر بسوقها المزدحم والكهوف المحفورة في الجبل الذي يظللها، تبحث سمية عن مطعم تملكه امرأة حيث جلسن على مجلس عربي لأكل السلته وتحدثت عن رؤيتها لليمن. قبل ان تفتتح اليمن ابوابها للعالم في الستينات، لم تكن القمامة معروفة في اليمن .كان السكر من المواد القليلة المستوردة "وتشير إلى" البناء التقليدي للبيوت اليمنية التي بنيت قبل مئات السنين بتصاميم ذكية "كنا فقراء ولكنا كنا نتمتع بالاكتفاء الذاتي، ونحن الآن أغنى من ذلك الوقت ولكننا لا نستطيع ان نطعم انفسنا" على اليمنيين ان يتعايشوا مع بيئتهم وينتقوا الايجابيات من الحياة الحديثة. لم لا نحتفظ بعاداتنا الصحية القديمة ونأخذ من الغرب "احسن ما لديه، مثل التعليم والتكنولوجية. نحن لسنا شعبا مختلفا" يفتخر اليمنيون بتاريخهم وملكيتهم العظيمتين ، الملكة سبا الاكثر شهرة ذكرت في الانجيل والقرآن. وكثير من الفنادق والمطاعم والمحلات التجارية تحمل اسم احدى الملكتين تخليدا لذكراهما. سمية علي رجاء قال: ان ترشيحها ممكن بسبب هاتين الملكتين وبسبب النساء العاملات في الحقول. ومع ذلك فان معركتها السياسية ستكون صعبة. يتوقع الخبراء ان الرئيس صالح سيعود عن قراره بعدم الترشيح، واذا فعل ذلك فهم يتوقعون له الفوز. ولكن الجده في حملة سمية الانتخابية ستجذب اهتماما اكثر من باقي المرشحين، ففي احدى حفلات النساء، كانت النساء علينا ان ندعمها. قالت حورية مشهور التي تراس مجلة شهرية" لقد كسرت الحاجز ليس فقط للنساء ولكن حتى للرجال الذين كانوا يخافون" الدكتور سعد الدين بن طالب وهو برلماني سابق قال: " ان اقامة سمية في الخارج لبضع سنوات وعدم اشتهارها سياسيا سيضعف موقفها وكذلك زواجها وطلاقها من رجل اجنبي " كما اضاف "انها خطوة جريئة" وابن طالب الذي يعمل الان كمدير البرامج في مكتب المعهد الديمقراطي الامريكي في اليمن . لكن الاستاذة الامريكية شيلا كارابيكو تعتقد ان ؛الرجال والنساء اليمنيون يفتخرون بترشيح سمية" اليمنيون يحبون ان يميزون انفسهم عن السعودية، حيث المراة لم تبدا المشاركة حتى في التصويت الى الان. كما ان سمية ستجعل متابعة الانتخابات ممتعة وستزيد اهتمام الناس بالحديث عن الانتخابات والمشاركة فيها. ان الاختبار الاول سيكون في يونيو عندما يصوت البرلمان على تزكية المرشحين ويجب ان تحصل سمية على 5٪ من الأصوات. ويتنبا الارياني ان حداثة عهدها بالسياسة ستجنبها تعقيدات الموروث السياسي الذي يقيد كثير من السياسيين المخضرمين. والاهم من ذلك أنها أكثر المرشحين تأهيلا كي تصرخ بالصوت العالي أن "الإمبراطور بدون ملابس"