قال معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى بأن استمرار تصعيد الحوثيين صوب محافظة مأرب سيؤدي إلى إنهيار كامل لعملية السلام في اليمن التي تقودها الولاياتالمتحدة والأمم المتحدة. واوضح المعهد في تقريره أعده الباحث "مايكل نايتس" المتخصص في الشؤون العسكرية نشره المعهد بموقعه الإلكتروني وترجمه للعربية «مأرب برس» بأنه يجب على الولاياتالمتحدة تسهيل المزيد من الدعم السعودي والإماراتي النشط للدفاع عن المدينة" (في اشارة الى تسليح قوات الشرعية ورجال القبائل المساندين لقوات الجيش بجبهات مأرب)
وأشار المعهد في تقريره على ان الحوثيين يعمدون كل ثلاثة أشهر أو نحو ذلك على إعادة بناء قوتهم الهجومية عبر تجنيد الأطفال وغيرهم من المجندين غير المدربين ويتم دفع هؤلاء المجندين نحو مأرب في الشاحنات وعلى الأقدام في حركة مشابهة لحركة الكمّاشة للتضييق على مأرب: من الشمال الغربي على طول طريق مأرب - صنعاء والصحراء المفتوحة، ومن الجنوب الغربي للاستيلاء على وصلة الطريق الرئيسية بين محافظتَي مأرب وشبوة.
وذكر المعهد في تقريره بأن الهجمات الحوثية صوب مأرب تباطأت مؤخراً إلى حد كبير بسبب قوة دفاعية متصلبة تنتشر حول مجموعة من التلال غرب المدينة"
وتابع المعهد في تقريره بالقول :من الواضح أن الحوثيين يحتقرون الإدارة الأمريكية الجديدة ويشعرون أنه ليس لديهم ما يخسرونه برفضهم لخطة السلام التي اقترحها المبعوث الأمريكي الخاص تيم ليندركينغ، ولا بمضاعفة الهجوم على مأرب وضربات الصواريخ/الطائرات بدون طيار على السعودية.
وأردف :يجب على واشنطن وشركائها تغيير هذا الانطباع - وقريباً، لأن المدينة قد تسقط بسهولة عندما يحدث "نبض" الهجوم الحوثي التالي، ربما في غضون ثلاثة أشهر.
ولفت تقرير "مايكل نايتس" بأن الإدانة الكلامية من قبل الادارة الاميركية ليست كافية لردع الحوثيين، بل يجب أن تقترن الكلمات باحتمال ملموس بتكبد هزيمة عسكرية في مأرب وانتكاسات متعاقبة على الجبهات الأخرى.
وتابع المعهد الأمريكي قائلاً :يجب على الإدارة الأمريكية استخدام القنوات الأمريكية مع "المجلس الانتقالي الجنوبي" للتأكد من أن الانفصاليين لا يصرفون الانتباه عن جهود الدفاع عن مأرب من خلال اتخاذهم خطوات انتهازية في أماكن أخرى.
ويرى التقرير بأن على واشنطن وشركائها أيضاً تشجيع السعودية والإمارات سرّاً على إعادة إدخال عدد قليل من وحدات المدفعية المتوسطة بتكتّم - وتحديداً مدافع "هاوتزر" ذاتية الدفع عيار 155 ملم وطائرات المراقبة بدون طيار والدفاعات الجوية قصيرة المدى.
وعلى الرغم من أن أياً من هذين البلدين لا يتوق إلى إعادة نشر قواته البرية، إلا أن نقل هذه الوحدات بين القواعد الصحراوية خارج مأرب قد يترك تأثيراً حاسماً على المعركة.
واشار المعهد في تقريره بأن نحو مليوني شخص في مأرب، من بينهم أكثر من مليون نازح داخلياً وإذا بدأ هؤلاء بالفرار من المدينة بصورة جماعية، فسوف يتسببون بأزمة لاجئين كبيرة في السعودية، والمحافظات الشرقية في اليمن، وسلطنة عُمان.
وتابع: تشكل مأرب قصة نجاح نادرة في الحرب: فهي رابطة تجارية تربط المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون (وبالتالي، غالبية سكان اليمن) بالسعودية وعُمان والمحافظات التي يسيطر عليها هادي. وإذا أصبحت تجارة السلع الأساسية واهية في مأرب بسبب الحرب، فسوف يقترب جميع اليمنيين من المجاعة - بمن فيهم أولئك المتواجدين في مناطق الحوثيين.
واضاف بأن مدينة مأرب تتمتع بالهيبة التاريخية بإعتبارها تضم سد مأرب الشهير، المذكور في القرآن الكريم والذي يعتبره البعض منبع القبائل العربية.
واختتم المعهد تقريره بالقول :يجب على واشنطن أن تفكر في تقديم معلومات استخباراتية تستهدف قادة الحوثيين المتواجدين في الخطوط الأمامية، وفي الحالات التي تعتبر فيها مثل هذه الضربات آمنة، وبذلك تصبح العناصر التي لا يستطيع الحوثيون استبدالها بسهولة أهدافاً في مرمى النيران.