يعمل وزير الدولة الألماني السابق السيد( يورغن كروبوغ)، في (مؤسسة هيربيرت كفانت)، و المتخصصة في تدريب القيادات في شتى النواحي، السياسية منها والتجارية، حيث تقيم المؤسسة ندوات بهذا الخصوص، وتستفيد المؤسسة التابعة لشركة صناعة السيارات الألمانية (بي ام دبيلو) من السيد كروبوغ ،كمحاضر للمؤسسات الحكومية، والأحزاب و الشركات المنظمات حول العالم . قبل تقاعده، عمل كوزير دولة في وزارة الخارجية، كمسئول في وحدة ادارة الأزمات، و كان ضمن مهامة أيضا ادارة المفاوضات مع الخاطفين، و لعل من أهم العمليات التي أُشتهر بها ، عملية اختطاف السياح، في صحراء الجزائر، و التي يرفض كروبورغ الى الان الافصاح، عما اذا دفعت الحكومة الألمانية فدية للخاطفين، و كذلك عملية اختطاف أُخرى، قامت بها جماعة “أبو سياف” الفلبينية، و قد تدخلت مؤسسة القذافي الخيرية، و التي أُشيع عنها أنها دفعت فدية، مقابل الافراج عن الرهائن. في اتصال لمراسل مأرب برس، في ألمانيا، مع مكتب وزير الدولة الألماني السابق السيد( يورغن كروبوغ) في مدينة ميونخ الألمانية، لمعرفة تفاصيل اختطافه في اليمن، أعتذر لانشغاله، و نوه عبر مكتبه، الى مراجعة مقابلة تلفزيونية ،أجريت معه بهذا الخصوص مطلع الشهر الحالي، مع القناة الألمانية الثانية (زد دي اف). تفاصيل علمية الاختطاف في برنامج (مونلايزى) الاسبوعي الشهير، الذي بُث ابان اختطاف الألمان في صعدة، سألت المذيعة، السيد كروبوغ عن الكيفية ،التي بدأت بها عملية الاختطاف، التي تعرض لها في في منطقة العرم، في شبوة، في ديسمبر من عام 2005، حيث قام أفراد ينتمون إلى قبيلة آل عبد الله باختطافه، على خلفية خلاف قبلي مع آل الريد . وأوضح في إجابته أن الخوف كان يعتريه على أُسرته ، واصفا عملية الاختطاف بأنها بدأت بإطلاق زخات من الرصاص، و أن سائقه كاد أن يلقى حتفه، وعلق على ذلك بقولة " أعتقد أن الحكومة اليمنية، كانت ستتعامل مع العملية بطريقة أخرى، ان قُتل سائقي" . وأردف وزير الدولة " فمبجرد اطلاق النار فرت زوجتي مع أحد الوَلدَين نحو أحد الوديان، بأحدى السيارات ،بينما مَكَثَتُ و ابني الأخر مكاننا." وقال في سياق حديثة " تكيفنا بمرور الوقت ، و لعل ما ساعدنا على التأقلم على الوضع، الغير مُعتاد (لهم كألمان)، هو أن زوجتي مصرية ، وتستطيع التحدث مع الخاطفين ونسائهم ، و كذلك معرفتها بالعادات و التقاليد العربية، و مما طمئننا أيضا أن وجدنا أن الخاطفين لا يريد أن يصيببونا بأذى." معالي الوزير ينقل الى بيت يليق بِقَدْره أستمرت عملية الاختطاف ثلاثة أيام، قضة الاسرة منها ليلة في خيمة، ولكن ما ان علم الخاطفين أن الذي بين يديهم وزير دولة ألماني، من خلال الانترنت، حسب اعتقاده، وانتشار نبأ اختطافه في صنعاء. لحظتها تفاجئ الخاطفين بالخبر، والصيد الثمين الذي حضيوا به. حتى عبروا له مدى سعادتهم به، حيث أعتقد الخاطفين أنهم و بيدهم معالي الوزير، سيتم تحرير أقاربهم من السجن، و تم على الفور نقل الوزير الألماني و أُسرته الى أفخر منزل في منطقة الخاطفين. و على تساءل المذيعة ، حول تفاصيل الحياة مع الخاطفين، اثر تعرفهم عليه، يقول: " نُقِلنا الى بيت كبير ،و استمتع أفراد عائلتي بسُكناهم في أعلى طابق، و بمشاهدة الوادي الخصيب، والمناظر الخلابة، و استطاعوا أيضا مراقبة عملية المفاوضات، حيث كان مراقبة المفاوضات القبلية مثير جدا لهم" و أشار في معرض اجابته أنهم تمكنوا من تصوير تلك المفاوضات خِلسة . بِناء الثقة بين الرهينة و الخاطف طوق النجاة كدبلوماسي تعلم الوزير كروبورغ التعامل في الظروف الصعبة، الا أن ابنه أقل ديبلوماسية منه، حيث كاد ان يتصارع مع أحد الخاطفين، فقد قدم نصيحته للمشاهدين بقولة " إذا ما أُختطف شخص، عليه إيجاد قاعدة تُبنى عليها الثقة المتبادلة، و الذي استطاعت أُسرتي إيجاده، لاسيما وأن زوجتي تجيد اللغة العربية ." أُم الخاطفين تروي سبب الاختطاف . و قد أثارت أُم الخاطفين شفقته، فقد تفاجئت السيدة (مجدة كروبوغ) زوجته، أن ارتمت أُم الخاطفين بين قدميها، قالت لها “ المعذرة منك دكتورة مجدة، لقد قَتلَت احدى القبائل زوجي و ابني فلذة كبدي، و القتلة حاليا في حماية قبيلة أُخرى، و بعد أن ثأرنا لدم زوجي و ابني ، تم اعتقال أبني الأخر مع أقاربا لنا، فابني الأن مهدد بالإعدام” مطالبةً الألمان المساعدة، كي لا يلقى ابنها مصير أبوه و أخوه أيضا . و يعلق الوزير الأسبق على هذا المشهد، أنه مؤثر جدا، رُغم أن التفاصيل لا تبرر الاختطاف أو الثأر، و لكنه ما قالته الأُم و حسب (كروبورغ) ، عبارة عن تعليل لما جرى، في مفهوم الثقافة المحلية لليمن. كنت ملبيا لدعوة رسمية من الحكومة المذيعة من جهتها ذكرت ضيفها، بالتحذيرات التي أصدرتها وزارته، بخصوص زيارة اليمن، حيث قالت: “ ألم تتصرفوا بحماقة “؟ لكنة أكد اصراره أنه لم يُخطئ ، و مُصر كذلك لانتقاداته لسيدة ألمانية مُسلمة، أُختطفت أثناء زيارتها للعراق، حين قال في تصريحات صحفية أنها كان يتوجب عليها الامتثال لتحذيرات وزارته، تلك التصريحات التي جلبة له انتقادات واسعة، فقد أشار عليه منتقدوه، أنه كان من الأولى عليه أن يتوخى الحذر هو أولا كدبلوماسي، و عدم زيارة اليمن. و قال (كروبورغ) “بالنسبة لزيارتي لليمن، فقد لبيت دعوة رسمية من الحكومة اليمنية ، ضمن برنامج سياحي أعدته الحكومة اليمنية أيضا، لزيارة بلد سياحي جميل، و مررنا بطريق يجوبها مئات ألاف من السياح الأجانب، دونما أن يتعرض أحدهم للخطف ” حسب تعبيره. مختطفي صعده و قد انتقد بشدة ذهاب الألمان الى شمال اليمن بصعدة، حيث يعلم الجميع أنها منطقة خطرة للغاية، و حمل في سياق حديثة الجهات التي أرسلت الألمان المسئولية لما جرى، فالمنطقة حسب رأيه تتحكم بها قوات التمرد الحوثية، و وصف منطقة الاختطاف بقولة "انها مناطق نفوذ تنظيم للقاعدة أيضا، حيث تستخدم كمنطقة عبور من و الى السعودية ، فهي منطقة( موبوءة)" حسب تعبيره، و يعتقد كروبروغ أنه كان يجب على ذوي الرهائن التحقق قبل إرسال أبنائهم. تجدر الاشارة أنه و لنفس السبب قام أفراد من قبيلة آل عبد الله، باختطاف أربعة سياح فرنسيين.