كشفت صحيفة "المستقبل" اللبنانية عن وجود مخاوف لدى عدة دول عربية من مخططات تقسيم اليمن، وأن التدخل المصري ، مدعوم من الجانب السعودي والإماراتي والأردني لوضع حد للتدهور في اليمن و مساعدة اليمن على تجاوز أزماتها السياسية من خلال التنسيق لعقد حوار وطني يشمل جميع الفرقاء في الداخل والخارج لتحقيق حفظ الوحدة اليمنية كهدف استراتيجي رئيسي. وقالت الصحيفة – نقلا عن مصادرها- :أن هناك مخاوف عميقة تنتاب عدة دولا عربية على مصير اليمن ووحدته، دفعت بدورها إلى تفويض مصر للتحرك الجاد لمواجهة مخطط تقسيم اليمن، معتبرة :أن زيارة وزير الخارجية المصري احمد أبو الغيط ورئيس الاستخبارات عمر سليمان الى صنعاء – أمس الأول الأحد- كانت بداية هذا التحرك الديبلوماسي والسياسي العربي، وان زيارة الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى تأتي في الإطار نفسه. وقال مصدر رفيع في السفارة اليمنية بالقاهرة ل "المستقبل" أن "الدول العربية المعنية أوكلت قيادة هذا التحرك لمصر، لأنها تحظى بثقة معظم اليمنيين ولا تملك عداءات مع أي من الأطراف اليمنية، إضافة إلى أنها دولة تمتلك رصيدا ضخما من العلاقات التاريخية مع اليمن، وهو ما سيجعل تحركها مقبولا ونزيها عند معظم هذه الأطراف، سواء مع الحراك الجنوبي، أو مع الحوثيين في الشمال، أو مع أحزاب المعارضة اليمنية".وأضاف المصدر ذاته أن هناك يقينا لدى الدول العربية بان هناك ما يشبه "المؤامرة لتمزيق وحدة اليمن". وأكد عبد الولي الشميري -السفير اليمني في القاهرة أن الحوثيين يرفضون جميع محاولات الحكومة اليمنية لاستقطابهم للعمل في إطار النظام اليمني، مفضلين – حسب قوله-الخروج من عباءة "حزب الحق الشيعي" للعمل في إطار الحركات المسلحة. وأشار الشميري في تصريحات صحفية له :أن سبب المشكلة بين السلطة اليمنية والحوثيين، يأتي بسبب التعنت من الجانب الحوثي والرفض لجميع مبادرات الحكومة اليمنية والمغالاة في المطالب. ِ وكانت القاهرة قد حذرت في وقت سابق من تدخل "أطراف خارجية لها أجندة إقليمية" في الشأن اليمني، وفي إشارة منها إلى الدور الإيراني المزعوم في إشعال ما يعرف باسم أزمة الحوثيين في صعدة شمال اليمن. وفي إطار الجهد العربي لاحتواء الأزمة في اليمن- وصل عمرو موسى- الأمين العام لجامعة الدول العربية إلى العاصمة اليمنية صنعاء- اليوم الثلاثاء - بهدف التشاور مع الرئيس علي عبدالله صالح والمسئولين في اليمن حول الأوضاع المتوترة في البلاد، والبحث عن حلول للأزمات السياسية المتعلقة بالحراك الجنوبي المطالب بفصل الجنوب عن الشمال، وكذا المتمردون الحوثيون المتهمون من قبل السلطة بالسعي لإعادة الإمامة في اليمن، والسعي لإيجاد صيغة حوار شامل مع كافة القوى السياسية في الداخل والخارج، حول إيجاد حلول جادة للأزمات القائمة في اليمن- وفق مصادر سياسية رفيعة المستوى. وكان موسى أشار في تصريح صحفي له أمس الأول الأحد: إن "هذه الزيارة تأتي في إطار التشاور مع القيادة اليمنية من منطلق الرغبة في الحفاظ على وحدة اليمن، ودعم تحرك كل الإخوة في اليمن نحو الوحدة وتحقيق. الاستقرار في البلاد".وحول دور الجامعة العربية في ذلك ،أوضح موسى أنه سوف يطلع على الأوضاع، وسيرى ما ستثمر عنه المشاورات، وبعدها ستقرر الجامعة. وكان الآلاف من أبناء محافظات الجنوب قد نضموا- صباح اليوم – عدة مظاهرات في الضالع وأبينو لحج، مطالبين موسى بالالتفات إلى الوضع في الجنوب، الضغط على السلطة اليمنية للإفراج عن كافة المعتقلين السياسيين، وكذا مطالبته للجامعة العربية بتفعيل القرارات الدولية المتعلقة بالجنوب والوضع القائم هناك.