هز زلزال مدمر هايتي ليسفر عن مقتل آلاف على الأرجح ويؤدي لانهيار قصر الرئاسة والأكواخ المقامة على التلال على حد سواء ويدفع الدولة الواقعة في منطقة الكاريبي لطلب المساعدة الدولية. وانهار مبنى تابع للأمم المتحدة مؤلف من خمسة طوابق الثلاثاء بعد أن هز الزلزال الذي بلغت قوته سبع درجات هايتي. وقالت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية إن هذا هو أقوى زلزال يهز هايتي منذ أكثر من 200 عام. وعرض تلفزيون رويترز في تغطية من العاصمة بورت أو برنس لقطات للفوضى في الشوارع والناس ينتحبون ويبدو عليهم الذهول وسط الأنقاض. وتجمع الناجون الذين تلطخوا بالدماء وقد أصابهم الذهول في العراء وانحشرت الجثث تحت الأنقاض. وقالت الأممالمتحدة إن عددا كبيرا من موظفيها في هايتي لا يعرف مصيرهم بعد انهيار مبنى من خمسة طوابق في مقر بعثة الأممالمتحدة. وأكد سفير هايتي في المكسيك روبرت مانويل أن رئيس هايتي رينيه بريفال على قيد الحياة اثر دمار القصر الرئاسي ومبان رسمية أخرى. وقال: كل ما يمكنني أن أؤكده أن الرئيس وزوجته على قيد الحياة، مشيرا إلى أن الوضع خطير جدا. ومع هبوط الليل سجلت عدة هزات ارتدادية فيما وصف أحد المسؤولين الهايتيين الزلزال بأنه كارثة من حجم كبير. وأعلن المركز الأمريكي لرصد الزلازل أن 24 هزة ارتدادية تلت الزلزال الذي وقع عند الساعة (21،53 تغ). وعبرت ساره فاجاردو من هيئة الاغاثة الكاثوليكية عن مخاوفها من أن تؤدي الهزات الارتدادية إلى سقوط المزيد من المباني. وأوضحت معظم موظفي هيئة الاغاثة الكاثوليكية سينامون في العراء لانهم خائفون جدا من النوم داخل المبنى، مشيرة إلى أن بعض المباني انهارت. وأظهرت الصور التي نشرها محليون ومصورون على موقع تويتر دمارا هائلا لحق بالمباني والسيارات. والمشاهد للزلزال التي بثتها شبكة سي ان ان الامريكية أظهرت سحابة كبرى من الغبار ترتفع من عشرات المباني المنهارة. والزلزال استمر لأكثر من دقيقة وخلف دمارا كبيرا في عدة مبان بما يشمل القصر الرئاسي والبرلمان وعدة وزارات. ودمر مقر بعثة الاممالمتحدة في هايتي، حيث تنتشر قوة سلام منذ العام 2004 متأثرا بالزلزال. وقال موظف محلي: لقد دمر مقر بعثة الاممالمتحدة لإرساء الاستقرار في هايتي إلى حد كبير. وهناك العديد من الأشخاص تحت الانقاض من القتلى والمصابين. ومع هبوط الليل وانقطاع التيار الكهربائي أصبح من الصعب تحديد عدد المصابين أو القتلى في هذه الكارثة. لكن التقديرات الاولية أشارت إلى أن الحصيلة قد تكون عالية في العاصمة الهايتية المكتظة بالسكان في مبان لا تلتزم معايير السلامة. وبدأت الدول في العالم بعرض مساعدتها فيما استعدت الولاياتالمتحدةوفرنساوكندا وحكومات في أمريكا اللاتينية لتقديم المساعدات. وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما: أفكاري وصلواتي تتجه تحو المتضررين من هذا الزلزال، فيما بدأت وزارة الخارجية والبنتاغون والقيادة الجنوبيةالامريكية تجهيز فرق المساعدة. وفي باريس، قال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير إن فرنسا تعبر عن تضامنها الكامل مع هايتي. واعتبرت كندا التي تتواجد فيها جالية من 80 الف هايتي انها قلقة جدا. وأفاد مراسل وكالة فرانس عن أعمال نهب في العاصمة بور او برنس تلت الزلزال. وأشار المرصد الأمريكي إلى إن مركز الزلزال حدد على بعد 15 كلم جنوب غرب العاصمة. وتم اصدار انذار باحتمال حدوث تسونامي لكنه رفع سريعا. وقالت الخبيرة في المرصد الأمريكي سوزان بوتر إن الزلزال الأخير بمثل هذه القوة الذي ضرب هايتي حصل في العام 1897. وهايتي التي تعتبر الدولة الأفقر في الأمريكيتين سبق أن شهدت سلسلة من الكوارث في الآونة الأخيرة. فقد ضربتها ثلاثة أعاصير وعاصفة استوائية في العام 2008 ما ادى الى مقتل 793 شخصا وفقدان أكثر من 300 اخرين بحسب ارقام الحكومة. كما شهدت البلاد توترا سياسيا في العام 2008 نجم عنه أعمال شغب اثر رفع أسعار المواد الغذائية في العام 2008. ويعيش قرابة 70% من شعب هايتي بأقل من دولارين في اليوم فيما تشمل البطالة نصف عدد سكانها البالغ عددهم 8،5 ملايين نسمة.