اندلعت مظاهرات واحتجاجات حاشدة دعت لها مكونات الحراك الجنوبي في المحافظات الجنوبية تزامنا مع انعقاد مؤتمر الرياض لبحث الأوضاع في اليمن صباح اليوم السبت. وقد قُطعت شبكات الاتصالات الثابتة واللاهوائية في محافظات لحج والضالع وأبين, في حين تعيش مدينة الضالع حالة طوارئ منذ فجر اليوم كان قد أعلن عنها مساء أمس الجمعة محافظ المحافظة علي قاسم طالب الذي أمر بإغلاق كافة الطرق المؤدية من وإلى مدينة الضالع اعتبارا من الخامسة صباحا. ولم يتمكن "مأرب برس" من الاتصال بمراسليه في بعض المحافظات الجنوبية, لانقطاع شبكات الاتصالات جراء الاحتجاجات, وتقول مصادر إن قوات الأمن اشتبكت مع المتظاهرين وأطلقت الرصاص الحي في الهواء, كما حدث في مدينة المكلا بمحافظ حضرموت, ولم تصلنا معلومات عن الوضع في بقية المحافظات. وأفاد مصدر محلي في حضرموت أن جميع المحال التجارية أغلقت بالكامل منذ الصباح الباكر في مدينة المكلا, في حين أطلقت قوات الأمن الرصاص الحي في الهواء لتفريق المتظاهرين. ويجتمع أصدقاء اليمن في الرياض اليوم السبت لبحث الأزمة اليمنية وسط تكهنات بالوفاق الوطني بين الفرقاء السياسيين اليمنيين خصوصا بعد توقف الحرب في الجبهة الشمالية مع الحوثيين. ويأتي مؤتمر الرياض بناء على المؤتمر الدولي الذي عقد في العاصمة البريطانية لندن في 27 يناير "كانون الأول" الماضي, في حين سيعقد مؤتمر ثالث لأصدقاء اليمن في العاصمة الألمانية برلين مارس القادم. إضافة وفي السياق, قال الدكتور ناصر الخبجي- رئيس مجلس قيادة الثورة السلمية بمحافظة لحج, إن مظاهرات اليوم ما هي إلا استجابة لدعوة الرئيس السابق علي سالم البيض بتصعيد الاحتجاجات السلمية خلال انعقاد مؤتمر الرياض. وأضاف في كلمته التي ألقاها في المظاهرة التي تمت بمدينة الحبيلين صباح اليوم السبت "أننا لسنا عاجزين وغير قادرين على خيارات أخرى لكن ذلك من اختيار أبناء الجنوب الذين سيقررون المكان والزمان والانتقال إلى خيار آخر في الوقت المناسب", حد تعبيره. وقال "إن الذي كان في الأمس مفروضا كأمر واقع وفاقد مشروعية البقاء لم يعد اليوم مقبولا ولن يستمر؛ لأن القوه لن تدوم ولن تستطيع أن تضيع الحق, ولكن الحق والإرادة هما من يصنعان القوه الحقيقية لمواجهة الباطل". ووجه الخبجي رسالته إلى مؤتمر الرياض الدولي وإلى المجتمعين العرب ودول الخليج وممثلي المجتمع الدولي "إن شعبنا الجنوبي يمتلك الإرادة والحق في تقرير مصيره, وأي تجاهل لقضيتنا لا يخدم السلم الاجتماعي ولا يضمن الأمن والاستقرار ولا يحمي المصالح الإقليمية والدولية في المنطقة, وإن التفكير بمساعده نظام (......) ودعمه للحرب ضد الإرهاب يعني الحرب ضد الجنوب". وخاطب المؤتمرين في الرياض "أنتم ترتكبون أكبر خطأ عرفته البشرية" في حالة دعم نظام صنعاء؛ "لأن ذلك الدعم والمساعدة سوف يستخدم لضرب مصالحكم وإبادة شعب الجنوب". وقال الخبجي "الأخوة المشاركون في مؤتمر الرياض, إذا أردتم تفادي الكارثة والمخاطر على المنطقة والشأن الدولي فعليكم الوقوف إلى جانب شعبنا الجنوبي بدعم نضاله السلمي الحضاري". وأشار الخبجي إلى ما أسماها ب"ممارسة أعمال تنفيذية في الأجهزة الأمنية والعسكرية", محذرا "المخبرين والجلادين والجواسيس", الذين "يستهدفون نشطاء الثورة السلمية" من أن "التاريخ لا يرحم المتهاونين والمتخاذلين والساكتين". وقال "إن الأعذار والأسباب غير واردة في ذاكرة الشعوب, وهذا ما يجب أن يدركه الجميع الذين في السلطة والمعارضة والحراك السلمي", داعيا كافة أبناء الجنوب إلى تعزيز ثقافة التصالح والتسامح الجنوبي وعدم السماح لما تروج له الأجهزة الأمنية والاستخباراتية "التي تحاول الدس والفتنة بين أبناء الجنوب وأحيانا بأدوات جنوبية ماكرة". وجدد الدكتور الخبجي الدعوة إلى "الهيئات والمنظمات العربية والإقليمية والدولية وفي مقدمتها مجلس الأمن والجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي أن تتطلع بدورها للضغط على سلطة (......) بإطلاق سراح جميع المعتقلين القابعين في سجون (......) دون قيد آو شرط والكف عن ارتكاب المجازر الجماعية والرحيل سلمياً وفقاً لقرارات الشرعية الدولية رقمي (924-931)". وكانت مظاهرة ردفان قد اتشحت بالأعلام الخضراء؛ تلبية للدعوة التي وجهها علي سالم البيض في رفعها, في حين شيعت جنازتان رمزيتان إلى مقبرة الجدعاء بالحبيلين إحداها لقتيل لحج "علي العسيري", الذي لقي مصرعه في السادس من فبراير الحالي, والأخرى ل"عبد الله محمد الباقري" الذي قتل في 13 فبراير الجاري إثر الاشتباكات التي اندلعت بين مواطنين وقوات الأمن جراء رفض تسليم جثة العسيري لأسرته لتشييعه في مدينة الحوطة بلحج. *الصور لمظاهرة ردفان 27/2/2010.