سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
كيف استقبل أهالي عدن مونديال كأس العالم؟ شاشات عملاقة.. حماس قد يقسم الأسرة إلى فريقين.. وسوق الخياطين رائج بخياطة أعلام المنتخبات التي تعلق على المنازل.. حتى السيارات تتشح بالبطولة
بدأت البطولة التي ينتظرها ملايين الناس في العالم أجمع في الحادي عشر من يونيو "حزيران" 2010, وهذه المرة في جنوب أفريقيا للمرة الأولى في تاريخ القارة السمراء.. ولكل بلد طريقته الخاصة في استقبال هذا الحدث العالمي, ومن ذلك, فلأهالي عدن طريقتهم الخاصة في الاستقبال أيضا. فكيف استقبلوا المونديال؟ وما هي الاستعدادات والتجهيزات التي قاموا بها؟. قد يحدث أن تنقسم الأسرة الواحدة إلى فريقين عند مرورك بشوارع مدينة عدن ستجد أعلام المنتخبات معلقة على منازل المواطنين.. "البرازيل, الأرجنتين, أسبانيا, ايطاليا, ألمانيا", وهي المنتخبات الأكثر شهرة وتشجيعا. في المعلا, التقيت بالشاب "سمير".. وقد تحدث عن أجواء المونديال: "أجمل ما في كأس العالم أنه يجمع القريب والبعيد، هناك أجواء حميمية تجمع الأهل والأصدقاء ربما افتقدنا لهذه الأجواء فترة طويلة, وجميل أن تعود بحماسة.. فعلى سبيل المثال في منزلنا تنقسم الأسرة إلى مجموعتين وكل مجموعة لها منتخبها.. مثل هذا الشيء يحدث مع الأصدقاء وبذلك تكون الحماسة أكبر". يضيف سمير "يحدث في المباريات النهائية وقبل النهائية عملية رهان حول من سيفوز؟ طبعا الرهان يصل لمبالغ كبيرة وعلى الخاسر منتخبه دفع القيمة". قنوات أكثر ضمان أكبر.. الشاب "هيثم", يقول: "هذه البطولة هي الأهم على الصعيد الرياضي العالمي, وأهم شيء عندي أن تكون في منزلي العديد من القنوات الرياضية، طبعا مع بداية البطولة اضطررت أن أوجه الديش (طبق استقبال البث الفضائي) على قنوات الرياضة العربية والأجنبية التي تنقل الحدث كامل خوفا من التشويش الذي قد يحدث في بعض القنوات الرياضية كما حدث في قناة الجزيرة الرياضية خلال افتتاح المونديال". (ماطور) المونديال.. أما الأب عادل خالد, فقال: "أنا عاشق للساحرة المستديرة.. هي معشوقتي.. صحيح لا أمارس اللعبة لكني متابع جيد لها". عادل بدأ متخوفا من الانقطاعات المستمرة للكهرباء, "سأشتري ماطورا (مولد كهربائي) حتى أضمن متابعة البطولة كاملة دون الوقوع في فوبيا الكهرباء والحرب النفسية". أخبار المونديال عبر الجوال.. في مجمع عدن مول التجاري, التقيت بثلاثة من الشباب المتابعين للمونديال.. فكل من قصي ومحمد ورمزي مع المنتخب الأسباني, وكما أخبروني فإنهم مشتركون في خدمات الجوال التي تأتي بآخر أخبار كأس العالم وعن أفضل منتخب للمشجع". وأضافوا "لن تكتمل الحماسة والمتعة إلا بالمشاهدة الجماعية". أنا أشجع البرازيل واصلت التجوال لأصل إلى سوق كريتر, وهناك وجدت الخياطين على امتداد الشارع, وقد بدءوا مع بدء البطولة بخياطة أعلام المنتخبات على حسب طلب المشجعين.. ف"محمود يوسف" وهو خائط, قال: "أنا أبيع الأعلام بأسعار تتفاوت من 300 الى400 وقد تصل إلى 500 على حسب حجم العلم وما يحدده الزبون، وبدأت بخياطة علم ايطاليا وألمانيا والأرجنتين وأسبانيا وهي الأكثر طلبا". على الرغم من الظروف الصعبة ل"محمود" والهم الذي يكسو محياه إلا أنه بدأ متحمسا لهذه البطولة.. "أنا أشجع البرازيل". بضاعة جديدة للمونديال وللمحلات الرياضية والمكاتب طريقتها الخاصة في استقبال المونديال, فهناك بضاعة جديدة من تيشيرتات (توضع على الصدر) المنتخبات وأعلام وأساور وصور للاعبين وحتى كرة المونديال. أشرف عباس 22 عاما, عامل في إحدى المحلات الرياضية "نزلنا بضاعة جديدة, فهناك تيشيرتات لأسبانيا والبرازيل وايطاليا وفرنسا والجزائر والبرتغال والأرجنتين حيث يصل سعر التيشيرت الواحد ل1500 ريالا. وعن أكثر التيشيرتات شراء ف"الأرجنتين للاعب ميسي, والبرازيل للاعب كاكا". وقال: "كرة المونديال بضاعة جديدة سعرها 2500 ريالا, طبعا جميع المواسم سنجد إقبالا من الزبائن, لكن هذا الإقبال يتفاوت بحجم البطولات, وليست هناك فئة محددة لزبائننا فهناك الشباب والأطفال والكبار, فالرياضة لا ترتبط بعمر محدد". شاشات عرض كبيرة في بعض مناطق عدن وجدت شاشات العرض كبيرة, ففي مدينة خور مكسر بساحة العروض تجد المشجعين أخذوا أماكنهم لمتابعة المباريات, لكن العرض يكون في الفترة المسائية فقط. طرق التشجيع كثيرة في عدن, فبالإضافة لما ذكرت, ستجد السيارات في المنطقة تحمل شعارات وأعلام المنتخبات وصور اللاعبين. كأس العالم وأسطول الحرية.. توقيت صهيوني.. قالت إحدى السيدات, وهي مستاءة من غفلة الدول العربية, "إن الضربة التي تعرضت لها قافلة الحرية على مرأى ومسمع العالم تزامنت مع توقيت شيطاني إسرائيلي لكأس العالم الذي سوف ينسي العالم ما حدث وما يحدث دائما.. كل هذه سياسة صهيونية", حد تعبيرها. واصلتُ التجوال, وهناك وجدت محمد حيدرة وعبد الله باوزير وعوض عوتق وراسم جهاد وهم من أنصار منتخبات ايطاليا واسبانيا والأرجنتين والبرازيل بجانب مكتبة "كلاسيكو" التي اتخذت من شعار نادي برشلونة وريال مدريد شعارا لها. جميعهم يضطر إلى إخراج التلفزيون بجانب المكتبة ليتجمع الشباب.. يتفق كل من محمد وعبد الله وعوض وراسم بأن الاهتمام بمتابعة كأس العالم يزيد مرة عن مرة. الظروف الاقتصادية تصرف المشاهد عن المتابعة على خلاف الأربعة السابقين, رأت "يمنى أحمد سالم" أن الأعباء التي أثقلت كاهل المواطن اليمني تشارك وبشكل رئيسي في أن متابعة مباريات كأس العالم لم تعد لها تلك النكهة الحماسية في المرات السابقة, بالإضافة إلى أن تشفير القنوات العربية التي تنقل المباريات تساهم في إقصاء المشاهد العربي, وتستثنيه عن الإحساس العالمي والمشاركة في اللعبة الشعبية الأولى في العالم لاسيما وأن المشاهدة لكأس العالم أصبحت للنخبة. وتبقى الظروف الاقتصادية معيقة, لكن الجميع يظل مشدودا بالحدث الأكثر شهرة عالميا.. وكلما مر يوم واقترب التنافس على الأدوار الأخيرة في المونديال زادت الحماسة أكثر, وازداد التشجيع يلهب مشاعر الجميع.. فتحدث أحيانا إشكالات بسبب كأس العالم, أكان ذلك بين الأصدقاء, أو حتى في جو الأسرة الواحدة.. وفي حين تعد هذه المرة هي الأولى في التاريخ التي تستضيف فيها القارة الأفريقية هذه البطولة, ولقد كانت جنوب أفريقيا جديرة بها.. فمن يا ترى سيظفر بالخمسة كيلو جرامات من الذهب؟, الجميع هنا يعيش اللحظة بانتظار الأدوار القادمة, وقلبه معلق على المنتخب الذي يشجعه.. كل هذه يحدث وحر عدن يكاد لا يقاوم.