يرحّلون ثم يعودون... أطفال يُدفع بهم.. للتسول والتسلل من دول الجوار إلى داخل مدن ومحافظات المملكة لترصدهم أعين لا تنام لإعادتهم إلى حيث بدأت بهم مطامع العصابات الشقيقة.. فقد شكل وجودهم منذ بداية الحملة الأمنية لمكافحة التسول ما يربو على 7000 طفل وطفلة تتراوح أعمارهم من 9-12 سنة. تبدو في الصورة الحملة الأخيرة التي نفذتها شرطة منطقة الرياض أمس الأول - لتطيح بأكثر من 30 طفلاً وطفلة - احيلوا فوراً لمراكز الإيواء الاجتماعية - لتقديم الرعاية الأولية لهم لحين ترحيلهم لذويهم في اليمن. تفاصيل .... متسولون يروون ل ( الجزيرة ) طريقة دخولهم المملكة و(سرور) أكثر نصيباً من إخوتها في استعطاف الناس! * متابعة - عبدالرحمن السريع: كشفت الإحصاءات التي أصدرتها شرطة منطقة الرياض أن عدد المقبوض عليهم في قضايا التسول منذ بداية الحملة حتى اليوم بلغ أكثر من 7000 متسول ومتسولة, وكشفت الإحصاءات استخدام الأطفال والشيوخ في عمليات التسول لاستدرار عطف المواطنين.. الأطفال الذين التقت بهم (الجزيرة) كشفوا تكرار عمليات التسلل عبر الحدود السعودية اليمنية من خلال دخولهم المملكة عدة مرت بعد ترحيلهم في عمليات تسول. وأكدت الإحصاءات أن أغلب الذين يتم القبض عليهم تراوح أعمارهم بين 9 و 21 سنة. (الجزيرة) قامت بزيارة سكن النهضة التابع لجمعية النهضة النسائية الخيرية، وشاهدت مجموعة أطفال من عدة جنسيات تم القبض عليهم في عمليات تسول، والبعض قبض عليه مع ذويه يقيمون بطريقة غير نظامية وقد عادوا عدة مرات بعد ترحيلهم إلى بلدانهم. وعند سؤالهم أكدوا أنها ليست المرة الأولى التي يتم القبض عليهم. (الجزيرة) تطرح هذه القضية المتكررة التي تساعد على انتشار هؤلاء المتسولين داخل المدن وبطريقة غير نظامية، إذ ذكر الطفل بكر (يمني الجنسية - 10 سنوات) طريقة دخوله بقوله: دخلنا السعودية عن طريق التهريب من اليمن أنا وأخي وأختي منذ ثلاثة أسابيع مؤكداً أنها المرة الخامسة التي يتم ترحيلهم ثم يعودون مرة أخرى، إذ يتم الاتفاق مع ذويهم لدخول المملكة من أجل جلب المال، ومن ثم العودة إلى بلادهم، خصوصاً وأنهم يعلمون أنه لن يتخذ بحقهم أي إجراء سوى الترحيل..! ويضيف بكر أنه قدم إلى المملكة هو وشقيقه الذي يبلغ من العمر 20 عاماً، وشقيقته التي تصغره بسنة واحدة، فقد تم القبض عليه وشقيقته بينما هرب شقيقه الأكبر..! وعما يتقاضونه في اليوم من التسول، قال بكر: إن ما يتم جمعه في اليوم 200 ريال، والبعض 100 ريال. من جانب آخر تحدث الطفل شهاب (يمني الجنسية - 9 سنوات) فقال: دخلت مع أخي 21 سنة عن طريق التهريب منذ شهر وتم القبض علي، أما أخي فهرب ولا أعرف عنه شيئاً.. وعند سؤاله: هل هذه المرة الأولى التي تدخل فيها المملكة قال: لا، هذه المرة الخامسة يرحلونني ثم أعود مع أخي. من جهة أخرى تضيف الطفلة سرور (يمنية عمرها 8 سنوات) أنها دخلت الحدود السعودية مع اثنين من أشقائها مؤكدة أنها أكثر نصيباً من إخوتها في جمع المبالغ المالية، مشيرة إلى عطف الناس عليها كونها طفلة صغيرة. وعن تفكيرها في العودة مرة أخرى أجابت سرور بكل براءة: ما أدري أنا مع إخواني، إذا رجعوا رجعت معهم لأن الطريق سهل وعرفته!! من جهة أخرى ذكرت الإخصائية الاجتماعية بمركز النهضة سميرة السفياني أن الجمعية تعمل على مدار الساعة، إذ تقوم باستلام الأطفال من الشرطة والأمن الوقائي لتتولى الجمعية إيواءهم وتقديم المساعدات الطبية لهم حتى تحويلهم للجهات المختصة بترحيلهم إلى بلادهم.
