حذرت الدول المانحة باجتماع أصدقاء في نيويورك- أمس الجمعة - من أن اليمن، سيشكل "خطرا كبيرا" إذا لم يمنع العالم انهياره. في حين رحب أصدقاء اليمن بجهود الحكومة في مكافحة الفساد واستراتيجية محاربة الإرهاب، وموافقتها على برنامج لصندوق النقد الدولي يهدف إلى إصلاح الاقتصاد، وبدء "حوار وطني". وبينما شددت الولاياتالمتحدة على وجوب توظيف المساعدات العسكرية لمحاربة القاعدة.قال وزير التنمية الدولية البريطاني "ألان دنكان "بعد اجتماع "أصدقاء اليمن" إن "الدافع الرئيسي لتقديم المساعدات لليمن هو حماية استقرار الدولة بشكل عام". وأضاف "ستكون هناك مخاطر كبيرة على البلاد والمنطقة والعالم بشكل عام إذا انهارت الدولة في اليمن"، موضحا أن هذا البلد "لن يكون لديه نفط ولا ماء ولا وقت" قريبا. وأوضح وزير الدولة البريطانية لشؤون التنمية الدولية والخبير بالشرق الأوسط بان أصدقاء اليمن بعثوا «بموقف موحد هدفه التأكيد على استقرار اليمن عبر مد المساعدة وليس عبر الأوامر». وأكد المخاوف من «خطر تحوّل اليمن الى أفغانستان إذا ما تشرذمت الدولة والحكومة» في هذا البلد. فيما أكد وزير الخارجية د. أبو بكر القربي ان الاجتماع الوزاري في نيويورك «ليس تعبيراً رمزياً وانما هناك خطوات عملية تم الاتفاق عليها»، من خلال الخطة الخمسية للتنمية التي ستعالج قضايا الفقر والبطالة والتحديات الاقتصادية، وستقدم الى اجتماع وزراء الخارجية في الرياض. وخرج الاجتماع الوزاري الأول لأصدقاء اليمن بإعلان «التأييد المطلق لوحدة البلاد وأمنها واستقرارها» «مبدأ عدم التدخل في شؤون اليمن الداخلية»، في حين اعتبر المجتمعين ان «الحوار الوطني هو المجال الأكثر فعالية للمضي قدماً بالإجراءات العاجلة واللازمة لتأمين انتخابات حرة ونزيهة وتعددية في العام 2011». واعتبر الوزراء في بيانهم الختامي للاجتماع- نشره مأرب برس بوقت سابق- أن «إستراتيجية اليمن الحكومية الشاملة لمكافحة التطرف، والتي تم الإعلان عنها في الاجتماع، الأساس القوي لمعالجة الأسباب الكامنة والجذرية للإرهاب والتطرف، بجوانبها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، كما انها تشكل الأساس القوي للدعم المقدم من الشركاء للحكومة اليمنية لمكافحة الإرهاب والتطرف». وأشاد أصدقاء اليمن بموافقة الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي على تأسيس مكتب لها في صنعاء مع ممثلي جميع صناديق دول مجلس التعاون حيث اعتبروه في بيان إجتماعهم امرا «سيساعد كافة المانحين في تخطيط وإيصال المساعدات لليمن على نحو أكثر فعالية». وأيد أصدقاء اليمن جهود السلطات اليمنية لمكافحة الفساد وحثوها على سرعة التحقيق والمحاكمة في قضايا الفساد». ورحب الوزراء بجهود الحكومة القطرية «للإشراف على تنفيذ استقرار دائم في صعدة». وقال رئيس الوفد السعودي إلى الاجتماع، الأمير تركي بن محمد بن سعود الكبير ان «التزامنا باليمن ثابت وليس جديداً». وان «الرسالة هي للجميع من دون استثناء بأن المملكة ستقف مع اليمن وسندعم وحدة اليمن واستقراره واستقلاله». وأضاف: «ان الدول المشاركة في الاجتماع تدعم اليمن وحكومة اليمن في مساعيها لإحلال الأمن والاستقرار».فيما أشار نائب رئيس الوزراء ووزير خارجية الكويت، رئيس الدورة الحالية لمجلس التعاون الخليجي، الدكتور محمد الصباح إلى:" ان الاجتماع الوزاري «بالتأكيد يساعد» في توجيه رسالة الى «القاعدة» وأمثالها لأنه يظهر ان دول العالم كلها تساند جهود اليمن في محاربة ومواجهة الإرهاب وفي محاربة ومواجهة الفقر والمرض». وأكد ان «هذا الاجتماع ليس لنصرة الحكومة اليمنية وانما هو لنصرة الشعب اليمني. أما الخلاف الداخلي في اليمن فإنه يُحل بين الأشقاء في اليمن. واعتبر الصباح أن اجتماع نيويورك هو «اجتماع تحضيري» لاجتماع الرياض «واجتماع الرياض هو المهم» لأنه سيكون «ترجمة» لما تم اتخاذه من قرارات في لندن لمؤتمر المانحين «وسيكون في اجتماع الرياض رصد حقيقي ومساءلة حقيقية ومجادلة حقيقية في أين يكمن الخلل، لذلك نحن في اجتماع لندن أعلنا، وفي اجتماع الرياض سنحاسب». وناقش منتدى "أصدقاء اليمن" الذي عقد على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، الولاياتالمتحدة والأوروبيين واليمن والدول المجاورة من الدول النفطية الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي، تحركات الدول المانحة من أجل اليمن والدعم الذي يفترض أن تقدمه لبرنامج إصلاحات سياسية واقتصادية وأمنية. وأشادت مجموعة أصداء اليمن في ختام اجتماعها بما وصفوه بتقدم اليمن المشجع الذي تم إحرازه في عدد من المجالات الهامة منذ اللقاء الذي عقد في لندن في شهر يناير، والمتمثل بموافقتها على برنامج صندوق النقد الدولي، ما يؤدي إلى انتظام مالي في إدارة العجز الكبير في ميزانية اليمن، وإدخال مبكر لتدابير تهدف لتنفيذ برنامج صندوق النقد الدولي، بما في ذلك الخفض التدريجي لمستويات الدعم الحكومي للوقود، ما يؤدي لتخفيف عبء كبير عن الميزانية، والإسراع في إقرار القوانين اللازمة، وإحراز تقدم ثابت في المفاوضات الرامية إلى انضمام اليمن لمنظمة التجارة الدولية، والتي يأملون إنجازها بحلول نهاية عام 2010. وفي حين رحب أصدقاءاليمن بانطلاق الحوار الوطني الشامل، وإعلان وقف إطلاق النار في صعدة في شهر فبراير 2010. فقد اعتبروا موضوع الحوار الوطني عملية يمنية يشجعوها ويدعموها، باعتبارها تمثل أفضل أساس لتنمية الأمن والاستقرار الدائمين. واتفقوا على ضرورة تطوّر الحوار على وجه السرعة إلى مناقشات جادة ما بين الأطراف السياسيين الرئيسيين وغيرهم تتناول القضايا التي كانت تمثل مصدر الصراع والاختلاف في اليمن. كما اتفق المجتمعون على الخطة التنموية الموجهة ومحددة الأولويات لليمن للسنوات 2011-2015، والتي تتماشى مع برنامج الإصلاح الوطني وتخطيط الحكومة للميزانية بشكل عام على الأجل الطويل، كانت بمثابة آلية ضرورية لتوجيه مساهمات المانحين وإتاحة تقديم الدعم المالي بفعالية لليمن خلال السنوات الخمس القادمة. وبينما التزام أصدقاء اليمن بتقديم دعم إضافي لتوفير الحماية الاجتماعية، وبالاستمرار في تدارس آليات جديدة طويلة الأجل للتمويل لتدعيم الخطة التنموية لليمن، بما في ذلك فكرة تأسيس صندوق تنموي لليمن. فقد حث الاجتماع أصدقاء اليمن على تعزيز المساعدات المقدمة لقطاع التدريب المهني والفني، ودعم برنامج لزيادة مشاركة العاملين اليمنيين من ذوي المهارات في أسواق العمل المحلية وغيرها. ورحب المجتمعون بجهود دولة قطر بالإشراف على تنفيذ تسوية سلمية دائمة في صعدة، وذلك بالبناء على إعلان وقف إطلاق النار، واتفاق الدوحة الذي تم عام 2008، وجهود لجان السلام المحلية. ويعتبر تأمين طرق آمنة لإيصال المساعدات الإنسانية لمتضرري الصراع أمرا ضروريا. وسوف يدعم أصدقاء اليمن إعادة تأهيل وإعمار صعدة على المدى الطويل. وأيد أصدقاء اليمن جهود السلطات اليمنية في مكافحة الفساد، وناشدوها التعجيل في المقاضاة والمحاكمة في قضايا الفساد. وقد رحب الوزراء بتأكيدات اليمن بأن أول تقرير حول مبادرة الشفافية في الصناعات الاستخراجية، الذي يتناول الفساد في القطاع النفطي، سوف يتم إنجازه وتوثيقه بحلول شهر فبراير 2011. وقال المجتمعون أن استراتيجية مكافحة الإرهاب الخاصة باليمن، هي استراتيجية شاملة تضم كافة الإدارات الحكومية وتم الإعلان عنها خلال هذا الاجتماع، تمثل أساسا قويا لمعالجة الأسباب الأساسية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وراء الإرهاب والتطرف، وتشكل أساسا جيدا لتقديم الدعم من الشركاء ولجهود الحكومة اليمنية لمكافحة الإرهاب والتطرف. وكانت هذه المجموعة أنشئت في يناير/كانون الثاني في لندن بشكل متسرع بعد تبني تنظيم القاعدة في اليمن محاولة اعتداء على طائرة ركاب مدنية أميركية في رحلة بين أمستردام وديترويت.