أدى مئات الآلاف صلاة جمعة "الفرصة الأخيرة" بساحة التغيير بمحافظة ذمار، وألقى خطبتي الجمعة القاضي حمود الهتار، الذي قال بأن المسيرات التي يخرجها النظام في ميدان السبعين بصنعاء، ويقول عنها بأنها مسيرات مؤيدة إنما هي مسيرات تشييع جنازة النظام.. وأكد الهتار بأن النظام القائم لم يوفر للمواطنين أبسط مقومات الحياة الكريمة، ويتمادى في نهب ثروات البلاد، ساخرا من سياسية النظام القائمة على "إن لم تكن معي فأنت ضدي" وقال بأن شعار شباب الثورة هو "من لم يكن معنا فإننا نحترم إرادته" دلالة على استيعاب الثورة لكل أبناء الوطن. وحيا القاضي الهتار شباب الثورة، وقال بأن الفضل في إذكاء هذه الثورة السلمية ضد الظلم والاستبداد، يعود لشباب التغيير الذين انضمت إليهم الأحزاب والعلماء والمشايخ وكل فئات الشعب تحت راية الثورة السلمية. وكانت صلاة الجمعة شهدت احتشادا كبيرا للمصلين الذين امتلأت بهم الشوارع المجاورة لساحة التغيير، حيث قدر عدد المصلين بنحو 500 ألف شخص، شاركوا في مسيرة جابت شوارع المدينة قبيل صلاة الجمعة للمطالبة بالرحيل الفوري للرئيس علي عبد الله صالح ومحاكمته، والتأكيد على رفض أي مبادرات مهما كان مصدرها لا تتضمن الرحيل الفوري. ولدى وصول المسيرة إلى ساحة التغيير استعدادا لأداء صلاة الجمعة، تم فتح مياة المجاري من قبل عناصر تابعة للنظام في جميع الشوارع المحيطة بالساحة، في محاولة لمنعهم من أداء الصلاة فيها، إلا أن المصلون قاموا بوضع حواجز ترابية منعت تسرب مياه المجاري إلى مصلاهم. أما في محافظة البيضاء فقد أدى عشرات الآلاف من المواطنين صلاة جمعة "الفرصة الأخيرة" بساحتي أبناء الثوار بمدينة البيضاء، والحرية برداع. حيث تساءل خطيب الجمعة في ساحة أبناء الثوار بالبيضاء، الشيخ عبد الوهاب الحميقاني: هل يرغمنا مجلس الأمن أو أي دولة في العالم على أن نقبل بعلي صالح، مؤكدا بأن الشعوب هي وحدها من تختار من يحكمها، مطالبا مجلس الأمن ودول الخليج بأن يقولوا كلمة حق يشكرهم عليها شعب اليمن، وأن يقولوا لهذا النظام: تنحى، ارحل ، لا أن يقولوا للفريقين: اضبطوا أنفسكم.. وخاطب الحميقاني وزراء خارجية الخليج قائلا: يا وزراء الخليج تربطنا وإياكم رابطة الإسلام، وتربطنا بشعوبكم رابطة الأخوة والجوار، فمصالحنا مشتركة، وأمننا مشترك، وأخوتنا وديننا وثقابتنا تجمعنا، والخير الذي يلحق بنا سيعود عليكم والاضطراب والفتن لا قدر الله إذا حدثت في ديارنا ستصيبكم فلماذا تطيلون من عمر هذا النظام ولا تحسمون أمركم..؟" كما وجه الحميقاني نداء إلى حكام الخارج وقال: يا زعماء الخارج ويا حكام الخليج مالكم كيف تحكمون، ألا ترون الشعب اليمني قد قال لنظامه "ارحل" فها أنتم الآن بين أمرين، إما أن تقفوا مع شعب اليمن، ويعتبرها لكم حسنة لا ينساها، وإما أن تقفوا مع الجلاد وستأتي الأيام وسيحاسب كل إنسان في الداخل والخارج على ما قدم، فاتقوا الله في شعب اليمن، واعلموا أن كل يوم تطيلون فيه عمر هذا الحاكم الفاسد إنما هو يوم تجعلون فيه اليمن يقدم على الفتن وعلى الحروب، وإذا انقلبت اليمن إلى دولة فاشلة فلا تضنوا أن الأمن الإقليمي والدولي سيكون بخير، بل سيصاب في هذه الفتنة وهذا الفشل كل إنسان في العالم، فاليمن بموقعه الاستراتيجي وبمكانته وشعبه قادر على التأثير فصونوا مصالحكم.. أما في مدينة رداع شمالي المحافظة، فقد أكد خطيب الجمعة الشيخ محمد الطهي، بأن الشعب اليمني سينتصر وإن الحاكم سيرحل عما قريب، مناشدا جموع المصلين المحتشدين بساحة الحرية أمام محكمة رداع ببذل الجهد والوقت والمال، وحثهم على الصبر والمصابرة حتى تتحقق أهداف الثورة الشعبية السلمية. وحذر الطهيف من الانجرار إلى العنف والفوضى التي يريدها الحاكم، مؤكدا على سلمية الثورة حتى رحيل الرئيس وجميع أركان حكمه الذين تلطخت أيديهم بالفساد وبدماء اليمنيين. وردد المشاركون في جمعة الفرصة الأخيرة شعارات تطالب بالرحيل الفوري لصالح، وهتفوا: يا صالح قل للأسرة هذي الجمعة آخر فرصة".