الرياض المحطة القادمة للتوقيع على نجاح الثورة الشبابية في إحداث نقلة، تاريخية لليمن والدخول بها نحو تغير جديد للحياة بكل تفاصيلها . إذاً هو "الأحد الاثنين" من مطلع الأسبوع القادم الموعد الذي يُنتظر أن يتم التوقع على مراسيم انتصار ثورة الشباب.. بعد أن أعلنت أحزاب المشترك موافقتها الذي سبقه إعلان الحزب الحاكم وعلى رأسه الأخ/ رئيس الجمهورية موافقتهم على المبادرة الخليجية وآليات التنفيذ الذي يبدو أن محوريته الأساسية، والمحدثة للتغيير بات أمراً واقعاً، تنحي الأخ الرئيس والذي أضحى هو الآخر أمراً واقعاً ينتظر تدشين مراسيم هي في الأصل باتت اليوم شكليه، حسب تقديرات سياسيين وقانونيين ومهتمين بالشأن اليمني ومجريات أحداث ثورته الشبابية الذين أشاروا إلى أن الرسالة التي تسلمها الشيخ/ عبدالله بن زايد وزير الخارجية الإماراتي أثناء زيارة الدكتور/ أبوبكر القربي تتضمن في محتواها الموافقة الكاملة لما جاء في المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية تعد هذه الرسالة ركناً أساسياً ورئيسياً من الناحية السياسية والتعاطي معها كاستقالة مقدمة مشروطة بموافقة اللقاء المشترك على بنود وآليات المبادرة الخليجية. وبذلك تكون أحزب اللقاء المشترك حين أعلنت موافقتها دون تحفظها على المبادرة الخليجية تكون بذلك حسب تقريرات السياسيين قد أكملت ركناً هاماً من طبيعة العلاقات الدولية وطبيعة المشروعية السياسية للدول والأنظمة وحكامها وأن ما بات ينتظر حدوثه في الرياض هو من حيث المشروعية الدولية بعد موافقة الأطراف على ما جاء في المبادرة الخليجية يمثل إجراءاً شكلياً من حيث الشكل القانوني باعتبار أن سقوط النظام أصبح أمراً واقعياً بمقتضياته السياسية حتى في حال تراجع الحزب الحاكم عن التوقيع تحت أي من الذرائع والتعاليل التي يمكن أن يلجأ لها. وبذلك فإن يومي "الأحد الاثنين" من مطلع الأسبوع القادم يمثلان بالنسبة للنظام السياسي بمثابة إسدال ستار لفصل من الحكم امتد على مدى "32" عاماً، ليرفع الستار بالنسبة لشباب الثورة وأحزاب المشترك والشعب اليمني، تدشين مشهد سياسي ومجتمعي جديد، أبرز تفاصيله التمسك بتأصيل مشروع الدولة المدنية وفق مساحة متوازية المسافات مجتمعياً، شبيهة في مفاهيمها وثقافتها وأفكارها المختلفة، لساحات التغيير والحرية التي تنتشر في جميع محافظات اليمن، خالية من مفاهيم الإقصاء.. وهو ما بات يفصل تطلعات اليمن شعباً وأرضاً من تحقيقه "5" أيام.. هي في كل الأحوال مفصل يجب على الكل إدراك بأنها حين تصل في عدها العكسي إلى نقطة الصفر تكون اليمن قد انتقلت عبر ساحات شباب الثورة إلى مشهدها الجديد، حتى وإن كانت مراسيم إسقاط النظام وتنحي الرئيس قد تعثرت لسبب ما أدى إلى تراجع الحزب الحاكم عن موافقته بالمضي في إجراءات تسليم السلطة ونقلها بصورة سلسة، كون أن النظام في كل الأحوال قد فقد مكوناته ومشروعيته السياسية والقانونية في بقائه كنظام سياسي يمثل اليمن أمام المحيط الإقليمي والدولي، وهو إن حدث فإنه سيدفع بمكونات دول الخليج والجامعة العربية والمجتمع الدولي إلى رفع غطائها السياسي للنظام باعتباره بات غير ذي مشروعية. ومن هذا المنطلق.. يجد السياسيون أن مهمة المشترك اليوم باتت هي الأخرى محصورة في إطارها الشكلي باعتباره أجاد أدارة معركته السياسية بمهارة مع متغيرات ومحدثات الثورة وتأثيراتها على مستوى الأمزجة الثورية الطامحة للتغيير.. وللمزاج السياسي الإقليمي والدولي المتطلع لبقاء اليمن في حالة من الاستقرار السياسي والاقتصادي والمجتمعي، تحميهم من تبعات انزلاق اليمن إلى مربعات الحروب الأهلية. ولذلك ومن خلال تلك الممارسة السياسية المنسجمة مع محدثات ومعطيات الواقع، وتطلعات المتغيرات يجد اليوم المشترك ينتظر من الدول الشقيقة وفي مقدمتها دول الخليج والصديقة. وأولها الولاياتالمتحدة ولندن وباريس وبرلين ومعها المجتمع الدولي –مفاتيح نجاح الثورة- دون أن يكترث بنوع من القلق الكبير، لما قد يمكن أن يحدث في الرياض من مفاجئات قد تعيق التوقيع على آليات مبادرة الخليج لتسليم السلطة، وإعلان تنحي الرئيس بعد شهر من يوم "الأحد الاثنين" القادم، ففي كل الأحوال فإن النظام والرئيس من بعد تاريخ يوم الأحد القادم نظام وفق رؤية الشباب قد سقط ورئيسه قد تنحى عن السلطة، وفي رؤية المشترك ومفاهيمه السياسية تحقيقاً لأهداف الثورة الشبابية بأقل التكاليف السياسية الممكنة التي تحفظ دماء الشباب التي تشعل ساحات اليمن بروح النصر للتغير. إذاً فإن الاثنين القادم الموافق 2/ مايو سيكون يوماً تاريخياً لليمن بكل المقاييس، سيقف كل اليمنيين أمامه بمسؤولية بالغة وستتعاطى معه دول الخليج ومعها مكونات المجتمع الدولي بكونه يوماً تاريخياً لانتصار إرادة شعب وهو أيضاً أول انجاز سياسي حقيقي تكون دول الخليج قد حققته بامتياز، يحسب لدبلوماسيتها الخارجية، في ظل أزمة تفاصيلها كانت كابوساً يؤرق الأشقاء والأصدقاء. فهل يدرك اليوم الكل في اليمن وخارج اليمن حزباً حاكماً ومعارضة ودولاً شقيقة وصديقة أن يوم الاثنين القادم هو يوم انتصار وعيد للكل.. هو انتصار للحزب الحاكم.. وهو انتصار للمعارضة وهو انتصار لدول الخليج وهو انتصار لثورة الشباب، إن تعاطوا مع مقتضياتها بمسؤولية مجردة على اعتبار أن سلامة الوطن ودماء شبابه هو المكسب الحقيقي، فإلى يومي "الأحد الاثنين" في الرياض.