تفاوتت الاستجابة لدعوة شباب الثورة للعصيان المدني، من محافظة إلى أخرى، ومن منطقة إلى أخرى في إطار المحافظة الواحدة، والمدينة الواحدة، فقد نجح العصيان المدني نجاحا كبيرا في محافظات عدن وتعز والحديدة ولحج والبيضاء وشبوة، فيما لازال العصيان جزئيا في أمانة العاصمة. حيث أغلقت المحلات التجارية والمؤسسات أبوابها في عدن وتعز والحديدة ولحج والبيضاء وشبوة، وتوسع العصيان ليشمل مديريات وأحياء ومناطق بعيدة عن عواصم المحافظات، كما ارتفعت وتيرة العصيان المدني الجزئي إلى الساعة الثانية عشرة ظهرا، في عدد من شوارع العاصمة، المحيطة بساحة التغيير، كشارع القاهرة ومنطقة مذبح وشارع هائل. اللجنة التنظيمية لساحة التغيير بصنعاء تعمل حاليا على إقناع العاملين في المؤسسات الحكومية والخاصة من أجل تنفيذ العصيان التام في هذه المؤسسات، في الوقت الذي نجح فيه العصيان المدني من شل الدراسة في جميع الجامعات اليمنية وعلى رأسها جامعات صنعاء وتعز وعدن وذمار وحضرموت وإب والحديدة مع فروعها في المديريات. ويأتي هذا التصعيد في الوقت الذي يقوم فيه الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني بزيارة إلى اليمن كمسعى أخير لإنقاذ المبادرة الخليجية التي تلفظ أنفاسها بعد رفضها من قبل شباب الثورة اليمنية ورفض الرئيس علي عبد الله صالح توقيعها، وانسحاب دولة قطر منها. وقال الزياني إن زيارته التي بدأت مساء أمس السبت إلى اليمن هدفها حقن دماء اليمنيين وفق المبادرة الخليجية. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) عن الزياني لدى وصوله صنعاء قوله إن هدف الزيارة مواصلة المشاورات مع كافة الأطراف اليمنية، على أمل أن يعود الجميع إلى المبادرة الخليجية التي تستهدف الحفاظ على أمن واستقرار اليمن ووحدته وحقن دماء اليمنيين. وشهدت عدد من المدن اليمنية مسيرات حاشدة تطالب برحيل النظام ومحاكمته، ومطالبة الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي أن يقوم بزيارة الساحات والاستماع إليهم، مؤكدين أن صالح يستخدم المبادرة كغطاء لارتكاب المجازر بحق شعبه، حيث سقط قرابة 50 من المتظاهرين منذ بدء المبادرة الخليجية.