في إطار برنامج تصعيد الاحتجاجات في اليمن، بدأت حملة العصيان المدني في عدنوتعز والمحافظات الجنوبية، ومن المتوقع أن تستجيب بقية محافظات اليمن للدعوة. وتزامنا مع ذلك شهدت محافظة تعز بالذات انتشارا أمنيا مكثفا. وقال شهود إن مسلحين لا يرتدون زيا رسميا فتحوا النيران من فوق أسطح المباني على محتجين في مدينة تعز، مما أسفر عن إصابة العشرات من المحتجين بجروح. في حين اتهمت الأجهزة الأمنية المتظاهرين بمحاولة الاعتداء على المؤسسات الحكومية. وتمكن المعارضون من إغلاق بوابات ثلاثة مكاتب حكومية بالسلاسل الحديدية، بعد أن كتبوا عليها عبارة «مغلق من قبل الشعب»، كما أصيب العشرات في مواجهات في جنوبصنعاء. وقالت مصادر ان ثلاثة طلاب قد أصيبوا بعدن برصاص امن أثناء مظاهرة بمديرية المنصورة للمطالبة بإيقاف الدراسة حتى رحيل صالح . وكان ثلاثة أشخاص قتلوا وأصيب 15 أمس، عندما أطلق جنود النار على محتجين في مدينة إب (جنوبصنعاء). يأتي ذلك، في الوقت الذي وصل فيه امين عام مجلس التعاون عبد اللطيف الزياني للمساعدة في إحياء خطة لإنهاء الأزمة اليمنية. وكان اليمن قد أغلق الباب أمام مسعى مجلس التعاون الخليجي، الذي يحاول أن يجنب البلاد مزيدا من الانزلاق نحو الهاوية سياسيا وأمنيا، فالمعارضة اليمنية نعت المبادرة الخليجية واعتبرتها في حكم الميتة. وكانت قطر اعلنت انسحابها من المبادرة الخليجية، ولاقى الانسحاب ترحيباً من المعارضة والحوثيين الذين جابوا شوارع صعدة مرحبين بالموقف المشرف للقطريين. وفي مؤشر على تزايد الضغوط على صالح، طالبت ألمانيا بملاحقة المسؤولين المتورطين في قتل المتظاهرين السلميين، كما دعت الولاياتالمتحدة صالح إلى العمل بسرعة على نقل السلطة سلميا. ودعا اليوم مجلس الأمة الكويتي حكومته الى الوقوف مع الشعب اليمني في ثورته والانسحاب من المبادرة الخليجية . وقال مراسلون إن العصيان المدني نجح في عدنوتعز والحديدة ولحج والبيضاء وشبوة بنسبة 90%، مؤكدين اتساع العصيان المدني إلى مديريات وأحياء ومناطق بعيدة عن عواصم المحافظات لأول مرة. وفي أمانة العاصمة ارتفعت وتيرة الاستجابة للعصيان المدني في كبريات الشوارع الرئيسية، في كل من شارع القاهرة وهائل ومذبح والزبيري والقيادة وشارع تعز، فيما شهدت بعض الشوارع استجابة جزئية للعصيان المدني. وأكدت اللجنة التنظيمية للثورة أنها في طريقها لتصعيد النضال السلمي لإسقاط النظام وصولا إلى العصيان التام في المؤسسات الحكومية والخاصة، من خلال برنامج ميداني تنفذه حاليا للإقناع. وتوقفت جميع الجامعات اليمنية عن العمل في كل من صنعاءوتعزوعدن وعمران وذمار وحضرموت وإب والحديدة مع فروع الجامعات في المحافظات، إضافة إلى عدد من الجامعات الخاصة والمدارس الأهلية والحكومية.