سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الطيران الحربي يحلق في أجواء المدينة تعز: قتيل و9 مصابين، وإحراق طقمين عسكريين، في اشتباكات تنذر بانهيار جديد لمساعي التهدئة، واستياء شعبي من تصريحات المحافظ(فيديو)
قتل جندي، وجرح 6 آخرون، بينهم 3 مدنيون، في اشتباكات عنيفة اندلعت، صباح اليوم الأربعاء، في محيط مدرسة بلقيس، بمديرية المظفر بمدينة تعز، بين قوات الأمن العام، وبين مسلحين تقول مصادر محلية بأنهم من اللجان الشعبية المكلفة بحماية الأحياء والمرافق العامة والخاصة. غير أن مصادر محلية أخرى أكدت ل"مأرب برس" بأن الاشتباكات كانت بين قوات الأمن، وبين مسلحين قبليين مساندين للثورة، مشيرة إلى أن سبب هذه الاشتباكات هو فشل مساعي التهدئة، التي رفضت السلطات الأمنية وقيادة الحرس الجمهوري التقيد ببنودها، وفقا للاتفاق الموقع بين القيادات الأمنية بالمحافظة وبين بعض الوجهاء والأكاديميين ورجال الأعمال، وبعض القيادات الحزبية، الشهر الماضي. شاهد الفيديو( 1, 2) حيث تضمن الاتفاق 10 بنود أهمها إنهاء كافة المظاهر المسلحة، وهو الأمر الذي لم تلتزم به الجهات الأمنية بالمحافظة، بالرغم من حسن النية التي أبداها رجال القبائل المناصرين للثروة، الذين قاموا بإعادة بعض المؤسسات التي كانوا يحرسونها من حملة النهب والسلب التي نفذها بعض أنصار الحزب الحاكم، ممن يعرفون بالبلاطجة. من جانبها عزت مصادر أخرى سبب هذه الاشتباكات إلى دخول قوات الأمن إلى أحياء المدينة القديمة بدون تنسيق مسبق مع اللجان الشعبية. وقال شهود عيان ل"مأرب برس" بأن الاشتباكات التي اندلعت اليوم، انتهت بفرار الجنود عبر سيارات أجرة ودراجات نارية، من رصاص المسلحين، وقيام المواطنين بإحراق طقمين عسكريين، تركهما الجنود. وخلال الاشتباكات تعرض الصحفي تيسير السامعي للاعتداء من قبل بعض المواطنين، ومصادرة كاميراته الخاصة، أثناء محاولته تصوير أحد الأطقم العسكرية المحترقة. على صعيد متصل شهد شارع الستين الشمالي وبعض عزل مديرية التعزيية الواقعة بالقرب من الشارع، قصفا عنيفا بالمدفعية وصواريخ الكاتيوشا م قبل قوات الحرس الجمهوري، ما أدى إلى إصابة 3 من المواطنين، بجروح مختلفة، كما تضررت العديد من منازل المواطنين، فيما شوهد تحليق الطيران الحربي على علو منخفض فوق المناطق الشمالية للمدينة. وتأتي هذه الاشتباكات بعد بروز بوادر فشل مساعي تفعيل اتفاق التهدئة التي يقودها محافظ المحافظة حمود خالد الصوفي وعدد من مشايخ المحافظة، بسبب خروقات الحرس الجمهوري والأمن المركزي المتكررة. ويطالب مشايخ تعز بإيقاف القصف العشوائي من قبل الحرس الجمهوري، ورحيل مدير الأمن العميد عبد الله قيران, والعميد الركن مراد العوبلي، قائد الحرس الجمهوري، اللذان اتهموهما بقتل وإحراق أبناء تعز، إضافة إلى سحب النقاط الأمنية المستحدثة التابعة للحرس، والتي انتشرت بكثافة على مداخل وأحياء المدينة مؤخرا. وقد أثارت تصريحات الصوفي يوم أمس استياء كبيراً في أوساط المواطنين والمؤملين كثيرا على عودته في إعادة الهدوء الذي افتقدته المحافظة منذ مغادرته لها للعلاج، حيث قال بأن "الدولة غير عاجزة عن كبح التمرد وفرض هيبتها واحترام النظام والقانون"، وعلق عليه الكثيرون باستياء شديد، بأنهم منذ 33 عاما وهم يبحثون "عن هيبة الدولة الضائعة إلا في حفظ المصالح الأسرية والشخصية لكبار المسئولين"، وقالوا بأن "هيبة الدولة تكون بفرض الأمن والاستقرار وحماية حقوق المواطن وكرامته وليس بحماية المسئول والزعيم على حد قولهم. وأضاف بعض المواطنين بأن "المتمرد هو من يقتل الناس والأبرياء خارج نطاق القانون والدستور وتلبية لرغبة أفراد أو عائله وليس من يدافع عن نفسه وعرضه طبقا لما كفلته له كل الشرائع السماوية والقوانين الأرضية". وتساءل حقوقيون مساندون للثورة: "هل هيبة الدولة تكمن باستعراض عضلاتها على العزل الآمنين والشباب المسالمين، وهل قصد بهيبة الدولة استمرار ارتكاب الانتهاكات غير المحدودة في حق أبناء تعز من قبل الدولة التي قتلتهم وأحرقتهم وتقوم يومياً بقصفهم وترويعهم ؟. وهل هيبة الدولة بأن تنتهك حرمات النساء والأطفال وتشرد الأسر التي نزحت عن منازلها باحثةً عن مكان يسوده الأمن والهدوء؟.