شهدت مدينة تعز هدوءًا نسبيًا بعد يوم دامٍ خلف ثلاثة شهداء, فيما شهدت المدينة اليوم مسيرة حاشدة شارك فيها الآلاف للمطالبة بسرعة الحسم الثوري قبل شهر رمضان, وتشكيل مجلس انتقالي وحكومة إنقاذ وطني لإيقاف التدهور الحاصل في البلد. وأدانوا ما تتعرض له المدينة من قصف مستمر, وطالبوا محافظ المحافظة بتقديم استقالته قبل اعتباره أحد شركاء الجريمة, كما طالب المتظاهرون المملكة العربية السعودية برفع يد الوصايا عن اليمن وعدم دعمها لبقايا النظام ورفع الغطاء الشرعي عنه, داعين إلى سرعة إلقاء القبض على من أسموهم مجرمي محرقة ساحة الحرية وإحالتهم للمحاكمة العادلة.
وشهدت مدينة تعز إشهار "مجلس شباب الثورة الشعبية". وفي المؤتمر الصحفي الذي عقد بهذه المناسبة, أشار توهيب الدبعي, أحد قيادات حزب الإصلاح في تعز, إلى أن الغرض من المجلس هو لمّ الشباب المستقل فكريًا وحزبيًا لكي لا تنصرف الثورة إلى الصراع بين مكوناتها وتتحول المعركة إلى داخلها, مضيفًا أن الهدف من الإشهار هو رفع الوصايا الأجنبية السعودية ورفع وتيرة التصعيد ضد ما يُمارس في حق أبناء المحافظة من قتل واستهداف للآمنين. وأكد على أنهم سيدعون كل وجهاء المحافظة لاتخاذ موقف حاسم من محافظ المحافظة وسيسعون لإسقاط شرعيته إذا لم يتخذ موقف حاسم خلال ما تتعرض المدينة من قصف واستهداف.
وحذر الدبعي كل مكونات الثورة من القبائل والشباب والجيش المساند للثورة والمعارضة في الداخل والخارج من تأخر الحسم إلى بداية شهر رمضان, واعتبر أن أي تأخير سيكون بمثابة مؤامرة كبرى على الثورة. واعتبر بيان إشهار مجلس شباب الثورة, الذي أُطلق عليه البيان رقم واحد, الأعمال الذي تقوم بها بقايا النظام الفاسد من جرائم يندى لها جبين الإنسانية من إرهاب وقتل وتدمير جراء القصف المدفعي الذي تشنه مليشيات نجل الرئيس صالح على القرى والأحياء السكنية بالمحافظة, محاولة يائسة لإثبات وجود بقايا نضام ميت احترف القتل والإرهاب والتجويع.
وحمل بيان اللجنة التحضيرية لمجلس شباب الثورة الشعبية, تلقى "مأرب برس" نسخة منه, محافظ المحافظة حمود خالد الصوفي المسئولية الكاملة عن أعمال القتل والإرهاب التي تمارسها مليشيات أولاد علي صالح باعتباره المسئول الأول في المحافظة. ودعا البيان كافة القوى المساندة والمناصرة للثورة سرعة القبض على من سماهم ثلاثي القتل والإرهاب والتجويع في المحافظة, وهم الصوفي والعوبلي وقيران.
ورفض البيان الرسائل والتهديدات القادمة من المملكة العربية السعودية في محاولة إظهار علي صالح, مشيرًا إلى أن ذلك لا يعنيهم بشيء, محذرًا من مغبة تواطؤ الرياض مع بقايا النظام وعدائها للثوار الأمر الذي يجعلها شريكة له في كل الجرائم. ودُعيت كل جماهير المحافظة والشعب اليمني إلى المشاركة الفاعلة, غدًا الأحد, وجعله يوم غضب شعبي لإسقاط بقايا نظام علي صالح ورفض التآمر السعودي على مسار الثورة اليمنية.
وعلم "مأرب برس" أن قوات من الحرس الجمهوري قامت باستحداث نقطة بمديرية صالة بمحافظة تعز, أتلفت 18 ألف نسخة من صحيفة "أخبار اليوم" اليومية, وإحراق حافلة التوزيع التابع لها, بحسب مصادر محلية.
