أكد الرئيس علي عبد الله صالح أمس أن بلاده تعتزم خلال العامين القادمين تغطية كافة الحدود البحرية بقوات خفر السواحل واستكمال تجهيز واعداد هذه القوات لتغطي طول الساحل اليمني البالغ طوله 2200 كيلومتر. وأعلن أن قوام قوات خفر السواحل اليمنية بلغ حتي الآن أكثر من 20 ألف فرد، ودعا هذه القوات الي تحمل مسؤولياتها في ضبط كل من يحاول التسلل عبر السواحل اليمنية أو من يحاول التهريب. وقال الرئيس اليمني في كلمة ألقاها في حفل تخرج الدفعة الثالثة والدورات التخصصية من معهد تدريب خفر السواحل اليمنية بعدن لقد عملنا علي تجهيز واعداد خفر السواحل البالغ قوامها حتي الآن أكثر من عشرين ألف فرد من ضباط وصف وجنود وهذا شيء جيد . وذكر أنه سيتم خلال العامين القادمين 2007 و2008 استكمال وتجهيز قوات خفر السواحل لتغطي طول الساحل اليمني مثلما تم تنفيذ خطة الانتشار الأمني في اليابسة وكان انتشارا رائعا وأسهمت في انخفاض معدل الجريمة بشكل كبير . وذكر أنه تقع الآن علي خفر السواحل مسؤولية كبيرة في ضبط كل من يحاول التسلل عبر السواحل اليمنية أو من يحاولون التهريب سواء تهريب أي سلع أو منتجات تجارية مختلفة أو تهريب أسلحة أو مخدرات نظرا لما لذلك من أخطار وأضرار كبيرة تلحق بالاقتصاد الوطني . وأضاف ثقتنا كبيرة بضباط وصف وجنود الأجهزة الأمنية بشكل عام في أن يكونوا عيونا ساهرة لحماية أمن الوطن واستقراره وحماية الاقتصاد الوطني من مخاطر التهريب . وعبر صالح عن الأسف لمحاولة من سمّاهم القوي المعادية و القوي المتضررة والحاقدة و القوي المريضة أن تشوه كل شيء جميل في اليمن. وقال لكنني علي ثقة أنهم لن يستطيعوا أن يخدشوا أو يشوهوا كل شيء جميل تحقق في هذا الوطن منذ قيام الثورة وعلي وجه الخصوص منذ أن تمت اعادة تحقيق وحدة الوطن، حيث التقت القوي المعادية للثورة والجمهورية والقوي المريضة والحاقدة .. جمعها غيظها الذي لم يتمكن من النفاذ أمام صلابة وأنفة شعبنا وقواته المسلحة والأمن . وكشف أن متسولي السياسة والذين لا يعرفون السياسة ولا يعرفون اليمن يجب أن يعرفوا اليمن اليوم.. فقد انتهي عهد الدجل والكذب، لقد قالوا: باعت القيادة السياسية جزيرة حنيش وتباكوا علي حنيش وخطبوا علي حنيش ولكن كان الرد العملي العقلاني من شعبنا وعدالة قضيتنا أن انتصرنا واستعدنا جزيرة حنيش بدون حرب... انتصرنا لقضيتنا ومات المزايدون بغيظهم . تجدر الاشارة الي أن قوات خفر السواحل اليمنية تأسست في العام 2002 كنتيجة للتعاون الأمني بين الحكومة اليمنية والولايات المتحدة، وبالذات فيما يتعلق بمكافحة الارهاب، حيث أنشئت بهدف مشترك لحماية السواحل اليمنية الطويلة من التسلل غير المرغوب به من قبل العناصر الارهابية المحتملة من القرن الافريقي الي اليمن وأيضا من الأراضي اليمنية الي العالم الخارجي، عبر السواحل اليمنية الفسيحة والمفتوحة علي المحيط الهندي عبر خليج عدن. وأسهمت حادثتا تفجير المدمرة الأمريكية (يو اس اس كول) وناقلة النفط الفرنسية (ليمبورغ) في السواحل اليمنية في 2000 و2002 في دور لتحقيق الرغبة اليمنية الأمريكية في احكام السيطرة الأمنية علي السواحل اليمنية واغلاقها أمام مطامح التهديدات الارهابية المحتملة من قبلها ضد المصالح الغربية واليمنية علي حد سواء. وعبر الرئيس اليمني أمس عن شكره ل الأصدقاء في المملكة المتحدة والولايات المتحدةالأمريكية وفرنسا وايطاليا، علي دعمهم لوزارة الداخلية لتجهيز معهد تدريب قوات خفر السواحل والذي كان من أولي ثماره تخريج هذه الدفع من الضباط والصف والجنود ، حيث ساهمت هذه الدول في تزويد قوات خفر السواحل اليمنية بالمعدات الأمنية والخبرات العلمية والتدريبية. وفي ذات الصعيد أوضح وكيل وزارة الداخلية لشؤون التدريب والتأهيل اللواء صالح الزوعري أن وزارة الداخلية اليمنية عملت علي اعداد خطة مرحلية قائمة علي استراتيجيه خاصة بالبناء والتجهيز والتطوير لمقومات مصلحة خفر السواحل ولقدراتها المادية والبشرية، وأنه تم تحديد سقف زمني لانجاز كل ذلك في ثماني سنوات وعبر ثلاث مراحل. وذكر انه بدأ تنفيذ المرحلة الأولي عام 2002 والمرحلة الثانية عام 2005 وستبدأ المرحلة الثالثة العام المقبل 2007 وتستمر حتي 2010، حيث تتضمن استراتيجية البناء تجهيز البني التحتية للمصلحة وانشاء فروع لها في عدد من المحافظات ورفدها بالقوي والوسائل المطلوبة من معدات ومستلزمات ضرورية وعناصر وكوادر بشرية فاعلة وذات كفاءات عالية من التدريب والتأهيل . وقال الزوعري مما يبعث علي الفخر والاعتزاز انه رغم حداثة نشأة مصلحة خفر السواحل اليمنية وخلال هذه السنوات القليلة من عمرها الا أنها قد حققت نجاحات تفوق المعقول وتتجاوز ما كان متوقعا ترتب عنها انجاز الكثير من تنفيذ المهمات والعمليات منها مكافحة عمليات تهريب المخدرات وضبط الهجرة غير الشرعية والتصدي لاعمال الارهاب وغيرها من المظاهر المسلحة القادمة عبر البحر . الي ذلك أوضح رئيس مصلحة خفر السواحل اليمنية العميد علي راصع أنه لا زال أمام هذه القوات العديد من المهام لاستكمال بنيتها التحتية مستقبلا بغية الوصول الي كامل جاهزيتها الأساسية. وقال من هذه المهام استكمال انشاء الاجنحة التخصصية لمعهد التدريب وانشاء الأرصفة الثابتة والعائمة وانشاء منظومة الرقابة والساحلية التي سيتم تنفيذ المرحلة الأولي منها لقطاع خليج عدن في بداية العام القادم من قبل احدي الشركات الأجنبية المتخصصة، كما سيتم انشاء ورشة فنية مركزية بمدينة الحديدة وانشاء المبني السكني للوحدات العائمة واتمام المبني الاداري والعملياتي لقطاع خليج عدن... الي جانب استكمال بناء المراكز الرقابية والعملياتية للقطاع وعلي امتداد شريط ساحلي يتجاوز طوله 500 كيلومتر . وأوضح أن أهم التحديات التي واجهت المصلحة خلال الاعوام الماضية هو القيام بالعمل الميداني والتنفيذي في المياه الاقليمية والاقتصادية وفي الموانئ دون وجود بنية تحتية وكان ذلك لزاماً عليها اقتضاه العمل الأمني خاصة بعد حادثتي تفجير كول وليمبورغ المؤسفتين اللتين أثرتا علي الاقتصاد الوطني وتسببتا في رفع التأمين علي السفن التي ترتاد الموانئ اليمنية . وأضاف لقد استطاعت قوات خفر السواحل خلال فترة وجيزة بعد استلامها أمن وحماية الموانئ رفع مستوي الأداء الامني الي المستوي العالمي طبقاً لشروط المنظمة البحرية الدولية وكان من نتائج ذلك اعادة التأمين علي السفن الي ما كان عليه قبل الحادثتين .