سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خلال مؤتمر صحفي للجنة الوساطة في صعدة الأحمر يعلن عودة الحياة لطبيعتها في دماج وتواصل مساعي الصلح في كتاف، ومناع يدعو المهجرين للعودة ويؤكد بأن شرعيته مستمدة من الثورة
أكد رئيس لجنة الوساطة بين السلفيين والحوثيين في دماج بمحافظة صعدة، الشيخ حسين الأحمر، بأن الأوضاع في دماج قد عادت إلى طبيعتها، وبأن المواد الغذائية والأدوية باتت تدخل إليها بشكل يومي دون أي إشكاليات. وقال الأحمر، خلال مؤتمر صحفي عقدته لجنة الوساطة في مدينة صعدة، برئاسته ورئاسة محافظ المحافظة، فارس مناع أمس الخميس «نطمئن الجميع بأننا باقون في صعدة حتى إنهاء الفتنة»، داعيا طرفي الصراع إلى الالتزام والتقيد باتفاق الصلح المبرم بينهما، مشيرا إلى أنه إذا كانت هناك أي مطالب لهما خارج الاتفاق فإن عليهما أن يتقدما بها كي تعمل لجنة الوساطة على دراستها وحلها. وأوضح الأحمر بأن لجنة الوساطة قامت خلال الأيام الماضية بإزالة النقاط والمواقع المسلحة المستحدثة من قبل الطرفين في منطقة دماج، وعلى رأسها إزالة «الأرتاب» من مواقع جبل البراقة والمشرحة والنقعة والعقار، وغيرها من المواقع، كما تم رفع نقطة الخانق، التي أنشأها الحوثيون على مدخل دماج، واستبدال عناصرها بعناصر من قبل لجنة الوساطة. وقال الأحمر بأنه تم وضع مجاميع مسلحة من قبل اللجنة، للمراقبة في نقطة الخانق وجبل البراقة، وغيره من المواقع، بعد رفع مسلحي الطرفين، مؤكدا بأن المسلحين الذين وضعتهم لجنة الوساطة لن يغادروا ذات الأماكن حتى يتأكد للجنة الوساطة بأن القتال لن يتجدد بين الطرفين، مضيفا: «لقد لمسنا بأن الطرفين لا زالا متخوفين من عودة الصراع، حيث أن لدى الطرفين من يريد إعادة الفتنة». وحول مدى ضمان عدم تجدد الصراع، قال الأحمر: «طلبت من الحوثيين إعطاء ضمانة بعدم الاعتداء على دماج، وأعطونا ذلك، كما وعدنا الحجوري بأننا سنواصل إزالة أي مواقع بدماج، ووعدنا بإعادة الحياة إلى ما كانت عليه في السابق». وأكد الأحمر بأنه وفي حال عودة الصراع فإن القبائل ستتداعى للضغط على أي طرف بطريقة عرفية وقبلية، مبديا استعداد اللجنة للعودة إلى صعدة لإزالة الإشكاليات والمؤشرات التي لا زال يتخوف منها الجميع ويرون فيها سببا للفتنة. أطراف رافضة للصلح وكشف الأحمر بأن هناك أطرافا في الداخل، وعلى وجه الخصوص القيادات السياسية من بقايا نظام الرئيس علي عبد الله صالح، تعمل على استمرار الصراع والفتنة في دماج. وحول صراعه السابق مع الحوثيين، قال الأحمر: «كان البعض يحذرنا من النزول إلى صعدة، نظرا لما كان بيننا من خلافات واقتتال مع الحوثيين، غير أننا رأينا بأن ندفن الماضي وأن نتعاون على بناء الدولة المدنية الحديثة، وذلك لن يتم إلا بدفن الفتن». وأضاف الأحمر بأن «الثورة الشعبية السلمية أتت لتجب الخلافات، كما أن إيماننا بأن الثورة عظيمة، ولولاها لما نزلنا إلى صعدة، لأننا نؤمن بأن الثورة ستزيح كافة المظاهر السلبية»، مشيرا إلى أن نزوله إلى صعدة لحل الخلاف كان من منطلق واجبه الوطني والإسلامي لحقن دماء المسلمين. وأكد الأحمر بأن لجنة الوساطة ستواصل جهودها لوقف القتال الذي لازال دائرا في منطقة كتاف، وقال: «لا زال من الواجب والضرورة علينا السعي لإيقاف القتال والفتنة في كتاف لأنها ضمن تداعيات دماج»، حسب قوله، داعيا في الوقت ذات أطراف الصراع بكتاف إلى الجنوح للسلم والصلح. واستعرض الأحمر مراحل الصلح منذ نزوله إلى صعدة، وقال بأن هناك عراقيل عدة واجهت لجنة الوساطة في البداية من أجل إفشال مساعي الصلح، إلا أن تعاون المحافظ ومشايخ صعدة أدى إلى نجاح مساعي الوساطة، شاكرا عددا من مشايخ المحافظة وعلى رأسهم الشيخ ضيف الله رسام، وعارف شويط، وناصر قرشة، وغيرهم ممن قال بأنهم بذلوا جهدا كبيرا لإنجاح الوساطة، مطالبا إياهم ببذلك مزيد من الجهد لعدم عودة الأزمة مجددا. كما دعا الأحمر طرفي الصراع من السلفيين والحوثيين إلى أن لا يدعوا أي مجال لمن يريد أن يستفيد ويؤجج الفتنة بينهم، وعدم ترك فرصة لضعاف النفوس وتجار الحروب، حسب قوله. مناع: استمدينا شرعيتنا من الثورة من جانبه قال محافظ صعدة، فارس مناع، بأن هناك حاجة إلى لجان مراقبة لكي لا تعود الصراعات مجدداً بين الطرفين، وطالبهما بالالتزام بالاتفاقية. ونفى مناع ما كان ذكره الرئيس صالح في المؤتمر الصحفي الذي عقده مؤخراً بأنه تم تكليف شخصين للنزول إلى صعدة لحل القضية، قائلاً: الذي نسمعه أنه تم تكليف وزيرين وهما كلفا وسيطين والوسيطين كلفا آخرين، لكننا لم نلمس أي دور قاموا به. وأكد مناع بأن شرعيته استمدها من الثورة الشعبية، قائلاً: ما حصل في صعده ثورة شعبية وأخذنا شرعيتنا من الثورة. ودعا مناع كل المتضررين من الثورة الرجوع إلى أماكنهم سواء الذين بداخل صعدة أو خارجها، مؤكداً استعداده للتفاهم والتحاور معهم وحل كل خلافاتهم ومشاكلهم. وقامت لجنة الوساطة مساء اليوم الجمعة باستلام آخر ثلاثة مواقع من الحوثيين مطلة على دماج، وهي مواقع «العقار، الذيب، الأحرش»، وتسليمها لعناصر من حاشد وبكيل حتى تعود الأمور لطبيعتها.